رب أشعث أغبر ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره

قال ابن المبارك: قدمت المدينة في عام شديد القحط فخرج الناس يستسقون، فخرجت معهم، إذا أقبل غلام أسود عليه قطعتا خيش قد اتزر بإحداهما وألقى بالأخرى على عاتقه .

فجلس إلى جنبي فسمعته يقول : إلهي أخلقت الوجوه عندك كثرة الذنوب ومساويء الأعمال , وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك , فأسألك يا حليمًا ذا أناة يا من لا يعرف عباده إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة .

فلم يزل يقول الساعة الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب
قال ابن المبارك – رحمه الله – فجئت إلى الفضيل رحمه الله – فقال: ما لي أراك كئيبًا؟

فقلت: أمر سبقنا إليه غيرنا، فتولاه دوننا

وقصصت عليه القصة فصاح الفضيل وخر مغشيًا عليه . ([1])

([1])إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ,  لأبي الفيض محمد بن محمد الحسيني مرتضى الزبيدى  ج5  ص 268

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.