الإمام أحمد السرهندي وقوله في التصوف

يقول الإمام أحمد السرهندي : اعلم يا أخي أن الله كلفنا امتثال الأوامر واجتناب النواهي .. وإذا كنا مأمورين بالإخلاص في ذلك وهو لا يتصور بدون الفناء وبدنون المحبة الذاتية وجب علينا أيضا سلوك طريق الصوفية الموصلة للفناء والمحبة حتى نتحقق حقيقة الإخلاص ولما كانت طرق الصوفية متفاوتة الكمال والتكميل ان كل طريق تلتزم فيه متابعة السنة السينة وأداء الأحكام أولى وأنسب بالاختيار وإن هؤلاء الأكابر التزموا في هذه الطريقة متابعة السنة واجتناب البدعة ويجعلون الأحوال والمواجيد تابعة للحكام الشرعية .. والكتاب والسنة عندهم أولا قبل كل شيء.

والتصوف الذي أردت هو الإسلام الكامل في مقاصده وأهدافه والصوفية السابقون وكثير من اللاحقين استقام سلوكهم على هذا المبدأ في منهجه ولا شأن لي فيما شارك اسما وامتلأ بالدخائل والبدع فذلك ما لم أقصد اليه فإن التصوف حال أكثر منه قالا وإن من سلك سبيل القوم بصدق ذاق ما ذاقوه إن شاء الله تعالى له ذلك([1]).

([1]) الأنوار القدسيةللإمام أحمد السرهندي

من كتاب ( ريحانة التصوف ويليه أجمل ما قيل فى التصوف )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.