خطبة بعنوان ( وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) للشيخ عثمان عبدالحميد الباز

الشيخ / عثمان عبدالحميد الباز

الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد عليه المعتمد،وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدًا صلى الله عليه وسلم النورُ المبين والهادي إلى الصراط المستقيم ،شفيعنا يوم العرض على الله وطريقنا إلى الهدى والنجاة مكتوبٌ في أعماقنا محفورٌ في قلوبنا لا يبلغ قدرَه الشعراءُ والبلغاء مهما تكلموا فالكلامُ والصمت في حضرته سوا ء،وفي هذا يقول احد الشعراء،،،،

 تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعاً      و مُنعتُ حوضَكَ  أيّها  السّقّاءُ

يا  أيّها  المكتوبُ  في أعماقنا     أنت    الكتابُ   وكلّنا     قُرّاءُ

إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى     منك الذي يرجو  ولا الشّعراءُ

كم غادرالشّعراءُ من نظمٍ وكم     راحواعلى طُرقِ البيانِ وجاؤوا

وتظلُّ  في كلّ  القلوبِ محمّداً      الصّمتُ  فيكم   والكلامُ  سَواءُ

تمهيد لقد نبه الإسلام على أن يكون المجتمع في ظل الشريعة الإسلامية مجتمعا قويا بالغ القوة بكل أنواعها،قوة إيمانية وقوة اجتماعية وقوة اقتصادية وقوة حربية وقوه علمية بحيث تهابه كلُّ المجتمعات  ويتبوأ المكانة العليا بين أمم الأرض .

آليات الإعداد من القوة والإمداد إن شريعة الإسلام شريعة عالمية شاملة كاملة متكاملة تبني ولاتهدم تعمر ولا تخرب تضع الأساسات لتبنى عليها العِظامُ من المهمات ولأن المجتمع العالمي لا يعترف بالضعفاء فقد حرص الإسلام على تسليح ذويه وأتباعه بكل أسباب وصور القوة.

والناظر في آيات القرآن الكريم يجده يأمر المؤمنين بالإعداد الكامل لكل وسائل القوة ووسائل الإمداد منها فقال تعالى  “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”الأنفال 60-

 “أي ‏{‏وَأَعِدُّوا‏}‏ لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم‏.‏ ‏{‏مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ‏}‏ أي‏:‏ كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي‏:‏ والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير‏.‏ ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ (‏ألا إن القوة الرَّمْيُ‏)

‏ ومن ذلك‏:‏ الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال،ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ‏}‏ وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته‏.‏ فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها،حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب

وقوله‏:‏ ‏{‏تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْْ‏}‏ ممن تعلمون أنهم أعداؤكم‏.‏ ْ‏{‏وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ‏}‏ ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به ْ‏{‏اللَّهُ يَعْلَمُهُم‏}‏ْ فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم،ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار‏.‏ ولهذا قال تعالى مرغبًا في ذلك‏:‏ ‏{‏وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّه‏}‏ِ قليلا كان أو كثيرًا ‏{‏يُوَفَّ إِلَيْكُمْ‏}‏ أجره يوم القيامة مضاعفًا أضعافًا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل اللّه، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‏.‏‏{‏وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ‏}‏ أي‏:‏ لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئًا‏.‏”  تفسير السعدي

ويلمح القلبُ عظيم البلاغة والبيان في الآية الكريمة حيت كان الإستهلال بفعل الأمر المضاف إليه واو الجماعة ليدل على أن أساس الإعداد والقوة يكون بالإعتصام والوحدة

وجاء الأمر بواحدة من فرائد القرآن الكريم “أعدوا”للدلالة على التفرد في الإعداد بكل أشكاله وصوره،وجاء التعبير بما الموصولة لتدل على الإبهام والتنكير لتفيد جميع أنواع

الإعداد وجميع أنواع الإستطاعة وكل صورها، وجاءت بلاغة التنكيروالتنوين في “قوةٍ” لتفيد جميع أنواع القوة المادية من السلاح وخلافه ،والمعنوية من الإيمان والتوكل واليقين في الله تعالى.وجاء الأمر فيها للفرضية على القادرين والمستطيعين ورباط الخيل كناية عربية عن كمال الإعداد الحربي بما يتناسب مع كل عصر من العصور ،وجاء جمال العطف بين الصفات لموصوف واحد”عدو الله وعدوكم”ليتقوى ذمُّهم وتفيد تأكيد العداوة للمشركين والظالمين والغاصبين للأرض مثل الصهاينة المجرمين.

