إتقان الإيمان والاسلام ، فالتصوف عملي رياضي أكثر منه علمي ، قال محمد بن المنكدر : كابدت نفسي أربعين سنة ، فاستقامت .
هذا أُساس التصوف قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
والغاية منه إتقان العبادة ، وإحسانها بالإخلاص فيها ، وتخليص النفس من رعونات النقائص ، وتحليتها بالكمالات ، وفهم أسرار العقائد والعبادات ودقائقها كما ينبغي ، وبذلك يصل العارف إلى ربه ، ومعناه أن يكون دائم الحضور لاتحصل له غفلة حتى لايخرق سياج الشريعة ، ولايخرج عن دائرة الامتثال كما قيل :
تركت للذات البهائم أهلها**وهمت بما يعني به عالم المعنى
ثم هذه المجاهدة تنتج ذوقًا في فهم كلام الله سبحانه ، لكن بعد تحصيل الأدوات ، وملازمة الخلوات ، وتطهير القلب من الآفات ، كما تنتج أيضًا مشاهدة وكشفا عن عوالم غائبة ، وذلك ما يعبرون عنه بالعلم اللدني أو علم الأذواق ، أما إن لم تكن تقوى ولا اتباع طريق السنة والمجاهدة فإنما هي واردات ظلمانية ، وشقائق شيطانية .( ١) انتهى .
(1) الفكر السامي للحجوي ٢ : ٥١ و ٥٨ .
حمل كتاب ( ريحانة التصوف ويليه أجمل ما قيل فى التصوف )