الحياة البرزخية

الحياة البرزخية :

فالإنسان موجود في الدنيا بصورة خاصة ، وهو موجود كذلك بعد الممات ، ولكن بصورة خاصة أيضا.

وإنما الموت انتقال من حال إلى حال ، و من دار إلى دار.

فالإنسان بكل خصائصه و مميزاته موجود ، سواء حيا أو ميتا ، ووجوده بعد الموت أكمل من وجوده الدنيوي ، لتخلصه من قيود البشرية ، وأغلال الحد و الزمن ، و تمتعه بالانطلاق الذي لا يعرف القيد ولا الحد ، ولا الأوقات.

فحياة الموتى عند الله أتم و أكمل من حياة الأحياء على الأرض ، ودليل ذلك قوله تعالى “وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

ثم دليله ما ورد في الصحاح من اجتماع أرواح الأنبياء بالنبي(صلى الله عليه و سلم)في ليلة الإسراء، واحتفالهم المقدس به ، و ما تبادلوه معه من خطب ، و ما حدث بينه و بينهم من أخذ و رد في المعراج من سماء إلى سماء ، مما يدل على حياة الأرواح موصولة بأهل الأرض.

ثم دليل آخر في موقفه(صلى الله عليه وسلم) على المشركين الذين قتلوا يوم بدر وسحبوا إلى القليب ، وقد جعل يحدثهم ، فلما سئل عن ذلك قال : ما أنتم والله بأسمع منهم . وكل هذا ثابت في الصحاح لم يمار فيه أحد.

فإذا كان المشركون بعد الموت أشد سماعا من المسلمين في الحياة .

فكيف يكون شأن موتى المسلمين؟؟

(من كتاب “كلمة الرائد” لفضيلة الإمام الرائد : محمد زكي إبراهيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.