القوة الإيمانية في السنة النبوية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا أشد الحرص على بناء الشخصية المسلمة؛ وذلك لأن الفرد المؤمن هو اللبِنة الأولى في تكوين المجتمع المسلم، الأمر الذي في نهايته يكوِّن الدولة الإسلامية، وأعطى الرسول الكريم ذلك الاهتمامَ الدرجةَ الأولى؛ بناء الفرد لبناء المجتمع، ولبناء الدولة.

ولا تنفصل القوة الإيمانية المطلوبة بقلب المؤمن عن القوة العقلية والذهنية، ولا عن القوة البدنية، فالقوةُ الروحية الإيمانية وحدها لا تكفي لنصرة أو نجدة أمة.

لكن يتطلب معها الأخذ بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60]، فالإعداد في الآية صرَّح الله عز وجل بأنه من ﴿ قُوَّةٍ ﴾، وجاءت نكرة للعموم؛ أي: من كلِّ قوة لازمة لتحقيق الهدف والغاية، سواء كان قوة ذاتية “إيمانية، ذهنية، بدنية”، أم قوة خارجية “علمية، اقتصادية، سياسية، عسكرية… إلخ”، فباجتماع أسباب القوة يكون قد اكتمل الإعداد.

وبين صلى الله عليه وسلم أن الإيمان هو الملاذ الأول والأخير للخلاص من النارفعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول عز وجل: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. متفق عليه

وكان صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص والمواقف ليرسخ قيمة الدين والإيمان في نفوس أصحابه رضي الله عنهم فعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم، رأيت الناس يُعرضون عليَّ وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين رواه البخاري ومسلم

ثم ربى النبي صلى الله عليه وسلم في النفوس أن حلاوة الإيمان تدرك بمحبة الله ورسوله عما سواهما وتكون ببيع الغالي والنفيس في سبيل ذلك فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار” متفق عليه

ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال أجاب أنه الإيمان ثم تلاه بالجهاد في سبيل الله فبدونه لا قيمة للجهاد ولا ثمرة فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (سُئِل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمالِ أفضلُ أو أيُّ الأعمالِ خيرٌ قال إيمانٌ باللهِ ورسولُه قيل ثمَّ أيُّ قال الجهادُ سِنامُ العملِ قيل ثمَّ أيُّ قال ثمَّ حجٌّ مبرورٌ”رواه البخاري ومسلم

نماذج من الإعداد العسكري في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ،لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدا عسكريا محنكا ومميزا, بحيث أنه يتفوق على جميع العسكريين المحترفين الذين تدربوا في الكليات والمعاهد العسكرية وأمضوْا جل أعمارهم في المعارك العسكرية وهذا هو مبلغ عظمته ونبوغه عليه وعلى آله الصلاة والسلام كونه كان شخصاً أمياً لم ير حرباً من قبل سوى حرب الفِجار التي كانت نزاعاً محدوداً،

ولم يشترك في تلك الحرب بشكل فعلي بل قام بنقل السهام إلى أعمامه فيها, وبعد الرسالة يقود معارك لها استراتيجياتها وينتصر في جميعها ويتفوق فيها تفوقاً يعجز عنه كبار القادة العسكريين المحترفين، وهذا من أدلة نبوته فقد كان صلى الله عليه وسلم يبصر قريب الأمور كما يبصر بعيدها ويدرس كل احتمالات المعركة التي سيدخلها ويهيئ جميع استحضار اتها ويبذل كل ما في وسعه من جهد ويشاور أصحابه ويأخذ بكل الأسباب الدنيوية التي تمكنه من تقدير الموقف السليم لتحقيق التفوق على عدوه. وبصفته صلى الله عليه وسلم القائد الأعلى لجيوش الحق كان لا يخوض القتال إلا بعد أن يضع  خطة محكمة من حيث اختيار مكان المواجهة بدقة, والتهيئة العامة لصفوف الجيش والشعب قبل بداية الحرب، كذلك اهتمامه بالعمليات الاستخبارية من حيث جمع المعلومات والتمويه والإخفاء، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها لتحقيق مبدأ المباغتة والكتمان وكان صلى الله عليه وسلم يستعين في الحرب بالعيون والمراقبين يبثهم بين الأعداء ليكتشف عدتهم وعددهم وخطتهم.

