الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الحياء، وألزم قلوب المحبين الوجَل والإستحياء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن أتبع هداهم إلى يوم الدين؛ أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: إن الحياء منبعُ كلِّ فضيلةٍ، والحياء دليلُ على صدق الإيمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنَََّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النَّار»رواه التِّرمذي، وابن ماجه.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ ﷺ- قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة. والحياء شعبة من الإيمان» رواه مسلم.
والحياء صِفةٌ للهِ عزَّ وجلَّ ثابتةٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، و(الحَيِيُّ) مِن أسمائِه عز وجل؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ (البقرة: ٢٦)، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾(الأحزاب: ٥٣)، وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «إن اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ» رواه الترمذي.
وعن أبو واقد الليثي رضي الله عنه قال: «بينا رسولُ اللهِ ﷺ جالسٌ إذ أقبلَ ثلاثةُ نفَرٍ ، فأمَّا أحدُهُما فوجدَ فُرجةً في الحلقةِ فدخلَ فيها، وأمَّا الآخرُ فجلسَ وراءَ النَّاسِ، وأدبر الثَّالث ذاهبا، فقال رسول الله ﷺ: «ألا أنَبِّئكُم بخبرِ الثَّلاثةِ؟ أمَّا الأولُ فآوَى إلى اللهِ فآواهُ اللهُ، وأمَّا الثَّاني فاستحيَا فاستحيَا اللهُ منه، وأمَّا الثَّالثُ فأعرضَ فأعرضَ اللهُ عنه» رواه البخارى.
أولاً: الحياء خُلق الأنبياء والأصفياء؛
– حياء سيدنا رسول الله ﷺ؛ لقد كان يستحى بأن يُشْعِرَ زوارَه والمستأنسينَ بمجلسه بأنهم قد طال جلوسُهم عنده وحديثهم في بيته، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ﴾ (الْأَحْزَابِ: ٥٣)، لقد تسنَّم ﷺ أعلى مقامات الحياء؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله ﷺ أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِهَا، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه؛ أي: إذا كَرِهَ شيئًا لا يتكلم به لحيائه، بل يتغير وجهه، فيفهم الصحابة كراهته لذلك.
– حياء يوسف عليه السلام؛ لقد ضرب أروع الأمثلة فى الحياء عندما راودته امرأة العزيز عن نفسها؛ قال تعالى:﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾(يوسف:٢٣)،
– حياء نبي أيوب عليه السلام؛ لقد ذكر الإمام الألوسي رحمه الله تعالى: أن أيوب عليه السلام عندما فقد المال وفقد الولد وفقد عافيته، قالت له زوجته: أنت نبي الله فلو سألت الله تعالى أن يرفع عنك البلاء لفعل، فقال لها أيوب عليه السلام: كم مضى علينا ونحن في عافية؟ قالت: ستين سنة قال: والله إني لأستحي أن أسأل الله رفع البلاء وما بلغت في البلاء ما بلغته في العافية.. تفسير الألوسي.
– حياء كليم الله موسى عليه السلام؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ موسى كان رجُلا حَيِيًّا سَتِيرًا، لا يُرى من جِلْده شيء استحياء منه، فآذاه مَن آذاه مِن بني إسرائيل فقالوا: ما يَسْتَتِر هذا التَّستُّر، إلا من عيْب بجلده: إما بَرَص وإما أُدْرة، وإما آفة، وإنَّ الله أراد أن يُبرِّئه مما قالوا لموسى، فَخَلا يوماً وَحْده، فَوَضَع ثيابه على الحَجَر، ثم اغتسل، فلما فَرَغ أقْبَل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحَجَر عدا بثوبِهِ، فأخَذَ موسى عصاه وطَلَب الحَجَر، فجعل يقول: ثوبي حَجَر، ثوبي حَجَر، حتى انتهى إلى مَلَإ من بني إسرائيل، فرأوه عُرْياناً أحسن ما خلق الله، وأَبْرَأه مما يقولون، وقام الحَجَر، فأخَذ ثوبه فلَبِسه، وطَفِق بالحجر ضرباً بعصاه، فوالله إن بالحجر لنُدْباً مِنْ أَثَر ضَرْبِه، ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً، فذلك قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾(الأحزاب: ٦٩)، متفق عليه.
– عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ لقد استأذن أبو بكر وعمر على النبي ﷺ وكان جالساً وقد بدت ركبتاه، فلما استأذن عثمان بالدخول غطى رسول الله ﷺ ركبتيه، فلما خرجوا، سألت عائشة عن السبب فقال عليه الصلاة والسلام: «ألا استحي من رجل تستحي منه ملائكة السماء» رواه أحمد.
– حياء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ إن من روائع صور الحياء؛ حياء أمنا عائشة رضي الله عنها؛ فعنها قالت: «كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله ﷺ، وأبي فأضع ثوبي، وأقول إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي، حياء من عمر» رواه أحمد.
– حياء الربيع بن خثيم ؛لقد اشتغلَ الربيع بعيوب نفسه، وترك الاشتغال بعيوب الآخرين، وطبَّق في حياته أمر الله تعالى: ﴿والَّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾(المؤمنون: ٣)، ولقد قِيلِ له: يا أبا يزيد، ألا تذمُّ الناس؟ فقال: والله ما أنا عن نفسي براضٍ فأذمَّ الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.
وكان الربيع رحمه الله يستحى من الله عز وجل حق الحياء فيغضُّ بصره، ولقد مرَّ به نسوة، فأطرق – أي: أمال رأسه إلى صدره – حتى ظنَّ النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى.
وفي ذات يوم قِيلَ له: يا ربيع، لم لا تجلس في الطرقات مع الناس؟ فقال: أنا أخشى ألاَّ أردَّ السلام ولا أغضَّ بصري.. فأين الذين ذهب حياؤهم فأطلقوا النظر إلى النساء المتبرِّجات في الطرقات، والأسواق؟! أين الذين ينظرون إلى النساء من خلال الأفلام والمسلسلات؟! أين الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله إذ يسترقون النظرات إلى النساء؟!
ولقد أراد قوم إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأة عندهم، وقالوا: هذه ألف دينار، قالت: علام؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني، ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه، فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك إذا نزل ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟! أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟! فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله عز وجل تقوم من ليلها ما تقوم، وتصوم من أيامها ما تصوم، فلقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة، وكان هؤلاء المفسدون يقولون: أردنا أن تفسد الربيع فأفسدها الربيع علينا!!
ثانياً: استحيوا من الله حق الحياء؛ إن الحياء الحق هو الذى يحمل صاحبه على مراقبة الله عز وجل فى السر والعلن فيصون جوارحه عما لا يحل؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ». قَالُوا: إِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ» رواه الترمذي.
لقد بيَّن سيدنا رسول الله ﷺ أن الحياء الحق هو الذى يحمل صاحبه على حفظ جوارحه عن فعل المحرمات؛ فيحفظ السمع والبصر واللسان؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (الْإِسْرَاءِ: ٣٦)، وأن يحفظ البطن عن أكل الحرام وما اتصل به من القلب واليدين والفرج والرجلين؛ فعن أبى موسى الأشعرى رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ:«من حفظ لي ما بين لحييْهِ وما بين رِجليْهِ أضمنُ له الجنةَ» رواه أحمد.
– قال ابن القيم رحمه الله: الحياء أصل لكل خير، وهو أفضل وأَجَلّ الأخلاق، وأعظمها قَدْرًا، وأكثرها نفعًا، ولولا هذا الخلق لم يُوفَ بالوعد، ولم تُؤَدَّ الأمانةُ، ولم تُقْضَ لأحد حاجة، ولا تحرَّى الرجل الجميل فآثره، والقبيح فتجنبه، ولا سُتِرَ له عورة، ولا امتنع عن فاحشة، وكثير من الناس لولا الحياء الذي فيه لم يؤدّ شيئاً من الأمور المفتَرَضة عليه، ولم يَرْعَ لمخلوق حقًّا، ولم يَصِلْ له رَحِمًا، ولا بر له والداً.
– وقال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء، وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح وبمنع من التفريط في حق صاحب الحق.
– قال الفضيل بن عياض: خمس علامات من الشقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل.
– قال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعاً استحيا الله منه وهو مذنب، وكان يقول: سبحان من يذنب عبده، ويستحي هو.
