إعداد الشيخ /صلاح عبدالخالق
(خطبة الجمعة القادمة : 6جماد أول 1446هـ ،8من نوفمبر2024م إن شاء الله )
العناصر :
أولاً: الماء أساس الحياة على وجه الأرض.
ثانياً : حديث القرآن الكريم عن الماء.
ثالثاً : واجبنا نحو الماء.
رابعاً : الماء أغلى من كنوز الدنيا.
الخطبة الأولى :
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أولاً : الماء أساس الحياة على وجه الأرض :
(1)الماء أساس الحياة :
-قال تعالى :وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)الأنبياء.هذه الآيةُ لا تتَّسِعُ المجلّداتُ لِتَفسيرها،الماءَ الذي جَعلَهُ اللهُ سبحانه وتعالى أساسَ الحياةِ،إنّ الحياةَ على وجهِ الأرضِ؛ حياةَ الإنسانِ، وحياةَ الحيوانِ، وحياةَ النباتِ، قوامُها الماءُ، فالماءُ هو الوسيطُ الوحيدُ الذي يحملُ الأملاحَ والموادَّ الغذائيةَ منحلةً فيه إلى الكائنِ الحيِّ، ولولا الماءُ لَمَا كان على وجهِ الأرضِ حياةٌ.(موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة محمد راتب النابلسي.(2/83)
(2) لاوُجُودَ وَلَا بَقَاءَ لِلْمَخْلُوقَاتِ إِلَّا بِالْمَاءِ :
-الْمَاءُ سَائِلٌ شَفَّافٌ لَيْسَ لَهُ لَوْنٌ وَلَا طَعْمٌ وَلَا رَائِحَةٌ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ جَعَلَهُ مَصْدَرَ الْأَلْوَانِ وَالطُّعُومِ وَالرَّوَائِحِ، كَمَا جَعَلَهُ الْمُرَكَّبَ الْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً فِي الْبِيئَةِ بَعْدَ الْأُوكْسِجِينِ الضَّرُورِيِّ لِتَنَفُّسِ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ، فَلَا وُجُودَ وَلَا بَقَاءَ لِلْمَخْلُوقَاتِ إِلَّا بِالْمَاءِ، وَلَا طَعَامَ وَلَا شَرَابَ وَلَا طَهَارَةَ إِلَّا بِالْمَاءِ، وَلَا زِرَاعَةَ وَلَا صِنَاعَةَ إِلَّا بِالْمَاءِ، فَالْمَاءُ هُوَ مَصْدَرُ قُوَّةِ وَتَقَدُّمِ الْمُجْتَمَعَاتِ، وَبِشُحِّ مَوَارِدِهِ تَحُلُّ عَلَيْهِمُ الْكَوَارِثُ وَالنَّكَبَاتُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) ق .
(3)اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ:
-قال تعالى :وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)النور والدابة: اسم لكل حيوان ذي روح، سواء أكان من العقلاء أم من غيرهم. وهذا اللفظ مأخوذ من الدبيب، بمعنى المشي الخفيف.قال بعض العلماء: «وهذه الحقيقة الضخمة التي يعرضها القرآن بهذه البساطة، حقيقة أن كل دابة خلقت من ماء، قد تعنى وحدة العنصر الأساسى في تركيب الأحياء جميعا، وهو الماء.(التفسير الوسيط لطنطاوى (10/139).يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ أَصْلُ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ وَمَادَّتُهَا، وَجَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ خُلِقَتْ مِنْهُ
ثالثاً :حديث القرآن الكريم عن الماء:
-تحدث القرآن عن الماء في (63)موضعاً
كم عدد أنواع الماء في القرآن الكريم..؟؟
– ذكر الله تعالى فى القرآن الكريم (21) نوعاً من الماء لكل واحد منه طبيعته الخاصة.!!من هذه الأنواع مثلاً :
(1)الماء المبارك : الذى يحيي الأرض وينبت الزرع وينشرالخير .قال تعالى :وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)ق
(2)الماء الطهور :وهو العذب الطيب .
قال تعالى :وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)الفرقان.
(3) الماء السلسبيل :وهو ماء في غاية من السلاسة وسهولة المرور في الحلق من شدة العذوبه وينبع في الجنة من عين تسمى سلسبيلا لأن ماءها على هذه الصفة يقول تعالى (عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)الإنسان .
