خطبة بعنوان ( رحم الله رجلاً سمحاً) للشيخ أحمد أبو اسلام 

إعداد الشيخ أحمد أبو اسلام 

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية 

بتاريخ ٨/ ربيع الثاني / ١٤٤٦ه‍ –  ١١/ اكتوبر / ٢٠٢٤م

عناصر الخطبة 🔽
١- رحم الله رجلاً سمحاً
٢- من صور السماحة
٣ـ صور تتنافى مع السماحة
٤ـ مواقف تقتضي السماحة
٥- السماحة في حياة المصطفى
٦- قصص عن التسامح عند السلف الصالح
المقدمة
🔽🔽
رحم الله رجلاً سمحاً
🔳🔳🔳🔳🔳🔳
♥️حين تجد امرءًا سهلاً ميسِّرًا ، يتنازل عن حظ نفسه أو جزء من حقه ، ليحلّ مشكلة هو طرف فيها ، أو ليطوي صفحة طال الحديث فيها ، أو ليتألف قلبـًا يدعوه ، أو ليستطيِب نفس أخيه ، وهو قبل ذلك لا يتعدى على حق أخيه، ولا يلح في المطالبة بحقوقه ، فذلك هو الرجل السمح ، وتلك هي السماحة.
وقد دعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالرحمة للرجل السمح : ((رحم الله رجلاً سمحـًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى))(رواه البخاري)، وفي رواية (وإذا قضى ) . وما هي إلا صور من المعاملات اليومية ، التي تقتضي قدرًا كبيرًا من السماحة .
👈ويعلق ابن حجر على رواية البخاري بقوله : ” السهولة والسماحة متقاربان في المعنى .. والمراد بالسماحة ترك المضجرة 🌙يعني كثرةالكلام🌜 ونحوها ، وإذا اقتضى : أي طلب قضاء حقه بسهولة وعدم إلحاف ، وإذا قضى : أي أعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل ، وفيه الحض على السماحة في المعاملة ، واستعمال معالي الأخلاق ، وترك المشاحنة ، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة ، وأخذ العفو منهم “.
وأكثر ما تكون الخصومات في المعاملات المالية ، والمناظرات الخلافية ، والملاسنات الكلامية ، وقلّ أن يسلم فيها من لم يتحلّ بكرم الخلق ، وجود النفس ، وسماحة الطبع .
من صور السماحة :
🔳🔳🔳🔳🔳
1- التنازل عن الحق :
إن صاحب السماحة لا تطيب نفسه بأن يحصّل حقـًا لم تطب به نفسه الطرف الآخر ، فيؤثر التنازل أو السماحة ، ,إن كان الحق له ، وهذا ما كان من عثمان – رضي الله عنها – حين اشترى من رجل أرضـًا ، فتأخر صاحب الأرض في القدوم عليه لقبض الثمن ، وتبين له أن سبب تأخره أنه بعد أن تم العقد شعر البائع أنه مغبون ، وكان الناس يلومونه كيف تبيعها بهذا الثمن ؟ قال عثمان : ” فاختر بين أرضك ومالك ” ثم ذكر له الحديث : ((أدخل الله عز وجل الجنة رجلاً ، كان سهلاً مشتريـًا وبائعـًا ، وقاضيـًا ومقتضيًا))(رواه أحمد) .
2- إنظار المعسر :
إن إنظار المعسر ، أو التجاوز عن القرض أو عن جزء منه ، صورة عظمية من صور الكرم وسماحة النفس ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ((كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ؛ لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه))(رواه البخاري) .
بل إن توفيق الدنيا والآخرة مرهون بتيسيرك على أخيك المعسر : ((من يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة))(رواه مسلم) .
3- رد القرض بأحسن منه :
وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم يردّ القرض بخير منه وبالزيادة فيه ، ويقول : ((أعطه ، فإن خيار الناس أحسنهم قضاء))(رواه ابن ماجه).
وما ترك صاحب القرض يمضي إلا وهو راضٍ .
4- السماحة مع الشريك :
كما شهد لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – شريكه في التجارة قبل البعثة : (السائب بن عبد الله ) بقوله له : ” كنت شريكي في الجاهلية ، فكنت خير شريك ، كنت لا تداريني ولا تماريني “(رواه ابن ماجة) .
أي كنت لا تمانعني ولا تحاورني ، بل كنت شريكـًا موافقـًا ، ولم ينسها له ، وكانت سببـًا من أسباب محبته له .
👈ومن اقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم تكون سببـًا من أسباب النجاة من النار لمن تخلَّق بها ((حرم على النار كل هيِّن ليِّن سهل ، قريب من الناس))(رواه أحمد) .
