الصوفية أرباب القلوب , المتسوّرون بصائب فراستهم على الغيوب , المراقبون للمحبوب , التاركون للمسلوب , المحاربون للمحروب , سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ، ومَن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين , العالمين بالبقاء والفناء والمميزين بين الإخلاص والرياء , والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية , والمحاسبين للضمائر ، والمحافظين للسرائر , المخالفين للنفوس , والمحاذرين من الخنوس، بدائم التفكر، وقائم التذكر ؛ طلبا للتداني، وهربا من التواني , لا يستهين بحرمتهم إلا مارق
ولا يدعي أحوالهم إلا مائق , ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق , ولا يحن إلى موالاتهم إلا تائق , فهم سُرُجُ الآفاق، والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق , بهم نقتدي، وإياهم نوالي إلى يوم التلاق ([1]) .