ثالثاً :واجبنا نحو الماء :
-وُجُوبُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْمَاءِ، فَقَدْ أَوْجَبَ عَلَيْنَا دِينُ الْإِسْلَامِ الْمُحَافَظَةَ عَلَى نِعْمَةِ الْمَاءِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ أمور منها مثلاً :
(1) شكر الله تعالى على نعمة الماء :
-قال تعالى :أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)الواقعة
وقال تعالى :وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (7)إبراهيم . تأذّن ربكم: أي أذن، وحكم، وقضى.. وما قضى الله به هو أنه سبحانه يزيد الشاكرين لنعمه وأفضاله، نعما وأفضالا.(التفسير القرآنى للقرآن (7/152)-الماءُ نعمةٌ فإذا استخدمتَهُ في طاعةٍ وحافظتَ عليهِ فقد شكرتَ النعمةَ وأديتَ حقَّهَا، فبذلك تُنَالُ الرحمةُ والمغفرةُ، أمَّا إذا استخدمتَهُ في معصيةٍ وأسرفتَ فيهِ فقد ظلمتَ نفسَكَ وكفرتَ بالنعمةِ ولم تؤدِّ حقَّهَا
فبذلك دخلتَ في دائرةِ الظلمِ والكفرانِ !!إذًا فالمــاءُ نعمةٌ عظيمةٌ تحتاجُ إلى الشكرِ، وإنَّ شُكْرَ اللهِ تباركَ وتعالَى على نِعْمَةِ الماءِ لا يقتصرُ على الشُّكْرِ باللسانِ، بلْ يَتعدَّاهُ إلى الشُّكْرِ بِحُسْنِ التَّصرُّفِ فيهِ وحُسْنِ استِغْلاَلِه، والاقتصادِ والتَّرشِيدِ في استِعمالِه، فأَيُّ إِسْرافٍ في استِعْمَالِ الماءِ هوَ تصرُّفٌ سيّءٌ وسلوكٌ غيرُ حَميدٍ
(2)المحافظة على نظافة الماء من التلوث:
-قال تعالى :كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة .فمن عوامل الإفساد فى الأرض تلويث الماء و إلقاءِ القاذوراتِ والمخلفاتِ والبقايَا فيهَا والصرف الغير صحى -عَنْ جَابِرٍ: «عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ»صحيح مسلم (281)-هَذَا النَّهْيُ فِي بَعْضِ الْمِيَاهِ لِلتَّحْرِيمِ وَفِي بَعْضِهَا لِلْكَرَاهَةِ وَيُؤْخَذُ ذَلِكَ مِنْ حُكْمِ الْمَسْأَلَةِ فَإِنْ كَانَ الْمَاءُ كَثِيرًا جَارِيًا لَمْ يَحْرُمِ الْبَوْلُ فِيهِ لِمَفْهُومِ الْحَدِيثِ وَلَكِنَّ الْأَوْلَى اجْتِنَابُهُ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا جَارِيًا وَ أَنَّهُ يَحْرُمُ لِأَنَّهُ يُقَذِّرُهُ وَيُنَجِّسُهُ.(شرح النووى(3/187). يُعد التبول والتغوط من أخطر وأشد مسببات تلوث الماء حيث تنتقل كثير من الأمراض بسبب ذلك كمرض الكوليرا، وحمى التيفوئيد، وشلل الأطفال،والتهاب الكبد، والتهاب الأمعاء والبلهارسيا.
-عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ “سنن أبى داود (26) ،صحيح الجامع (112)(الْبَرَازَ) أَيِ: التَّغَوُّطَ وَالْبَوْلَ (فِي الْمَوَارِدِ) هُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَرِدُ عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ عَيْنٍ أَوْ نَهْرٍ .(مرقاة المفاتيح (1/385)
-الْمُرَادُ أَنَّ مَنْ فَعَلَهُمَ شُتِمَ وَلُعِنَ يَعْنِي عَادَةُ النَّاسِ لَعْنُهُ فَلَمَّا صَارَا سَبَبًا لِذَلِكَ أُضِيفَ اللَّعْنُ إِلَيْهِمَا قَالَ وَقَدْ يَكُونُ اللَّاعِنُ بِمَعْنَى الْمَلْعُونِ.(شرح النووى (3/161)
-لعَنه اللهُ: طرده وأبعده من الخير “لعَنه أهلُه{وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}معجم اللغة العربية المعاصرة(3/2017)
(3)عدم الإسراف فى استعمال الماء :
الدَّعْوَةُ إِلَى الِاقْتِصَادِ فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ، وَاعْتِبَارُ أَيِّ إِسْرَافٍ فِي اسْتِعْمَالِهِ سُلُوكًا غَيْرَ لَائِقٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)الأعراف. {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} أي: مما رزقكم الله من الطيبات {وَلا تُسْرِفُوا} في ذلك، والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فإن السرف يبغضه الله، ويضر بدن الإنسان ومعيشته، ففي هذه الآية الكريمة الأمر بتناول الأكل والشرب، والنهي عن تركهما، وعن الإسراف فيهما.تفسير السعدى (287)
-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: “مَا هَذَا السَّرَفُ؟ ” فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: “نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ”سنن ابن ماجه (425) حسن السلسلة الصحيحة (3292).