– ولقد جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم يقول: إن نفسي تراودني المعصية ولا أستطيع كبح جماحها، فماذا أفعل؟ قال: إذا وفيت بخمس فاعص الله ما شئت، قال: وما هي؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، ولا تنم في أرضه، ولا تعصه أمام عينيه قال: وكيف يكون هذا؟ وكل ما في الأرض لله والأرض ملكه، والسماء سماؤه، وفي أي ركن أكون منها، فالله تعالى يعلم السر وأخفى! قال: أما تستحي أن تأكل من رزقه وتنام على أرضه وتعصه أمام عينيه؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله وجاءك ملك الموت فلا تذهب معه أو جاءتك زبانية العذاب فلا تذهب معهم، قال: وكيف يكون هذا؟! وقد قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾(يونس: ٤٩)، وقال تعالى: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾(التحريم: ٦)، قال: فإذا علمت قدر نفسك، وأنك لا تستطيع أن ترد ملك الموت، أو زبانية العذاب فلم تعصه؟ فكانت توبة بعد ذلك نصوحاً.
– وهذا الأسود بن يزيد يبكى حياءً من الله عز وجل؛ فعندما حضرته الوفاة بكى بكاءً شديداً؛ فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: وما لي لا أجزع؟ ومن أحق بذلك مني؟ والله لو أوتيت بالمغفرة من الله تعالى لأهمني الحياء منه مما صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيياً منه.
إذا مــا قـــال لـي ربــي
أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي
وبالـعـصـيـان تـأتيـني
فالحياء خُلق كريم يمنع العبد من فعل ما يُعاب أو يُذم به وهذا هو الحياء المشروع والممدوح، لكن هناك نوع من الحياء مذموم، وهو الذى يفوت على صاحبه الخير كطلب العلم، والسؤال عما لا يعلم من أمور دينه؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان غلاماً في مجلس رسول الله ﷺ فقال: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» رواه البخاري ومسلم.
فاتقوا الله عباد الله: واستحيوا من ربكم جل وعلا حق الحياء وصونوا جوارحكم عن كل ما يغضبه، واعلموا أن الحياء يمنع العبد من كل قبيح فعن أبى مسعود عقبة بن عمرو قال رسول الله ﷺ: «إنَّ ممَّا أدرك النَّاسُ من كلامِ النُّبوَّةِ الأولَى: إذا لم تستحْيِ فاصنَعْ ما شئتَ» رواه البخارى.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: لقد كان للحياء عظيم الأثر فى حياة الصالحين مما جعلهم يعيشون حياة طيبة فى ظلاله الوارفة وجنوا من ثماره الخير الكثير فسعدوا فى الدنيا والآخرة فكان لزاماً علىّ أن أذكر نفسي وإياكم ببعض ثمار الحياء؛
ثالثاً: من ثمار الحياء؛
– الحياء قرين الإيمان؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال النبي ﷺ:«الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَر» رواه السيوطى.
– الحياء خُلق الإسلام؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» رواه ابن ماجه بسند حَسَن.
– الحياء مفتاح كل خير؛ فعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال النبي ﷺ: «الحياء لا يأتي إلا بخير» رواه البخاري ومسلم.
قال ابن القيم: الحياء أصل كل خير وذهابه ذهاب الخير أجمعه.. الداء والدواء.
– الحياء مفتاح المحبة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ:«إنَّ اللَّه تعالى إذا أنعم على عبد يحب أن يرى أثر النعمة عليه ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف» رواه الترمذي.
وعن أشج عبد القيس -رضي الله عنه- قال: قال لي النَّبيُّ ﷺ: «إنَّ فيك لخلقين يحبهما الله» قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: «الحلم والحياء» الأدب المفرد.
– الحياء من مفاتيح الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة» رواه الترمذي.
– الحياء زينة ووقار؛ فعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» رواه الترمذي.
قال القرطبي: من الحياء ما يحمل صاحبه على الوقار بأن يُوقر غيره ويتوقر هو في نفسه.
– الحياء أصل لكل الطاعات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» البخاري ومسلم.
– الحياء يغلق أبواب الشر؛ فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ ممَّا أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» رواه البخاري.