خطبة بعنوان : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ

بتاريخ30جمادي الأخر1445هـ – الموافق12-يناير 2024م

اعداد وترتيب العبد الفقير إلى الله الشيخ

احمد عبدالله عطوه إمام بأوقاف الشرقية؟

عناصر الخطبة٠٠٠٠٠٠؟

1/ فضل ومكانةالمساجد في الاسلام ؟

2/الاسلام دين الجمال والنظافة؟ 3/احكام اللباس والزينة ؟

الخطبة الأولى:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الفاتحة:2-4]،

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصاً له الدين،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]

أما بعد أيها الإخوة المسلمون:-

حديثنا في ذلك اليوم الطيب الميمون الأغر عن جمال الزينة والمظهر عند الذهاب الى المساجد لأن المسجد يحتل مرتبةً مميزة ومعظمة في أفئدة المسلمين، تزكو به نفوسُهم، وتطمئن قلوبُهم، وتتآلف أرواحهم وتصفو أذهانُهم، يجتمعون فيه بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، خاشعة متذللةٍ للخالق الديان فرسالة المسجد شاملة ومتنوعة، تنتظم مجالات مختلفة لنشر القيم الإسلامية، وغرس الآداب والأخلاق الحميدة.

فالمساجد هي بيوت كرمها الله سبحانه، بل زاد في تكريمها بأن نسبها إلى نفسه سبحانه فقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]

وقال تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ } [التوبة: 18]

ونهى سبحانه عن السعي في خراب المساجد بمنع الصلاة والذكر فيها فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]

ورفع الله عز وجل شأن المساجد وأعظم قدرها، فقال عز من قائل: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36 ]

وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)).

ثم إن مكانة المسجد في الإسلام لتظهر بجلاء في كون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس.

وكذلك عندما واصل -صلى الله عليه وسلم- سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم

لذلك امرنا الله عزّ وجل بأخذ الزينة عند الذهاب الى المساجد في قوله تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) .

عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة حتى أن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة ، فتعلق على سفلتها سيورا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمر من الذباب ، وهي تقول :

اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله

فأنزل الله تعالى على نبيه – صلى الله عليه وسلم – : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) فأمروا بلبس الثياب .

سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول :

اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله

فنزلت : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ونزلت : ( قل من حرم زينة الله ) الآيتان . رواه مسلم ، أيها الإخوة: دين الإسلام دين الجمال والنظافة، ولقد اِمتَنَّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى عِبَادِهِ بِمَا جَعَلَ لَهُمْ مِنَ اللباس وَالرِّيَاشِ؛ فاللباس لستر العورات وهي السوءات، وَالرِّيَاشُ أَوَ الرِّيشُ: مَا يُتَجَمَّلُ بِهِ ظَاهِرًا، فَالْأَوَّلُ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ، وَالرِّيشُ مِنَ التَّكَمُّلَاتِ وَالزِّيَادَاتِ؛ فقال: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً)[الأعراف:26]، وحث المسلم على الظهور بالمظهر الطيب الجميل في ملبسه ومسكنه وهندامه أمام الآخرين؛ فقال -سبحانه-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف:31].

أيها الأحبة: لو ذهبت أتحدثُ عن اللباسِ والزينةِ وأحكامِها لطال بي الحديث لكن حسبي أن أُذكر ببعض الأحكام المهمة..

من ذلك لبسُ الحلال من اللباس والزينة والمظهر واجتنابُ المحرَّم، وقد استنكر الله سبحانه وتعالى على من حرَّم تلك الزينة التي خلقها لعباده فقال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)[الأعراف:32].

والأصل في اللباس الحِل إلا ما ورد من الشارع تحريمه، ومنها: تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال، فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: أَخَذَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: “إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي”(رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه )

وَكَانَ حُذَيْفَةُ عَامِلاً عَلَى الْمَدَائِنِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِقَدَحِ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَفِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَاعْتَذَرَ، وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا عَنِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَقَالَ: “هُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ”(رواه البخاري)، والدهقان بالفارسية زعيم القوم وكبير القرية.

وَعَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُلَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ بِالسُّوقِ، فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْتَعْ هَذِهِ فَتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ، وَلِلْوَفْدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ”، قَالَ: فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتَ: “إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ” أَوْ “إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ”، ثُمَّ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “تَبِيعُهَا وَتُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ”(رواه مسلم).

وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا وَلَا ذَهَبًا”(رواه أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ (

ويحرم تشبه المرأة بالرجل، والرجل بالمرأة؛ فَقَد “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ”(رواه البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-). و”لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ”

(رواه أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

 وقد ذكر العلماء أن اللعن في الحديث يدل على أن التشبه من الكبائر، والحكمة من التحريم أن المتشبه والمتشبهَةَ كلاً منهما يُخرج نفسه عن الفطرة والطبيعة التي وضعها أحكم الحاكمين

