خطبة بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات
adminaswan
14 سبتمبر، 2024
ش/أحمد عبدالله عطوة
78 زيارة
اعداد وترتيب العبد الفقير إلى الله الشيخ
احمد عبدالله عطوه إمام بأوقاف الشرقية؟
عناصر الخطبة٠٠٠٠٠٠؟
1- القرأن والسنة يتكلمان عن القوة والثبات
2- رجال صَنَعَتْهُم الأزمات
3- لن تقوم الأمة إلا بالرجال
المقدمة:٠٠٠٠؟
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، وفوق ما نقول، وأكثر مما نقول، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، عزَّ جاهُكَ، وجلَّ ثناؤُكَ، وتقدَّسَت أسماؤُك، لا إله إلا أنت، في السماء مُلكُكَ، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك، وفي كل شيء حكمتك وآيتك، لا إله إلا أنت، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى.
وأشهد أن لا إله إلا الله أعظم كلام، وأحسن مقول، وأصدق معقول، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، لا إله إلا الله في العرش المجيد، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، وهو على كل شيء شهيد، سبحانه من قهر بقوته القياصرة، وكسر بعظمته الأكاسرة، طغوا وبغوا فأرداهم في الحافرة.
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والصراط المحدود، هدى الله به الإنسانية، وأنار به أفكار البشرية، وزلزل به كيان الوثنية، اللهم صل وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني قصي، صاحب العزة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، اللهم صلِّ على من رفعت ذكره، وشرحت له صدره، ووضعت عنه وزره.
عباد الله: سنقف وإياكم في هذه الدقائق الغالية مع القوةوالثبات، وأسباب الثبات لعلنا نكون وإياكم ممن ثبَّتهم الله على الحق حتى ماتوا عليه.
نتكلم على الثبات في وقت نرى فيه فتناً كقطع الليل المظلم، فتناً ربما لو فكَّر فيها الرجل العاقل لشرد ذهنه وانخلع قلبه مما يرى، ولكن اعلم أخي المسلم أن الثبات على الحق والتمسك به من صفات المؤمنين الصادقين، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم فالمؤمن يستمد قوته من الحق الذي يعتقده، ويعتنقه، فهو لا يعمل بشهوة عارضة، ولا لنزوة طارئة، ولا لمنفعة شخصية، ولا لعصبية جاهلية، ولا للبغي على أحد من البشر، ولكنه يعمل للحق الذي قامت عليه السموات والأرض، والحق أحق أن ينتصر له، والباطل أولى أن يخذله.
أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رستم قائد جيوش الفرس، قال له رستم: من أنت وما أنتم ؟..
فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من ذهب، قال : (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله) فقال رستم: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى الدخول في الإسلام والنصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا , فقال: نعم .. ولكن كم أحب إليكم ؟ يومًا أو يومين ؟ قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ونتشاور في أمرنا .. فقال له ربعي : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك وأمر قومك ثم اختر واحدة من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، وإما القتال، وإما الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وأنا كفيل بذلك عن أصحابي .
فتعجب رستم وقال له : أسيدهم أنت حتى تقرر ؟ فقال : لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أرجح وأعظم عزًا من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه ؟ فقال رستم : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب .
إن المؤمن بالله عز وجل لا يذل ولا يخنع لأي أحد سوى الله؛ لأنه يعلم علم اليقين أن الله تعالى هو المدبر لهذا الكون القائم بأمره .. إذا فلم يذل نفسه لغير الله بل يذل نفسه لبشر مثله ؟! حتى وإن كان في يد هذا البشر مظاهر القوة المادية إلا أنه ضعيف أمام الله عز وجل .
حيث إن : ربعي بن عامر رضى الله عنه يقف أمام رستم قائد الفرس وهو في زينته وبين جنوده وحرسه فلا يذل له بل يقف أمامه كالليث أمام فريسته يستمد المؤمن قوته من أنه مع الحق، مع الشيء الثابت، مهما تطورت الحياة، مهما ظهرت النظريات، مهما تفاعلت الأفكار مع الواقع، الحق هو الثابت لا يتغير، الحق لا تزيده الأيام إلا تألقاً، لا تزيده الأيام إلا رسوخاً، لا تزيده الأيام إلا ثباتاً، المؤمن على أرض صلبة، لن يفاجأ في أحد الأيام أن الذي يعتنقه باطل، أن الذي يعتنقه لا أساس له، أن الذي يعتنقه تهاوى بعد سبعين عاماً، لن يُفاجأ المؤمن أبداً، مصدر قوته أنه مع الحق الثابت الذي استقر ولن يتزحزح. 27].أيها الأحبة: حديث عظيم القدر, جامع للأمر، معالج للهم والغم موجه للأمة والأفراد، أخرج الإمام مسلم في صحيحه وابن ماجة في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
وقدوتنا في ذلك هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد لاقى ما لاقى ومع ذلك كان أشد ثباتًا حتى بلَّغ رسالة ربه على أتم وجه.
عباد الله:
إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُصرِّفها كيف شاء فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء، ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك» [رواه مسلم].
وهذا أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يكثر في دعائه: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»، قال: فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، هل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلّبها كيف يشاء» [أخرجه الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه بإسناد صحيح].
