خطبة بعنوان :(أنت عند الله غالٍ) للشيخ أحمد عزت حسن

إعداد الشيخ/ أحمد عزت حسن

خطبة الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤م ،

لموافق العشرين من جمادى الأول لعام ١٤٤٦هـ.

الموضوع

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا”، وبعد

فإن النبى ﷺ كان أسوة حسنة وقدوة طيبة لجميع الأمة كلها، وكانت حياته كتابًا مفتوحًا أمام الجميع وكان سلوكه الحسن الطيب يؤثر فيهم. وقد اشتمل على جميع مكارم الأخلاق فإذا انبهرت بخلق أتاك الآخر آخذًا بعضده؛ فانظر إلى جميع أعماله ﷺ تجدها داعية إلى الأخذ بها، ثم أعد النظر مرة أخرى وتساءل ما السر؟

الإجابة تتلخص فى كلمة واحدة “حسن العشرة”، وحسن العشرة كلمة جامعة لكل سلوك طيب يجب أن نتعامل به فى حياتنا اليومية فى البيت الشارع المدرسة مع الزوجة مع الأولاد ….

انظر إلى مفتاح القلوب الابتسامة الخفيفة على الوجه جعلها النبى ﷺ صدقة فقال “وتبسمك فى وجه أخيك صدقة” هذه الابسامة التى لا تكلفك شيئاً صدقة

كان النبى ﷺ أكثر الناس تبسمًا وأطيبهم نفسًا ما لم ينزل عليه قرآن أو يعظ أو يخطب حتى فى بيته تقول السيدة عائشة رضي الله عنها “كان رسول الله ﷺ إذا خلا فى بيته ألين الناس بسّاما ضحّاكا،

وقال جرير بن عبدالله: “ما حجبنى رسول الله ﷺ منذ أسلمتُ أى منعنى من لقائه أو زيارته، ولا رآنى إلا تبسم.

كان يبدأ من لقيه بالسلام، ويبدأ أصحابه بالمصافحة ثم يأخذ بيده فيشبكها ثم يشد قبضته عليها

ولم يُرَ مادّا رجليه بين أصحابه حتى لا يضيق بها على أحد

كان يكرم من دخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره يفضله بالوساده التى تحته يعزم أى يؤكد عليه فى الجلوس عليها إن رفض أى الضيف رفض الجلوس يلح عليه النبى فى الجلوس

ومن حسن عشرته تواضعه مع الجميع

فقد كان حسن العشرة مع الخدم والعبيد

روى أبو أمامة ابن سهل بن حنيف: أنَّ مسكينة مرضت فأخبر رسول الله ﷺ بمرضها، وكان رسول الله ﷺ يعود المساكين ويسأل عنهم، فقال رسول الله ﷺ: إذا ماتت فآذنوني بها كانت تحتضر من شدَّة المرض، فأُخرج بجنازتها ليلاً فكرهوا أن يوقظوا رسول الله ﷺ ولا يزعجوه لأجل القيام لها، فلمَّا أصبح رسول الله ﷺ أُخبر بالذي كان من شأنها، فقال: ألم آمركم أن تؤذِنُوني بها لماذا لم تخبروني أنَّها ماتت؟ فقالوا: يا رسول الله كرهنا أن نخرجك ليلاً ونوقظك، فخرج رسول الله ﷺ حتى صفَّ بالنَّاس على قبرها وكبَّر أربع تكبيراتٍ” (رواه النسائي، وصححه الألباني

