قال الله تعالى: {يأيُّـها النـاسُ أنتـمُ الفـقـراءُ إلى اللـه}.
الفقر على ضربين : فـقـر الخِلْقة، وفقر الصفة.
فأمَّا فقر الخِلْقَة فهو عـامٌّ لكـلِّ أحـدٍ، فكـلُّ مخلـوقٍ مفتـقـرٌ إلى خالقه، فهو قد حَصَلَ من العَدَمَ، فهـو مفـتـقـر إليه؛ ليبديه وينْشيه، ثم بعد ذلك مفتقرٌ – في حال بقائه إليه – لِيُديمَه ويقِيَه .
فاللَّهُ – سبحانه – غنيٌّ ، والعبدُ فقير؛ العبدُ فقيرٌ بعينه واللَّهُ غنيٌّ بعينه .
وأمَّا فقر الصفة فهو التجرُّد ، فـفـقـرُ العوامّ: التجرُّدُ من المال ، وفقر الخواصّ: التجرد من الأعلال؛ لِيَسْلَمَ لهم الفقر .
والفقر على أقسام :
فقر إلى الله ، وفقر إلى شيء هو من الله ، معلوم أو مرسوم وغير ذلك .
ومَنْ افتقر إلى شيءٍ استغنى بوجود ذلك الشيء؛ فالفقيرُ إلى اللَّه هو الغنيُّ بالله.
والافتقار إلى الله لا يخلو من الاستغناء بالله ، فالمفتقر إلى الله مُسْتَغْنٍ بالله ، والمستغني بالله مفتَقِرٌ إلى الله…
وإِذا تذلَّـلَتِ الرِّقـابُ تَقَـرُّباً … مِنَّا إليكَ فعِـزُّهـا في ذُلِّها).
تفسير القشيري رحمه الله
إعداد / مصطفى خاطر