كما ادخل صلى الله عليه وسلم أسلوبا جديدا في القتال لم تعرفه العرب من قبل هو أسلوب الصفوف (كانوا يقاتلون بأسلوب الكر والفر) كما كان لا يبدا أحدا بالعدوان ولكن إذا علم بعزم الأعداء على قتاله لم يمهلهم حتى يهاجموه بل يبادرهم بالهجوم لأنه أبدا لم تكن الحرب غاية من غاياته وفي أي مرحلة من مراحل حياته، بل كانت الوسيلة الأخيرة التي يطرق بابها، إذ كان يقدم البدائل للطرف الآخر على الدوام، أما البديلان الأولان فكان إما الدخول إلى الإسلام أو إعطاء الجزية. وكان صلى الله عليه وآله سلم يذكّر القواد والجنود الذين يرسلهم إلى القتال بعدم التعرض للنساء والأطفال والشيوخ ومن لا يحمل السلاح، وكان شعاره صلى الله عليه وسلم “الهجوم أحسن وسيلة للدفاع

ومن أساليبه في الإعدادالكتمان والمباغتة في تحركاته، نأخذ غزوة خيبر كمثال واضح على هذا، فقد أظهر أنه متوجه نحو غَطَفَان ولكنه سار إلى خيبر، وظنت غَطَفَان أنه سائر إليها فتحصنت خلف أسوارها، واعتقدت خيبر أن الأمر لا يهمها وبعيد عنها، فباغتهم صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح

ودخل مكة بالمبدأ نفسه، إذ لم يكن حتى أبو بكر رضي الله عنه يعلم وجهة الرسول صلى الله عليه و سلم, وكانت مفاجأة أهل مكة كبيرة، وعندما علموا بالموقف لم يجدوا مجالاً سوى للاستسلام والقبول بدخول النور المحمدي إلى مكة.

مبدأ الإستخبارات وأهمية التحريات الحربية لقد حرص صلى الله عليه وسلم على تأكيد مبدأ الاستخبارات فكان يجمع معلومات متكاملة عن عدوه ففي غزوة بد خرج مع صاحبه ابوبكر حتى وقفا على شيخ من العرب ، فسأله عن قريش ، وعن محمد وأصحابه ، وما بلغه عنهم ، فقال الشيخ : لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أخبرتنا أخبرناك

قال : أذاك بذاك ؟ قال : نعم ، قال الشيخ فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان صدق الذي أخبرني ، فهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي فيه قريش . فلما فرغ من خبره

 قال : ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ، ثم انصرف عنه

قال يقول الشيخ : ما من ماء ، أمن ماء العراق ؟ قال ابن هشام : يقال : ذلك الشيخ : سفيان الضمري .

  الإعداد العلمي في محاربة العدو اعتنى به النبي صلى الله عليه وسلم اعتناءً عظيما مما يؤكد أهمية بناء الإعداد الحربي على أسس علمية متينة ومنها تعلم لغات الأعداء فعن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أمر زيد بن ثابت أن أن يتعلم اللغة العبرانية ، وقال : ” إني لا آمن يهود على كتابتنا – أو على سرنا – ” فأمره أن يتعلمها فتعلمها في خمسة عشر يوماً . رواه البخاري

والبحث عن كل الأساليب الحربية الحديثة وتشجيعها بل وتطبيقها والمشاركة النبوية فيها كما حدث في غزوة الأحزاب وحفر الخندق الذي أشار به سلمان الفارسي وكان من أساليب الفرس في حروبهم وشارك النبي في حفره بنفسه .

 وفي الختام فإن رفع الأيدي بالدعاء على الأعداء دون الإعداد والإستعداد ماديا ومعنويا هوعبث ومذلة ويمثل انتكاثة عظمى عن الطريق الذي حدده لنا ربُّنا   وخطّه سولُنا الكريم صلى الله عليه وسلم ،وليس معنى ذلك أن الدعاء لا قيمة له، على العكس فالدعاء هو محض النصر ولكن بعدما نستنفذ جميع أسباب النصر من الإعداد للأعداء من كل قوة لازمة ،عسكرياوإيمانيا وأخلاقيا وبدنيا وعلميا واقتصاديا واجتماعيا،وخير مثال على ذلك سيدنا الكريم المكرم صلى الله عليه وسلم بعدما شحذ همة المسلمين للقتال وسوى الصفوف وجعلهم على أهبة الإستعداد،رفع إلى مولاه يداه،اللهم نصرك الذي وعدت ،اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض،وكانت الإجابة بالاستجابة “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ

 والحمد لله رب العالمين

                           خادم الدعوة،عثمان عبدالحميد الباز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.