ومن حسن عشرته أنه كان ﷺ فى يمزاح أصحابه

ولا تتعجب يا أخى الفاضل من ذلك ولا تظن أن فى هذا مبالغة أو ما يعيب فقد كان النبى ﷺ دائم البشر، ولكن للأسف الشديد تجد من يتشبث ويتعلق بروايه أخرى تقول: كان النبى ﷺ متواصل الأحزان دائم البكاء يُري فى عينيه خطان أسودان من أثر البكاء وفى الحقيقة فقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الحديثين فقالوا إن تواصل الحزن كان بسبب الخوف وهموم الدعوة وأنه كان يود لو أسلم الجميع ودخلوا فى دين الله حتى عاتبه الله وقال “لعلك باخعٌ -هالك -نفسك أن لم يكونوا مؤمنين أن نشأ ننزل عليهم من السماء غاية فظلت أعناقهم لها خاضعين” فمن أجل ذلك كان حزنه، أما دائم البشر فقد كان وهو مع أصحابه، فلا تعارض فيخطئ كل الخطأ من يزعم أن المزاح مع الأهل والأبناء والمتربين والتلطف بهم والإهداء إليهم والتبسم في وجوههم والثناء عليهم يسقط هيبة المتربي فنقول لأولئك دونكم هدي خير من زكى النفوس وقام على تربيتها وكفى، دونكم هدي النبي ﷺ فعن أبي هريرة قال: «كان رسول الله ﷺ يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب و لا يدري أيهم هو حتى يسأل»

والبعض يظن أن المزاح يخل بالإنسان ومنهىٌ عنه ولكن الحقيقة أن النبى كان يمزح ولا يقول إلا حقاً فقد جاءت إليه امرأة عجوز تسأله أن يدعوا اللهُ لها أن تدخل الجنة فقال النبى ﷺ “أما علمت أنه لن يدخل الجنة عجوز ” فولت العجوز تبكي فنادى عليها النبى وقال لها أما سمعت قوله تعالى: “إنا أنشأنهن إنشاءً فجعلنهن أبكارًا” أى ستعود إلى سن الشباب، ولكن العجوز فهمت أن عدم الدخول مطلقاً

كان ودودا لطيفا شديد الإحساس بهمومهم كثير الاهتمام بدقائق أحوالهم٠

و هذا جليبيب رضي الله عنه رجل من صحابته الكرام، كان في وجهه دمامة، وكان فقيرًا ويكثر الجلوس عند النبي ﷺ فقال له النبي ذات يوم فيما يرويه أنس رضي الله عنه : «يا جليبيب ألا تتزوج يا جليبيب؟ فقال: يا رسول الله ومن يزوجني يا رسول الله؟ فقال: أنا أزوجك يا جليبيب فالتفت جليبيب إلى الرسول ﷺ فقال: “إذا تجدني كاسدًا يا رسول الله٠

فقال له الرسول ﷺ: “غير أنك عند الله غير كاسد٠” فزوّجه رسول الله ﷺ فتاة من الأنصار٠ و لم تمض أيام على زواجه حتى خرج مع رسول الله ﷺ في غزوةٍ استشهد فيها رضي الله عنه٠

فلما انتهى القتال اجتمع الناس وبدأوا يتفقدون بعضهم بعضا، فسألهم النبي ﷺ قائلًا: “هل تفتقدون من أحد؟ قالوا نعم يا رسول الله نفقد فلانًا وفلان، فقال ﷺ:” ولكنني أفقد جليبيبًا٠ فقوموا نلتمس خبره”، ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال٠٠٠ فوجدوه شهيدًا بجانبه سبعة من قتلى المشركين، فقال النبي ﷺ: “قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك٠” فتربع جالسًا بجانب الجسد، ثم حمله على ساعديه حتى حفروا قبره، قال أنس رضي الله عنه: “فمكثنا والله نحفر القبر وجليبيب ماله فراش غير ساعد النبي ﷺ»

مشهدًا آخرًا من مشاهد الحب والكرامة عند رسول الله ﷺ والتي تبين مدى حب النبي ﷺ لأصحابه وحبهم له

فقد كان هناك رجل يسمى زهيرًا أو زاهرًا يُهادى -يأتى بهدايا- النبى ﷺ بما يستطرف من موجود البادية أى الأشياء التى ليست موجودة بمكة وكان النبى يُكافئه بموجود الحاضرة وكان النبى يقول: “زهير باديتنا ونحن حاضروه” أى نحن له مدينة وهو لنا كالقرية.