5- رفع الحرج عن الناس :
صاحب السماحة لا يحرص على إيقاع الناس في الحرج ، ولا يشغله التفكير بما له عن التفكير بما عليه من سماحة مع إخوانه وتقدير لظروفهم ، وفي الحديث الصحيح : ” أن الصحابي أبا اليسر – رضي الله عنه – كان له على رجل قرض ، فلما ذهب لاستيفاء حقه اختبأ الغريم في داره ؛ لئلا يلقى أبا اليسر ، وهو لا يملك السداد ، فلما علم أبو اليسر أن صاحبه يتخفى منه حياء لعدم تمكنه من أداء ما عليه ، أتى بصحيفة القرض فمحاها ، وقال : ” إن وجدت قضاء فاقض، وإلا فأنت في حلّ “(رواه مسلم) . وبسماحته تلك أخرج أخاه من الحرج الشديد .
6- السماحة مع من أساء :
وأبرز مواقف السماحة ما يكون مع من أساء إليك ، كالذي جرى مع أبي بكر – رضي الله عنه – حين أقسم ألاَّ ينفق على مسطح بن أثاثة ؛ لتورطه في حديث الإفك ، فأمره الله تعالى أن يعفو ويصفح ، فكفر عن يمينه ، وعاد ينفق عليه .
👈 وفي ذلك☝️ يقول – صلى الله عليه وسلم – : ((ارحموا تُرحموا ، واغفروا يغفر لكم))(صحيح الجامع) .
وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم : ( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)(الشورى/37) وفي معنى هذه الآية ما أشار إليه رب العزة في قوله ﴿وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }
👈أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في { والكاظمين الغيظ } يقول: كاظمون على الغيظ كقوله{ وإذا ما غضبوا هم يغفرون } [الشورى: 37] يغضبون في الأمر لو وقعوا فيه كان حراماً فيغفرون ويعفون، يلتمسون وجه الله .
👈وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله { والعافين عن الناس } قال: يغيظون في الأمر فيغفرون ويعفون عن الناس، ومن فعل ذلك فهو محسن { والله يحب المحسنين } بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك ” هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله، وقد كانوا كثيراً في الأمم التي مضت “.
👈وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة في قوله { والكاظمين الغيظ } أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من كظم غيظاً وهو يقدر على انفاذه ملأه الله أمنا وإيماناً “.
👈وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحوَّر شاء “.
👈 وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب “.
👈وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر، فما يقوم إلا إنسان عفا
وفي هذا يقول الإمام الشافعي :
👇👇👇👇👇👇👇👇👇
لما عفوت ولم أحقدْ على أحد
أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ
إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه
لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ
وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه
كأنما قد حَشى قلبي محباتِ
الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم
وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ
7- السماحة بين تهمة العجز أو الفجور :
وقد يوسوس الشيطان للمسلم : إنك لو تسامحت وصفك الناس بالعجز ، وظنوا فيك الضعف ، ولأَنَ تُؤْثِرَ أن يقال فيك ما يقال خير لك من الوقوع في الفجور ، بحيث يخشى الناس شرّك ، وقد ورد في الحديث : ((يأتي عليكم زمان يُخيَّر فيه الرجل بين العجز والفجور ، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور))(رواه أحمد) .
ولابد من الإشارة إلى أن السماحة هنا مع أصحاب الفلتات من المسلمين، أما الذين يظلمون الناس ، ويصرون على ذلك ، فيُعامَلون بخلق (الانتصار) .
صور تتنافى مع السماحة :
🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳
1- كثرة الخصومات : وإن مما يتنافى مع السماحة الانزلاق إلى اللدد والخصومة ، إذ كما يحب الله السماحة فإن ((أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخَصِم))(رواه البخاري) . قال في الفتح : ” الألدّ : الكذاب ، وكأنه أراد أن من يكثر المخاصمة ، يقع في الكذب كثيرًا ” .
وحين يفتقد المرء السماحة تجده ينحدر في أخلاقه ، إلى أن ينجرف إلى التصايح والجدل لأمر يعلم بطلانه ، أو وقوفـًا على طرف لا يدري مدى أحقيته ! ((… ومن خاصم في باطل – وهو يعلمه – لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه …))(رواه أبي داود) . وقد قيل في المثل : ما استرسل كريم قط (يعني : الكريم لايطلب شيئاً ليس من حقه) .
2- كثرة الجدل : إن خلق السماحة يقتضي من صاحبه المبادرة إلى التنازل ( يعني : ترك الجدال ) عند الوقوع في أي موقف جدلي ، ولنتذكر دائمـًا أن العلم بميقات ليلة القدر خير كبير حرمت منه الأمة ؛ بسبب انعدام روح السماحة بين رجلين من الأمة : ((خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت))(رواه البخاري). وكم تُحرم الأمة من البركات والنعم والنصر حين تدب الخصومات ، بل إن صفة أساسية من أخلاقيات المنافق أنه : ((وإذا خاصم فجر)(رواه البخاري) .
