ما أصابك من حسنة فمن الله

ما أصابك من حسنة فمن الله :
* سؤال عن معنى قوله تعالى : ” مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ “.
و ملخص الجواب بما يحتمله الإجمال : أن الخير كله من الله خلقا ، و كسبه مأمور به ، و أن الشر كله من الله خلقا ، و كسبه منهي عنه ، و قد منحنا الله الاختيار و التمييز ، ففعل المأمور به من مراد الله ، و فعل المنهي عنه من مراد النفس ، و فعل المأمور به من مراضي الله و إن أسخط النفس فعاقبته الجنة ، و فعل المنهي عنه هو من مساخط الله وإن أرضى النفس ، فعاقبته النار . و تكون الحسنة هنا بمعنى الطاعة على الأغلب ، و السيئة بمعنى المعصية كذلك ، و تنمحي بهذا فكرة الجبر و القدر ، هذا وجه .
أما الوجه الثاني فإن (الحسنة) هنا بمعنى النعمة و مقتضاها من اليسر و الصحة و نحو ذلك ، و (السيئة) هنا بمعنى النقمة و مقتضاها من العسر و المرض و نحو ذلك ، فهى ليست بمعنى الطاعة ، كما جاء مثلا في قوله تعالى : ” مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ ….” [الأنعام : 160].
أما الوجه الثالث : فالمراد بالحسنة هنا نصر الله للمؤمنين يوم بدر بسبب طاعتهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) ، و بالسيئة الهزيمة يوم أحد بسبب مخالفتهم له (صلى الله عليه وسلم).
و الخطاب في كل الوجوه للأمة كلها على وجه التربية كوحدة ، في مواجهة رسول الأمة و شهيدها و شفيعها كما سبق .
(من كتاب “كلمة الرائد” – الجزء الثالث- لفضيلة مولانا الإمام الرائد : محمد زكى الدين إبراهيم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.