فانظر معيّ إلى عناية النبي ﷺ بأتباعه ومقابلة إحسانهم بإحسان مثله فها هو ﷺ يجهز زاهراً رضي الله عنه ويجمع له ما يحتاجه من المدينة مما ليس في البادية، ليكشف لنا أن العلاقة بينهما قوة متينة، إنه علاقة وطيدة من الحب والوداد لخصها ﷺ بقوله: “إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ”

بل ارجع ببصرك كرّة أخرى إلى هذا المشهد لترى عمق علاقة أعلى من ذلك تصل إلى المزاح بالقول والفعل في مشهد كله أُنسٌ وحبٌ وودادٌ، تأملوا المشهد: زاهرٌ في السوق يبتاع ويشتري والسوق قد غص برواده، فأتي صاحب القلب الودود الرحيم عليه الصلاة والسلام إلى السوق فاتجه إلى زاهر ممازحًا ومداعبًا “فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَالرَّجُلُ لَا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم:”مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ؟”

ولقد جاء إلى السوق فوجد زهيرًا قائمًا، فجاء النبى ﷺ من ورائه وضمه إلى صدره أى احتضنه من الخلف فأحس زهير أنه النبى ﷺ فجعل يمسح ظهره رجاء التماس بركة الرسول ﷺ فقال الرسول ﷺ: من يشترى العبد؟ فقال إذًا تجدنى كاسدًا يا رسول الله. أى لا تجد من يشترينى فقال النبى ﷺ ولكنك عند الله غال

فانظر معيّ أخي الكريم إلى هذه اللقطة المؤثرة المثيرة والتي تكشف عن مكنونات الصدور وما تحويه من فيض الحب والوداد للنبي ﷺ، إنها قول الراوي:” فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ النَّبِيُّ ﷺ جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ” مشهدٌ فريدٌ للحب، ها هو المحب يلصق ظهره بصدر حبيبه ليزداد قربًا وتمازجًا للتعبير عن عظيم سعادته وغاية أنسه باحتضان رسول الله ﷺ له، يلتصق ظهره بصدر رسول الله ﷺ ليعمق الحب والوداد ولينهل من بركة رسول الله ﷺ.

نعم إنه مشهد من مشاهد الحب يتمنى الكثير لو كان في موضع زاهر رضي الله عنه، إنها قصة من أروع قصص الحب،

عن أنس بن مالك: أنَّ رجلًا من الباديةِ – اسمه: زاهرُ بنُ حرامٍ – كان يهدي للنبيِّ – ﷺ – من الباديةِ، فيجهزه رسولُ اللهِ – ﷺ – إذا أراد أن يخرج، فإنَّ زاهرًا باديتُنا، ونحن حاضروه، وكان النبيُّ – ﷺ – يحبه، وكان دميمًا، فأتى النبيَّ -ﷺ- يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفِه وهو لا يبصرُه، فقال: أرسِلْني، من هذا؟ ! فالتفت، فعرف النبيَّ -ﷺ- فجعل لا يألو ما ألزق ظهرَه بصدرِ النبيِّ -ﷺ- حين عرفه، وجعل النبيُّ -ﷺ- يقول: من يشتري العبدَ؟، فقال: يا رسولَ اللهِ! إذًا -واللهِ- تجدني كاسدًا، فقال النبيُّ ﷺ لكن عندَ الله لستَ بكاسدٍ. (أخرجه أحمد في «المسند» (٣/١٦١)، والبزار في «المسند» (٦٩٢٢)، وابن حبان (١٣/١٠٧) باختلاف يسير.)

هاتان لقطتان مؤثرتان لرسول الله ﷺ مع صحابيين جليلين زاهر وجليبيب رضي الله عنهما٠ كلاهما فقير لا مال لهما لا يملكان شيئا من متاع الدنيا و لا جمال يزينهما لكن كليهما في نظر الرسول ﷺ “عند الله غال”٠

إن هداية هذا المشهد درسٌ بليغ للمربين والدعاة وحمال الدين ودعاة الخير ودرسٌ للأباء والأمهات أن اقتربوا ممن تقومون على تربيتهم وتعليمهم لا تجعلوا بنكم وبينهم حواجز مازحوهم ولاعبوهم أدخلوا عليه الفرح والأنس والسرور تعهدوهم بالهدية والإحسان تعهدوهم بالمدح والثناء على ما يقومون به من خير وصلاح ونجاح إنكم بذلك تدخلون السعد على نفوسهم وتبنون فيها صروحاً من الخير وتدفعونهم إلى مزيد من العطاء والنجاح.

