يحكى: عن إبراهيم بن المُهلّب السّائح قال: بينا أنا أطوف، وإذا بجارية متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول:” سيدي، بحبّك إلا رددت عليَّ قلبي؟
فقلت لها: يا جارية! من أين تعلمين أنه يحبّك؟!
فقالت: بالعناية القديمة؛ جيّش في طلبي الجيوش، وأنفق الأموال، حتى أخرجني من بلاد الشّرك وأدخلني في التوحيد، وعرّفني نفسَهُ بعد جهلي إياه، فهل هذا _ يا إبراهيم _ إلا لعِناية ومحبّة؟
قلت: فكيف حبُّك له؟
قالت: أعظم شيء وأجلّه.
قلت: وكيف هو؟
قالت: هو أرقّ من الشّراب، وأحلى من الجلاب.
ثم ولّت وهي تقول:
وذي قلق لا يعـرف الصّبر والعزا *** له مقلة عبرا وأضرّ بهـا البكـا
وجسم نحيل من شجى لوعة الهوى *** فمن ذا يداوي المُستهام من الضّنا
ولا سيما والحـب صعب مرامـه *** إذا عطفت منـه العواطف بالقنا
رضي الله عنها.