-حكم الإسراف فى ماء الوضوء :من المعلوم أنه من السنة فى الوضوء والغسل أن يكون ثلاث مرات، حتى يتأكد الإنسان من طهارة ما يغسل، مع العناية بالأماكن التى تحتاج إلى مزيد من النظافة. وما زاد على المرات الثلاثة التى عمت العضو كله أو البدن كله كان إسرافا منهيا عنه، بالنصوص العامة المعروفة حكم هذا الإسراف أنه مكروه إذا كان الماء مملوكا أو مباحا، أما الماء الموقوف على من يتطهر. ومنه ماء المرافق العامة-فإن الزيادة فيه على الثلاث حرام، لكونها غير مأذون فيها. أخرج أحمد والنسائى وابن ماجه وأبو داود وابن خزيمة من طرق صحيحة أن أعرابيا سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن الوضوء فأراه ثلاثا ثلاثا وقال “هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم ” قال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد فى الوضوء على الثلاث أن يأثم.فتاوى دار الإفتاء المصرية (8/432)
(4)تغطية الأنية التى بها ماء :
-عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللهِ، فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ»صحيح مسلم (2012)
«وَذَكَرَ الْعُلَمَاءُ لِلْأَمْرِ بِالتَّغْطِيَةِ فَوَائِدَ مِنْهَا الْفَائِدَتَانِ اللَّتَانِ وَرَدَتَا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَهُمَا صيانته من الشيطان فإن الشيطان لايكشف غطاء ولايحل سِقَاءً وَصِيَانَتُهُ مِنَ الْوَبَاءِ الَّذِي يَنْزِلُ فِي لَيْلَةٍ مِنَ السَّنَةِ وَالْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ صِيَانَتُهُ مِنَ النجاسة والمقذرات والرابعة صيانته مِنَ الْحَشَرَاتِ وَالْهَوَامِّ فَرُبَّمَا وَقَعَ شَيْءٌ مِنْهَا فِيهِ فَشَرِبَهُ وَهُوَ غَافِلٌ أَوْ فِي اللَّيْلِ فَيَتَضَرَّرُ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ »«شرح النووي على مسلم» (١٣/ 183).
الخطبة الثانية :
رابعاً : الماء أغلى من كنوز الدنيا :
-الماء أغلَى ما تمتلكه الإنسانية أغلى مِن المُلكِ ومن كنوز الدنيا، وهو نعمةُ اللهِ الكُبرَى
-قال تعالى :وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)الفرقان
-مَوْعِظَةُ ابْنِ السَّمَّاكِ لِلرَّشِيدِ:
رُوِيَ أَنَّ ابْنَ السَّمَّاكِ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ يَوْمًا فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِكُوزٍ، فَلَمَّا أَخَذَهُ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ مُنِعْتَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ بِكَمْ كُنْتَ تَشْتَرِيهَا؟ قَالَ: بِنِصْفِ مُلْكِي. قَالَ: اشْرَبْ هَنَّاكَ اللَّهُ. فَلَمَّا شَرِبَهَا قَالَ: أَسْأَلُكَ لَوْ مُنِعْتَ خُرُوجَهَا مِنْ بَدَنِكَ، بِمَاذَا كُنْتَ تَشْتَرِي خُرُوجَهَا؟ قَالَ: بِجَمِيعِ مُلْكِي. فَقَالَ: إِنَّ مُلْكًا قِيمَتُهُ شَرْبَةُ مَاءٍ لَجَدِيرٌ أَنْ لا يُنافَسَ فِيهِ. قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ.تاريح الإسلام (13/9)
يا اللهُ !!هارون الرشيد الخليفة المسلم الذى يمتد ملكه مِن الصينِ شرقاً إلى المحيطِ الأطلنطى غرباً لا يُساوِي شربةَ ماءٍ ..!!!