خطبة بعنوان ( المخدرات ضياع للإنسان ) للشيخ أيمن حمدى الحداد

جمعها ورتبها الشيخ / أيمن حمدى الحداد

الجمعة ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦ هجرياً

الموافق ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ ميلادياً

نص الخطبة
الحمد لله رب العالمين أحل لعباده الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد فى سبيل الحق حتى أتاه اليقين اللهم صلّ وسلم وبارك عليه حق قدره، ومقداره العظيم، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: إن من أجل وأعظم نعم الله عزّ وجل على الإنسان أن وهبه بدناً يستطيع من خلاله تأدية المهام المُكلف بها، وكذلك وهبه عقلاً يُميِّزُ به بين الخير والشَّر، والضار والنافع فالعقلِ هو عُمدةُ التكليفِ،ِ ولقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بالمحافظة على العقل والبدن، وحرم تناول ما يفسدهما كالخمر والمخدرات بكل أنواعها؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾(المائدة: ٩٠-٩١)، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ، ومَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدُّنْيا فَماتَ وهو يُدْمِنُها لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْها في الآخِرَةِ» رواه مسلم.

– والخمر: هي ما خامر العقلَ وغيَّبه عن معرفةِ ما ينفعه، وما يضره، وما يرشده ويمنعه، ويقاس عليه كلُّ مسكرٍ ومُفتِّر أدى إلى غياب العقل عن وظيفته،

لذلك كانت الخمر والمخدرات أكبر خطر يهدد المجتمع، إنها أشد فتكاً من الحروب والكوارث، فهي تضيع الدنيا والدين، وتورث الحسرة في الدارين.

– ولقد لعن سيدنا رسول الله ﷺ شارب الخمر، وبائعها، وشاريها، وعاصرها، ومعتصرها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «أتاني جِبْرِيلُ عليه السلامُ فقال: يا محمَّدُ، إنَّ اللهَ لعَنَ الخمرَ، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وشاربَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وبائعَها، ومبتاعَها، وساقيَها، ومستقاها» رواه أحمد.

– والذى يشرب الخمر، ويتعاطى المخدرات، قد تنكر لإيمانه، قال رسول الله ﷺ: «ولا يشربُ الخمرَ حين يشربُها وهو مؤمنٌ» رواه البخاري ومسلم..

وشارب الخمر، إن لم يتب يلقى الله كعابد الصنم قال رسول الله ﷺ:« مُدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن» رواه أحمد.

– الإدمان مرحلة يصبح فيها الإنسان عبداً للخمر، والمخدرات، فلو كان ثمنها عرضه أو ربما حياته لجاد بها، لأنه قد وصل إلى أقصى درجات التعلق بها، قال رسول الله ﷺ: «لا يدخل الجنة مدمن خمر» رواه ابن ماجه، وصححه ابن حبان.

– وشارب الخمر، يشرب من عصارة أهل النار، قال رسول الله ﷺ: «إن على الله عز وجل عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال» قيل: وما طينة الخبال؟ قال: «عرق أهل النار. أو عصارة أهل النار» رواه مسلم..

– وشارب الخمر لا يقبل الله عزّ وجل عبادته، قال رسول الله ﷺ: «مَن شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً» رواه الترمذي وحسنه.

– ويكفى هؤلاء أن يعلموا أن الخمر هى أمُّ الكبائر، ورأس الخبائث، وسببٌ لجميع المصائب والشرور.

– ولقد ذكر القرطبى أن قيس بن عاصم المنقرى كان شَرَّابًا لَلخمر فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ حَرَّمَهَا عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ غَمَزَ عُكْنَةَ ابْنَتَهُ وَهُوَ سَكْرَانُ، وَسَبَّ أَبَوَيْهِ، وَرَأَى الْقَمَرَ فَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَأَعْطَى الْخَمَّارَ كَثِيرًا مِنْ مَالِهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَحَرَّمَهَا عَلَى نَفْسِهِ، وَفِيهَا يَقُولُ:
رَأَيْتُ الْخَمْرَ صَالِحَةً وَفِيهَا
خِصَالٌ تُفْسِدُ الرَّجُلَ الْحَلِيمَا
فَلَا وَاللَّهِ أَشْرَبُهَا صَحِيحًا
وَلَا أُشْفَى بِهَا أَبَدًا سَقِيمَا
وَلَا أُعْطِي بِهَا ثَمَنًا حَيَاتِي
وَلَا أَدْعُو لَهَا أَبَدًا نَدِيمَا
فَإِنَّ الْخَمْرَ تَفْضَحُ شَارِبِيَهَا
وَتُجْنِيهِمْ بِهَا الْأَمْرَ الْعَظِيمَا

– وعَنْ عثمان رضى الله عنه قَالَ: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ. قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذِهِ الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا. قَالَ: زِيدُونِي، فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ، إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ» رواه النسائي.