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً. أمَّا بَعْدُ:
فَاِتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ – حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى..
أما بعد أيها الإخوة: وتمتد عناية الإسلام بالمسلم حتى في نظافته ونظافة ما يلبس حسنه وحسن رائحته، وأكد عليها في مواطن الاجتماع للصلوات والمناسبات وفي أوقات الجُمع والعيدين.
فَعَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، أو قال: فِي ثَوْبٍ دُونٍ، وفي رواية: “فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشْعَثَ أَغْبَرَ فِي هَيْئَةِ أَعْرَابِيٍّ” فَقَالُ: “هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟”، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: “مِنْ أَيِّ مَالٍ؟” قُلْتُ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِيَ اللَّهُ؛ مِنَ الْإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ، قَالَ: “إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِهِ”، وفي رواية: “إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى الْعَبْدِ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ تُرَى بِهِ”
(رواه ابن حبان أبو داود والنسائي ).
وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى عَلَيْهِمْ ثِيَابَ النِّمَارِ -جمع نمرة وهي بردة يلبسها الأعراب-؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ”(رواه ابن ماجه ).
ويظهر من هذا التوجيه النبوي مشروعيةُ تخصيصِ بعضِ الملابس للخروج للصلاة، وبعضِها للعمل، وأهميةُ الحفاظِ على نظافة الملابس التي يلبسها للمسجد؛ لأن العملَ يؤثرُ على الملابس، ويدخل في ذلك استحباب يخصص بعضِ الملابس للزيارة والمناسبات الاجتماعية العامة. وأن يهتم المسلم بنظافة ملابسه؛ فقد رَأَى َسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا عَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ فَقَالَ: “أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ”(رواه أبو داود عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (
ومن السنة كذلك إصلاح وتجميل شعر اللحية والرأس؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ، فَقَالَ: “أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ”(رواه أبو داود
).
ومن المسلمين من لا يهتم برائحة جسده وملابسه فيأكل الثوم والبصل وغيرها مما له رائحة كريهة ويأتي للمسجد، وربما نسي تنظيف جسده وتغيير جواربه فأصبح منتن الريح لا يحتملُ رائحتَه أحدٌ من البشر، فكيف يفد هذا إلى بيت الله المليء بالمسلمين والملائكة؟! ورَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ قَالَ: “مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ”(رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-)، وكل أكل أو غيره له رائحة كريهة مثلها.
بل قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ”(رواه النسائي .
عِبَادَ اللهِ، وَالْخِطَابُ بِأَخْذِ الزِّينَةِ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى الرِّجَالِ فَقَطْ، وَإِنَّمَا يَشْمَلُ النِّسَاءَ أَيْضًا، فَعَلَيْهِنَّ إِذَا صَلَّيْنَ فِي البُيُوتِ أَنْ يَتَجَمَّلْنَ وَيَتَطَيَّبْنَ وَيُغَطِّينَ أَجْسَادَهُنَّ؛ لِقَوْلِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ))، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ تَسْتُرُ فِي الصَّلَاةِ جَمِيعَ بَدَنِهَا، مَا عَدَا الوَجْهَ، وَاِخْتَلَفُوا فِي الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهَا سَتْرُهُمَا، وَهَذَا مَا اخْتَارَهُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ، فَعَلَى المَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ تَأْخُذَ الزِّينَةَ لِأَنَّهَا حَقٌّ لِلَّهِ، وَمَنِ ذَلِكَ أَنْ تُبَالِغَ فِي سَتْرِ جَمِيعِ بَدَنِهَا مَا عَدَا الوَجْهَ، وَمَنِ زِينَتِهَا أَيْضًا أَنْ تَلْبِسَ قَمِيصًا سَابِغًا يُغَطِي الْبَدَنَ، وَخِمَارًا يُغَطِّي الرَّأْسَ وَالْعُنُقَ، وَجِلْبَابًا وَهُوَ الْمِلَاءَةُ، أَيْ الْمِلْحَفَةُ الَّتِي تَلْتَحِفُ بِهَا المَرْأَةُ، وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: (اتَّفَقَ عَامَّتُهُمْ عَلَى الدِّرْعِ وَالْخِمَارِ، وَمَا زَادَ فَهُوَ خَيْرٌ وَأَسْتَرُ)، وَالدِّرْعُ هُوَ الْجَلَّابِيَّةُ. وَعَلَى المَرْأَةِ أَنْ تَجْتَنِبَ الِّلبَاسَ الَّذِي يُجَسِّمُ وَيَصِفُ جَسَدَهَا كَالْبِنْطَالِ؛ لِأَنَّهُ يُنَافِي الزِّينَةَ الشَّرْعِيَّةَ، وَلَو صَحَّتْ صَلَاتُهَا، وَلَكِنْ عَلَيْهَا أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ، وَإِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَارِجَ بَيْتِهَا فِي الْمَسَاجِدِ فَعَلَيْهَا اِجْتِنَابُ الزِّينَةِ الظَّاهِرَةِ الْفَاتِنَةِ وَالطِّيبِ.
دعاء،،،؟
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل جمعنا هذا جمًعا مرحوًما،وان يجعل تفرقنا من
بعده تفرقا معصوًما. اللهم لا تجعل فينا ولابينناولاحولنا شقًيا ولا مطروًداولا محروًما.
اللهم لا تجعل لنا في هذا الجْمع المبارك ذنًبا إلا غفرَته، ولا هًما إلا فَّرجَته، ولا مظلوًما إلا نصرَته، ولا طالب علم إلا وفقَته. لكل خير، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بخير فوِّقه ومن أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه يا رب العالمين
اللهم إنا نسألك أن ترفع راية القرآن، وراية الدين،
اللهم اهد لنا أبناءنا، اللهم اهد لنا أبناءنا، اللهم استر نساءنا، اللهم اجعل بيوتنا عامرة بذ ْكرك، اللهم اجعل بيوتنا عامرة بقراءة القرآن
القرآن، وقيام الليل، اللهم اجعل بيوتنا عامرة بصيام الاثنين والخميس، اللهم ابعد عن بيوتنا المحن والابتلاءت يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.