إياك أن تخرج من هذه الدار وما ذُقت حلاوة حبه

قال سيدي ابن عطاء الله السكندري :

إياك أن تخرج من هذه الدار وما ذُقت حلاوة حبه .
ليس حلاوة حبه في المآكل والمشرب .. لأنه يشاركك فيها الكافر والدابة بل شارك الملائكة في حلاوة الذكر والجمع على الله تعالى لأن الأرواح لا تحتمل رشاش النفوس .. فإذا انغمست في جيفة الدنيا لا تصلح للمحاضرة لأن حضرة الله تعالى لا يدخلها المتلطخون بنجاسة المعصية فطهر قلبك من العيب يفتح لك باب الغيب .. وتُب إلى الله وارجع إليه بالإنابة والذكر ومن أدام قرع الباب يُفتح له ولولا الملاطفة ما قُلنا لك ذلك
لأنه كما قالت السيدة الزاهدة التقية .. العارفة بالله .. رابعة العدوية :
ومتى أُغلق هذا الباب حتى يُفتح

إعلم أن محبة الله تعالى إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح‘‘من الجَدِّ في طاعته‘‘ والحرص على طلب مرضاته‘‘والتلذذ بمناجاته‘‘
والرضا بقضائه‘‘ والشوق إلى لقائه‘‘ والأُنْس بذكره‘‘ والإسْتِيحَاش مِنْ غيره‘‘
والفرار إليه من كل الخلق‘‘والإنفراد بالخلوات , وخروج الدنيا من القلب‘‘ومحبة كل ما يحبه , وإيثاره بالمحبة على كل ما سواه‘‘‘..

قال الحارث المحاسبي:
‘‘المحبة ميلك إلى المحبوب بِكُلِّيتِك , ثم إيثارك له على نفسك ورُوحك ,
ثم موافقتك له سرّاً وجهراً , واحتراق قلبك شوقاً ًلقربه وإشتياقاً إليه‘‘.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.