إني لأستحي من الله أن أضحك والمسلمون محاصرون بالفرنجة

“ﺇﻧﻲ ﻷﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤًﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣُﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺞ”؟

“اللهم انصر أمتك وليس عبدك محمود”

مقولات كان يرددها السلطان الذي تحفل سيرته بجهاد طويل ضد الصليبيين، وضد الدولة العُبيدية في سبيل نصرة الإسلام، ورفع رايته , السلطان التي تحفل سيرته بالتقوى والتدين والعلم فمن هو هذا السلطان التقي … ؟!

هو نور الدين زنكي صاحب الشام ، الملك العادل ، نور الدين ، ناصر أمير المؤمنين ، تقي الملوك ، ليث الإسلام أبو القاسم ، محمود بن الأتابك .. ))

قال ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: “ﻭﺃﻣﺎ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳُﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻓﺮﺱ ﺃﺷﺠﻊ ﻭﻻ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﻨﻪ”

قال الامام الذهبي

كان بطلا شجاعا ، وافر الهيبة ، حسن الرمي ، مليح الشكل ، ذا تعبد وخوف وورع ، وكان يتعرض للشهادة ، سمعه كاتبه أبو اليسر يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير …. )!)

.. ﺭﺑﺎﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﺯﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﻠّﻤﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣُﺤﺒًﺎ ﻟﻠﺴُّﻨّﺔ ﻋﺎﻣﻠًًﺎ ﺑﻬﺎ.. ﻭﻛﺎﻥ ﺯﺍﻫﺪًﺍ ﻋﺎﺑﺪًﺍ ﻻ ﻳُﺤﺐ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ .. ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻦ .. ، ﻭﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ؛ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻌﻠﻮﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺤﺮﺭ ( ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ )

ﻭﺍﻣﺘدّ سلطانه -رحمه الله- ليشمل بلاد الشام ومصر وأجزاء من الجزيرة والأناضول.

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣُﻠﻜﻪ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺳُﻠﻄﺎﻧﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺳّﻞ ﺇﻟﻰ الله ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍلليالي ﺧﺮﺝ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﻣﻬﺠﻮﺭ .. ،

.. ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﺪّ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺩﻣﻴﺎﻁ .. ، ﻓﺮﻓﻊ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺳﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻄّﺦ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭﻳﻘﻮﻝ ..)

“ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻧﺼﺮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺪﻳﻨﻚ ﻧﺼﺮﺕ، ﻓﻼ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﺼﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩًﺍ، ﻣَﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳُﻨﺼﺮ ..؟”

نور الدين محمود مات على فراشه ولكنه تمنى الشهادة دائمًا لذا لقب بالشهيد .. ،

اشتهر بعدله وشُبه بالخلفاء الراشدين، بنى منبرًا وقال للمسلمين أنه سيخطب الجمعة من فوق هذا المنبر من المسجد الأقصى المبارك .. ،

.. وذلك ليرفع من معنويات الأمة وأنها قادرة على أن تواجه الخطر بوحدتها، وخطب .. ( صلاح الدين الايوبي ) .. من فوق هذا المنبر بعد تحريره للقدس إكرامًا لمعلمه وقائده نور الدين، وظل المنبر في المسجد الأقصى حتى حريق الأقصى عام ١٩٦٩، حيث احترق مع مقتنيات كثيرة بالمسجد، وتم ترميم منبر مشابه له هو الموجود حاليًا …. !)!

من أشهر معارك نور الدين محمود مع الصليبيين والتي تشبه بحطين , معركة حارم، حيث اتحدت الممالك الصليبية ضده وواجهوه بأعداد غفيرة وكانت كفتهم راجحة، فنزل نور الدين من فوق جواده ساجدًا لله قائلًا: “اللهم انصر أمتك وليس عبدك محمود” وكان نصرًا مشهودًا … )))

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.