“عند الله أنت غال” تبرز أن قيمة الإنسان ليس بما يملك من حطام زائل، أو يكنز من متاع فانٍ، بل قيمته فيما يحمل من قِيَم و مبادئ، وما انطوت عليه سريرته من صدق و حب لهذا الدين.

“عند الله أنت غال” تصرف انتباهنا إلى أن أهم ما يجب الحرص عليه في هذه الدنيا هو مقامنا عند الله لا عند الناس٠ فرضا الله يسير بلوغه أما رضا الناس فغاية لا تدرك٠

“عند الله أنت غال” تصحح معاييرنا التي نزِنُ بها الناس، هذه الأخيرة قد يصيبها التطفيف، بل قد تصيبها عدوى مما يروج في المجتمع من مقاييس زائفة، فنحتاج أن نقوِّمَ الناس بميزان الشرع لا ميزان الهوى٠

“عند الله أنت غال” توضح أن أساس نجاح أية دعوة إصلاحية هو الاهتمام بالإنسان قبل العمران٠

أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان، فاللهم صل وسلم وزد بارك عليك سيدي يا رسول الله وآلك وصحبك قادة الحق، وسادة الخلق إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين.

فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِأمرٍ بدأ فيه بنفسه وثنّنى فيه بملائكته وثلّث فيهِ بكم فقال عَزَّ قَائِلًا عَلِيمًا: (إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الْأَحْزَابِ: ٥٦]. فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وبعد

عباد الله ومن هدايات القصة ودروسها: التواضع

فهذا رسول الله ﷺ يفيض الحب على رجل من البادية دميم الخلقة بل يقبل هديته ويهدي إليه ويمازحه،

وهذا زاهر رضي الله عنه يستصغر نفسه عندما قال له رسول الله ﷺ “مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ؟ ” فَقَالَ زَاهِرٌ: تَجِدُنِي يَا رَسُولَ اللهِ كَاسِدًا! أي لا قيمة لي ولا ثمن وكان ثمرة هذا التواضع واستصغار النفس أمام رسول الله ﷺ، وحبه الكبير لرسول الله ﷺ البشارة العظيمة والوسام الذي ظفر به هذا الصحابي رضي الله عنه إنه وسام: “لَكِنَّكَ عِنْدَ اللهِ ‌لَسْتَ ‌بِكَاسِدٍ”، إنه وسام: “بَلْ أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” فما أعظما من بشارة، وما أعظمه من وسام، هكذا يرفع الله المتواضعين ويعلي شأنهم: قال ﷺ: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لله إِلَّا رَفَعَهُ الله» رواه مسلم

تواضَعْ تَكُنْ كالنجمِ لاحَ لِنَاظرٍ

على صَفْحَاتِ الماءِ وهو رَفِيعُ

ولا تكُ كالدّخَانِ يعْلُو بنَفْسِه

إلى طبَقَاتِ الجوِّ وهو وَضِيعُ

ومن تواضعه ﷺ أنه

جاء إليه رجلٌ به بله -مرض عقلى- فقال يا رسول الله احملنى أى أعطنى ما أركب عليه فقال الرسول أحملك على ابن الناقة فقال وما عسى يغنى عنى ابن الناقة فقال النبى ويحك وهل يلد الجمل إلا الناقة

كان لأنسٍ أخٌ يقال عُمير وكان له نُغَيْر وهو طائر صغير كالعصفور يلهو به فمات هذا الطائر فحزن عليه الصبي فكان النبى يسأل عنه فيقولون هو حزين فقد مات نُغيره, فجاءه النبى وقال: يا أبا عمير ما فعل النغير

وهكذا نرى أن النبى ﷺ كان يشارك أصحابه ويضحك معهم ويمزاحهم ويضحك مما يضحكون منه, ولكن البعض يحسب التدين تزمتاً وتقطيبا للجبين وهذا خلاف ما كان عليه النبى الذى يقول ” أنكم لن تسعوا الناس بأعراضكم ولا أموالكم ولكن سعوهم بأخلاقكم.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علمًا، وَصَلُّ اللهم وَسَلِّم عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، سيدنا ونبينا محمد ﷺ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.