ولا يليق بالرجل السمح أن يتعنت ويجادل ويشد ويصيح ، ناهيك عن أن يفجر في الخصومة
👈 وإنه مما يتنافى مع روح السماحة أن يقع الإخوة في جدالات تافهة لأمور سياسية ، أو قضايا فكرية ، أو توقعات غيبية ، ثم تجدهم ينفضّون متباغضين ، وما كانت البداية إلا روح الجدل و((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل))(رواه ابن ماجه) .
👈ولحث المسلمين على السماحة في الحوار ، والتنازل عند الاختلاف ، وعدم الوقوع في مغبة الجدل ، تعهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ببيت في الجنة لمن تنازل : ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقـًا))(رواه أبي داود) . ولا يمكن أن يكون سماحة وتنازلاً إلاَّ حين يكوم محقـًا ، وإنه لعسير ، وإن أجره لكبير .
3- كثرة اللغو : ومن نتائج انعدام روح السماحة أن تغدر أمتنا تتبارى بألسنتها ، فتنقلب إلى أمة كلام بدل أن تكون أمة عمل ، وتضيع الأوقات في الشد والجذب والأخذ والرد ، وكل يناصر رأيه ، إن مما حرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أمته ((منعـًا وهات)) ، ومما كره لهم : ((قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال))(رواه البخاري) .
مواقف تقتضي السماحة :
🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳
1- السماحة مع الزوج : تظهر آثار (السماحة) في جميع مظاهر حياة صاحبها ، فانظر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع زوجه (عائشة) – رضي الله عنها – حين قصدت الحج والعمرة ، فأصابها الحيض ، فحزنت لعدم تمكنها من أداء العمرة ، وبكت لذلك وقالت : ” يرجع الناس بحجة وعمرة ، وأرجع بحجة؟!! ” يقول جابر بن عبد الله : ” وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً سهلاً ، حتى إذا هَوِيَتْ الشيء تابعها عليه ، فأرسلها مع عبد الرحمن بن أبي بكر فأهلّت بعمرة من التنعيم … ” . قال النووي : ” سهلاً : أي سهل الخلق ، كريم الشمائل ، لطيفـًا ميسرًا في الخلق “(رواه مسلم) .
فما أعظم سماحته – صلى الله عليه وسلم – مع أهله في مثل هذا الموطن المزدحم ، وفي حال السفر .
2- مع المدعوين : وتأمل سماحة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في دعوته : فحين وجد ريح ثوم في مسجده ، نهي الصحابة عن أن يرد أحد مسجده قبل ذهاب ريح الثوم منه ، وكان المقصود بالنهي (المغيرة بن شعبة) يقول – رضي الله عنه – : ” أتيته فقلت : يا رسول الله إن لي عذرًا ، ناولني يدك – قال فوجدته والله سهلاً – فناولني يده ، فأدخلتها في كمي إلى صدري ، فوجده معصوبـًا ، فقال : إن لك عذرًا ” فعذره حين وجد أنه أكل الثوم لمرض ، وكم نحتاج إلى أن نتأسى بهذه السماحة مع المدعوين لنكون مبشرين غير منفرين ، ميسّرين غير معسّرين .
3- العلاقة بين الصبر والسماحة : وإن مما عرّف به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الإيمان قوله : (الإيمان: الصبر والسماحة)(صحيح الجامع) .
حيث عرّف الإيمان بحسن المعاملة مع الخالق والمعاملة مع المخلوق ، وكأنما يريد بالصبر علاقة العبد مع ربه ؛ بالصبر على طاعته ، والصبر عن معصيته والصبر على أقداره ، وكأنما أراد بالسماحة علاقة العبد بأخيه ؛ بحيث تغلب عليها السهولة والمياسرة والسماحة ، وقابلية التوسيع والتناول لرضى الله ، وفيما يرضي الله وربما كان من حكمة الربط بينما أن السماحة تقتضي قدرًا كبيرًا من الصبر والتحمل : (وَلَمَن صَبَرَ وغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)(الشورى/43) .
فكن سمحـًا إذا عاملت أو دعوت ، سمحـًا إذا حاورت أو رافقت ، سمحـًا إذا ظُلمت أو جُهل عليك ، فرسالتنا حنيفية سمحة .