– ويكفى شارب الخمر والمخدرات أن يعلم أن الإدمان يصرف صاحبه عن الإيمان؛ فلما أراد الْأَعْشَى بن قيس- شاعر جاهلى- أن يُسلم تَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيَهُ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ فَأَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يُرِيدُ مُحَمَّدًا ﷺ، فَقَالُوا: لَا تَصِلُ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَأْمُرُكَ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: إِنَّ خِدْمَةَ الرَّبِّ وَاجِبَةٌ.
فَقَالُوا: إِنَّهُ يَأْمُرُكَ بِإِعْطَاءِ المال إلى الفقراء. فقال: اصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ وَاجِبٌ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ يَنْهَى عَنِ الزِّنَى. فَقَالَ: هُوَ فُحْشٌ وَقَبِيحٌ فِي الْعَقْلِ، وَقَدْ صِرْتُ شَيْخًا فَلَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ يَنْهَى عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ. فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَإِنِّي لَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ! فَرَجَعَ، وَقَالَ: أَشْرَبُ الْخَمْرَ سَنَةً ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَصِلْ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى سَقَطَ عَنِ الْبَعِيرِ فَانْكَسَرَتْ عُنُقُهُ فَمَاتَ..

– ولقد ثبت مع التطور العلمى، مدى التأثير السلبي للمخدرات على صحة وجسم الإنسان، كحدوث اضطرابات في القلب، وارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث انفجار الشرايين، وكذلك التعرض لنوبات الصرع، وحدوث التهابات في المخ والتي تؤدي إلى الشعور بالهلوسة، وكذلك تليف الكبد وبالتالي زيادة نسبة السموم في الجسم، وكذلك اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يؤدي إلى الهزال والشعور بعدم الإتزان، وضعف الجهاز المناعي والصداع المزمن، وفي حالة الحمل قد تتعرض المرأة الحامل لحدوث فقر الدم وإجهاض الجنين وقد يمتد الأمر لحدوث عيوباً خلقية للأجنة.

فاتقوا الله عباد الله: وتوبوا إليه واستغفروه يغفر لكم ذنوبكم أقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم..

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: لقد كان للإسلام السبق فى محاربة الخمر والمسكرات، لما تسببه من مضار أخلاقية ونفسية واجتماعية ومادية، فحذر منها غاية التحذير، ورتب عليها من العقوبات الدنيوية والأخروية ما هو معلوم.

– لقد بُعث سيدنا رسول الله ﷺ، والخمر هى شراب العرب المفضل، وكانوا يتربحون من تجارتها الأموال الكثيرة، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾(البقرة: ٢١٩)، وهنا نلحظ أن تعلق العرب بالخمر كان أمراً غايةً فى الصعوبة، وما كان لأحدٍ أن يتصور أنه بإمكانهم الاستغناء عنها أبداً، فكيف تخلوا عنها؟ وكيف تركوها؟!

– لقد وضع الإسلام سُبلاً للوقاية، والعلاج سبق بها كل ما وصل إلى العقل والفكر الإنسانى فى محاربة الخمر والإدمان، فبين ما للخمر من اضرار ومخاطر،
– ولقد كان أسلوب التدرج فى تحريم الخمر له أبلغ الأثر فى القضاء على إدمان العرب لها، كذلك كان بناء الضمير الإيمانى من أهم العوامل التى ساعدت على ترك الناس لشرب الخمر فى حين فشلت الدول الكبرى فى تحريم الخمر، والمخدرات.

