شكوى الزوجة من زوجها بأحسن العبارات وتجاوب الأزواج

عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه رضي الله عنه، قال: “آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مُتبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا”؛ [أخرجه البخاري].

فقد عبَّرت رضي الله عنها عن حالها مع زوجها بأحسن عبارة، فقالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، وفي رواية ذكرها الحافظ ابن حجر عند الدارقطني أنها قالت: “في نساء الدنيا”، وفي رواية عند ابن خزيمة: “يصوم النهار ويقوم الليل”.

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: “أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته، فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتش لنا كنفًا ولم يعرف لنا فراشًا منذ أتيناه”؛ [أخرجه البخاري]، قال الإمام العيني رحمه الله: شكرت عبدالله أولًا بأنه قوام بالليل، صوام بالنهار، ثم شكت من حيث إنه لم يضاجعها ولم يطعم شيئًا عندها.

وعن أبي موسى قال: “دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فرأينها سيئة الهيئة، فقلن: ما لك؟ ما في قريش رجل أغنى من بعلك، قالت: ما لنا منه شيء، أما نهاره فصائم، وأما ليله فقائم، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرْنَ ذلك له فلقيه النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: ((يا عثمان، أما لك فيَّ أسوة؟))، قال: وما ذاك يا رسول الله، فداك أبي وأمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أما أنت فتقوم الليل وتصوم النهار، وإن لأهلك عليك حقًّا، وإن جسدك عليك حقًّا، صلِّ ونم، وصم وأفطر))، فأتتهم المرأة بعد ذلك عطرة كأنها عروس، فقُلْنَ لها: مه، قالت: أصابنا ما أصاب الناس”؛ [أخرجه ابن حبان].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن امرأة ثابت بنت قيس أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس، أما إني لا أعيبُ عليه في خُلُق ولا دين؛ ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتردين عليه حديقته؟))، قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقبل الحديقة وطلِّقْها تطليقة))؛ [أخرجه البخاري].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.