السماحة في حياة المصطفى
🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳
صاحب أعظم وثيقة للتسامح
⬅️⬅️⬅️⬅️⬅️⬅️⬅️⬅️⬅️
👈وانظروا إلى من نزلت عليه الرسالة سيدنا النبي صاحب أعظم وثيقة للتسامح وهي متمثلة في قوله صلى الله عليه وسلم:”اذهبوا فأنتم الطلقاء”.. هذه أعظم وثيقة للتسامح أطلقها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يوم فتح مكة، حينما ملك أمر من طردوه وآذوه واتهموه باتهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان وضيقوا الخناق على كل أتباعه ومناصريه، وبرغم كل ذلك لم يفكر رسولنا الكريم في الانتقام أو الثأر منهم أو حتى رد الإساءة بالإساءة، لا والله حاشاه بأبي هو وأمي..
👈ومن مواقف السماحة والعفو في حياته “صلى الله عليه وسلم” حينما همَّ أعرابي بقتله حين رآه نائمًا تحت ظل شجرة، وقد علَّق سيفه عليها.
👈فعن جابر رضي الله عنه قال: “كنا مع رسول الله “صلى الله عليه وسلم” بذات الرقاع (إحدى غزوات الرسول)، ونزل رسول الله “صلى الله عليه وسلم” تحت شجرة فعلَّق بها سيفه.
فجاء رجل من المشركين، وسيف رسول الله “صلى الله عليه وسلم” معلَّق بالشجرة فأخذه، فقال الأعرابي: تخافني؟ قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: لا، فقال الأعرابي: فمَن يمنعك مني؟ قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: الله، فسقط السيف من يد الأعرابي، فأخذ رسول الله “صلى الله عليه وسلم” السيف فقال للأعرابي: مَن يمنعك مني؟ فقال الأعرابي: كن خير آخذ. فقال “صلى الله عليه وسلم”: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أُعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس” [صححه ابن حبان].
👈غلظة الأعرابي وتسامح الرسول:
عن أنس بن مالك قال: (كنت أمشي مع رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وعليه برد نجراني (عباءة) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة ـ [أي جذبه جذبة قوية] حتى رأيت صفح عنق رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جذبته (تركت الجذبة علامة على عنق الرسول)، فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
قصص عن التسامح عند السلف الصالح…
🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳🔳
عمر بن ذر
⬅️⬅️⬅️
قال سفيان الثوري: كان ابن عياش النتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه، فلقيه عمر فقال: “يا هذا لا تفرط في شتمنا، وأبق للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا، بأكثر من أن نطيع الله فيه” ( سير أعلام النبلاء).
أبو بكر الصديق
⬅️⬅️⬅️⬅️
قال رجل لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: “والله لأسبنك سبًّا يدخل معك قبرك”.
فقال أبو بكر: “بل يدخل معك لا معي” ( المستطرف)
قال علي بن أبي طالب: “إذا قدرت على عدوّك، فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه”.
عيوبنا أكثر:
⬅️⬅️⬅️
خرج علي بن الحسين يوماً من المسجد فسبَّه رجل، فقام الناس إليه، فقال: “دعوه”، ثم أقبل عليه فقال: “ما ستر الله عنك من عيوبنا.. ألك حاجة نعينك عليها؟”، فاستحيا الرجل، فألقى إليه خميصةً كانت عليه، وأمر له بألف درهم(المنتظم في تاريخ الملوك والأمم).
قال الشافعي:
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
هذا من كرمهم:
⬅️⬅️⬅️⬅️
قالت امرأة عبدالله بن مطيع له: “ما رأيت ألأم من أصحابك، إذا أيسرت لزموك، وإن أعسرت تركوك”..
فقال: “هذا من كرمهم، يغشوننا في حال القوة منا عليهم، ويفارقوننا في حال العجز منا عنهم”( رفقاء طريق).
هكذا المعاتبة:
⬅️⬅️⬅️⬅️
كتب رجل إلى صديق له بلغه أنه وقع فيه: لئن ساءني أن نلتني بمساءةٍ *** لقد سرّني أني خطرت ببالكَ
قال أيوب السختياني: “لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: الغنى عما في أيدي الناس، والتجاوز عما يكون منهم”.
عمر بن عبد العزيز
⬅️⬅️⬅️⬅️⬅️
قام عمر بن عبد العزيز يصلي الليل في مسجد بني أمية، وكان السراج قد انطفأ، فاصطدمت قدماه برجل نائم، فقام النائم وقال: “أحمار الذي وطأني؟”.
قال عمر: “لا..أنا عمر بن عبد العزيز ولست حماراً”
يدعو لسارقه:
⬅️⬅️⬅️⬅️
سرق للربيع بن خثيم فرس، فقال أهل مجلسه: “ادع الله على سارقه”، فقال: “بل أدعو الله له، اللهم إن كان غنيًّا فأقبل بقلبه، وإن كان فقيراً فأغنه”( حلية الأولياء)..
هذا وصلوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.