– لقد حاولت أمريكا منع الخمر واستعملت جميع وسائل المدنية الحديثة كالصحف، والمجلات، والمحاضرات، والصور والسينما، لتهجين شربها، وبيان مضارها ومفاسدها، ويقدِّر ما أنفقته أمريكا في الدعاية لبيان اضرار الخمر بما يزيد على ٦٠ مليون دولار، وأن ما نشرته من الكتب والنشرات يشتمل على ١٠ ملايين صفحة، وما تحملت في سبيل تنفيذ قانون التحريم في مدة أربعة عشر عاماً لا يقل عن ٢٥٠ مليون دولار، وقد أُعدم ٣٠٠ شخص، وسجن أكثر من نصف مليون شخص، وبلغت الغرامات إلى ١٦ مليون دولار، وصُودرت أموال تقدر بنحو ٤٠٠ مليون دولار، ولكن كل ذلك لم يزد متعاطى، ومدمنى الخمر والمخدرات إلا غراماً بها، وعناداً في تعاطيها، حتى اضطرت الحكومة عام ١٩٣٣م إلى إلغاء القانون، وإباحة الخمر، أما المسلمون حينما سمعوا قوله تعالى:(فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(المائدة:٩١)، قالوا: «انتهينا ربنا» رواه أحمد.

– إنه الضمير الإيمانى الذى هو أقوى من جميع السُلُطَات، والقوانين، فبمجرد أن نزل تحريم الخمر، كانت سرعة الاستجابة، فمن كان في يده كأس حطمها، ومن كان في فمه جرعة مجها، وشقت زقاق الخمر، وكسرت دنانه، بل غُمرت بعض طرق المدينة بالخمور.

– فما أعظم الفرق بين امتثال المسلمين النهي عن شرب الخمر بكلمة واحدة من ربهم جل وعلا: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾، وبين محاولات الدول الكبرى، وما بذلوه من أجل اقناع الناس بعدم تناول الخمر؛

فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ في مَنْزِلِ أبِي طَلْحَةَ، فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ، فأمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى، فَقالَ أبو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَانْظُرْ ما هذا الصَّوْتُ، قالَ: فَخَرَجْتُ فَقُلتُ: هذا مُنَادٍ يُنَادِي: ألَا إنَّ الخَمْرَ قدْ حُرِّمَتْ، فَقالَ لِي: اذْهَبْ فأهْرِقْهَا، قالَ: فَجَرَتْ في سِكَكِ المَدِينَةِ، قالَ: وكَانَتْ خَمْرُهُمْ يَومَئذٍ الفَضِيخَ، فَقالَ بَعْضُ القَوْمِ: قُتِلَ قَوْمٌ وهْيَ في بُطُونِهِمْ، قالَ: فأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ رواه البخارى.

– وعن عمرَ بنِ الخطَّابِ قال: لمَّا نزل تحريمُ الخمرِ اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شفاءً، فنزلت الآيةُ الَّتي في البقرةِ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ الآيةُ، قال: فدُعي عمرُ فقُرِئت عليه، فقال: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شفاءً، فنزلت الآيةُ الَّتي في النِّساءِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾، فكان منادي رسولِ اللهِ ﷺِ، إذا أُقيمت الصَّلاةُ يُنادي: ألا لا يقربَنَّ الصَّلاةَ سكرانُ فدُعِي عمرُ فقُرِئت عليه، فقال : اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شفاءً، فنزلت هذه الآيةُ: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾، قال عمرُ: «انتهَيْنا» رواه أبو دواد.

– ومن هنا نقول: للذين يتعاطون المخدرات، والمسكرات، هل أنتم منتهون؟
– ونقول: لمن يرجون المخدرات اتقوا الله فى خلق الله، كفاكم إفساد فى الأرضِ وتدمير للمجتمع، واعلموا أن أرباحكم من الإتجار بالمخدرات سُحت وحرام، تحصلون عليه من خلال قتل الأنفس البريئة بالمخدرات، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾(النساء: ٢٩)،
– ونقول: للأباء والأمهات اعلموا أن الوقاية خير من العلاج، فكونوا على قدر المسئولية فى توعية الأبناء بخطر المخدرات والإدمان، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، كذلك فإن المجتمع بكل مؤسساته الأهلية، والحكومية، مطالب بالتكاتف والتأزر من أجل مجتمع بلا إدمان، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم احفظ مصر وأبنائها من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.