خطبة بعنوان : وقولوا للناس حسنا للشيخ محمود عطا
adminaswan
23 أكتوبر، 2024
خطب منبرية, ش/ محمود عطا
80 زيارة
إعداد الشيخ / محمود عطا
الحمد لله الذي أمرنا بحسن القول والعمل، وجعل القول الحسن من أخلاق أهل الجنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
أيها المسلمون، اتقوا الله وأحسنوا في أقوالكم وأفعالكم.
فقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بحسن القول للناس، فقال سبحانه وتعالى:
“وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”
(البقرة: 83).
وهذا أمر صريح من الله لعباده بأن يكون كلامهم مع الآخرين حسناً، فلا ينبغي للمسلم أن يجرح مشاعر الآخرين، أو يؤذيهم بلسانه.
أيها الأحبة،
القول الحسن ليس فقط كلاماً طيباً، بل هو أيضًا وسيلة لبناء العلاقات الطيبة بين الناس. وقد حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية حسن الكلام في أكثر من حديث، حيث قال صلى الله عليه وسلم:
“والكلمة الطيبة صدقة”
(رواه البخاري ومسلم).
فالكلمة الطيبة قد تكون سببًا في إدخال السرور على قلوب الناس، وقد تكون وسيلة لفتح قلوبهم للإسلام.
ومن الأمثلة العملية على القول الحسن، ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة عندما فتحها، حيث قال لهم:
“اذهبوا فأنتم الطلقاء”
(السيرة النبوية).
هذه الكلمات البسيطة كانت لها أثر عظيم في قلوب أهل مكة، فمع أنهم آذوه وأخرجوه من بلده، إلا أنه قابلهم بالعفو والرحمة.
وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس بالحسنى حتى مع أولئك الذين أظهروا العداء له. فقد جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “ائذن لي في الزنا”، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بحسن القول، وقال له: “أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟…” حتى اقتنع الرجل وترك ما كان يريد (رواه أحمد).
أيها المسلمون،
إن الله عز وجل يحب من عباده أن يحسنوا القول كما يحسنوا الفعل، فقال سبحانه:
“وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”
(الإسراء: 53).
وهذا يشمل كل الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فعلى المسلم أن يكون حسن القول مع الجميع، لأنه بذلك يعكس أخلاق الإسلام.
والقول الحسن لا يقتصر على الحديث المباشر، بل يشمل أيضًا وسائل التواصل الحديثة التي نستخدمها اليوم، من رسائل ومكالمات وتفاعلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فعلينا أن نراقب كلامنا وما نكتبه، وأن نحرص على ألا نؤذي أحدًا بلساننا أو كتاباتنا.
أيها الإخوة،
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”
(رواه البخاري ومسلم).
وهذا الحديث الشريف يعلمنا أهمية الكلمة الطيبة وأثرها في حياتنا وحياة الآخرين. فكلماتنا إما أن تكون في ميزان حسناتنا، أو في ميزان سيئاتنا، فليكن كلامنا طيباً دائماً.
أيها الأحبة،
لنحرص على أن نكون ممن يطبقون هذا التوجيه الإلهي، وأن نتخذ من قول الله تعالى:
“وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”
شعارًا في حياتنا اليومية، فبذلك نكسب محبة الله ومحبة الناس.
نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لحسن القول والعمل، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم احفظنا من زلات اللسان، واجعل كلامنا نورًا وهداية للناس. اللهم أصلح أحوال المسلمين، ووحد صفوفهم، واجعلنا جميعاً من أهل الجنة، يا أرحم الراحمين.
عباد الله،
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.