وما سُمِّي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ *** ولا القلب إلا أنه يتقلّبُ
إخوة الإسلام
لقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم – وأصحابه رضي الله عنهم – ظلوا صامدين ثابتين على مبادئهم ودينهم وعقيدتهم ، أمام التحديات ،وأساليب التهديد والترهيب ، وكذا الإغراءات والعروض ،التي مارسها إزاءهم المشركون؛ فلم يساوموا قط في دينهم، وهم في أحرج المواقف العصيبة في مكة، وهاجروا منها إلى المدينة المنورة وهم على نفس الدرجة من الثبات والعزيمة ، ولم يبالوا بما يصيبهم في سبيل ذلك من عذاب وعنت ومشقة ، فالصبر والثبات من أجل العقيدة وهي التي يحتاجها المسلم في هذا الزمان ،وفي تلك الأيام بالذات ،فنحن في عصر كثرت فيه الفتن ، وتنوعت فيه الشبهات ، وطغت فيه الشهوات والمغريات ، فأصبح المؤمن في أشد الحاجة إلى الثبات على الدين والعقيدة ،والثبات على الدين والحق نعمة من نعم الله على عبده المؤمن ، قال الله تعالى: { وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } (الإسراء:74)، وفي سنن الترمذي بسند حسن : (قَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قُلْتُ لأُمِّ سَلَمَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ : كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ « يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ». قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لأَكْثَرِ دُعَائِكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ « يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلاَّ وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ ». فَتَلاَ مُعَاذٌ : (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) آل عمران 8،
والثبات في أيام الفتن ووقت المحن والبلاء له أجره الكبير وفضله العظيم، ولذلك بشّر رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ الثابت على دينه بأجر خمسين من الصحابة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ ». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ ،قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ « لاَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ». رواه الترمذي . فهلاَّ ثبتنا على الحق ، هلا صبرنا على تنفيذ أوامر الله وعشناها وطبقَّناها في واقعنا حتى نفوز الفوز العظيم ، وننجو من الخسران المبين ،فطوبى لأولئك القابضين على دينهم في زمن غربة الإسلام بين أهله وفي وطنه، وكيف لا وها هي شعائر الإسلام تُحارَب في موطن الإسلام وبين أهله، وطوبى لأولئك الصابرين على فتن الحاضر وفتن المستقبل، والصابرين في مواجهة الظلم والطغيان، لا لذنبٍ اقترفوه إلا أنهم (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) فصلت 30،
ففي المحن تظهر معادن الرجال، وتتجلَّى صور الإيمان، فإن كان ليلُ الظلم طويلاً ، فإن نور الصبح لا بد هو آتٍ ، وهو قريبٌ. فصبرًا صبرًا؛ فما أروع الصبر والثبات في سبيل هذه القيم النبيلة لهذه الأمة العظيمة، ولنتذكر دائمًا وأبدًا قوله تعالى : ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ (البقرة: 214). نعم.. ألا إن نصر الله قريب، ألا إن فرجه قريبٌ، فإن كانت الأمم السابقة وأهلها ضربوا لنا الأمثال في القوة والثبات على الدين والعقيدة، فحريٌّ بهذه الأمة العظيمة أن يكون فيها مثلُ هؤلاء وأكثر في الصبر والثبات على المبدإ، وهي الأمة الشهيدة على كل الأمم ، قال الله تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة:
الخطبة الثانية٠٠٠٠؟
إن المتأمل في أحوال المسلمين يجد الضعف والخوار والهزيمة قد حلت مكان القوة والعزة والنصر.
عباد الله
إن المسلمون اليوم بحاجة إلى قوة تسند ظهورهم وتشد من أزرهم وتذلل لهم الصعاب وتنير لهم الطريق ، يا ترى هذه القوة المنشودة من أين نحصل عليها وأين توجد هل هي في المال أم السلاح أم العتاد والعدة أما ماذا .
إن هذه القوة ليست في كل ذلك مع أنه مطلوب لكن القوة هنا هي قوة العقيدة ورحاب الإيمان بالله .
الإيمان بالله القوي هو الذي يمدنا بروح القوة فالمؤمن لا يرجوا إلا فضل الله ولا يخشى إلا الله .
إن المؤمن بالله الواثق بنصر الله قوي وإن لم يكن في يده سلاح .
إن المؤمن بالله غني وإن لم تمتلأ خزائنه بالذهب والفضة .
إن المؤمن بالله الواثق بنصر الله وإن الرزق من عند الله عزيز وإن لم يكن وراءه عشيرة وأتباع وهو أيضا ثابت وإن اضطربت به مصائب الحياة.
فالمؤمن أقوى من البحر بأمواجه والرياح بهبوبها والجبال وثباتها وصدق النبي صلى الله عليه وسلم القائل .
((لو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال ))
وجاء في حديث رواه الامام احمد قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله لما خلق الأرض مارت وتحركت فثبتها بالجبال فتعجبت الملائكة وقالت يارب هل خلقت خلقا أشد من الجبال قال نعم الحديد يفتت الجبال فقالت الملائكة هل خلقت خلقا أشد من الحديد قال نعم النار تذيب الحديد فقال الملائكة يا رب هل خلقت خلقا أشد من النار قال نعم الماء تطفئ النار فقالت الملائكة هل خلقت خلقا أشد من الماء قال نعم الرياح ، فقالت الملائكة يا رب هل خلقت خلقا أشد من الريا قال نعم المؤمن إذا تصدق بالصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه هو عندي أقوى من ذلك كله)) .
الله اكبر الله أكبر .
عباد الله
: كم نحن بحاجة الى المؤمِنُ القوِيّ الذي يتماسَك أمامَ المصائبِ ويثبُت بين يدَيِ البلاء راضيًا بقضاء الله وقدَره، وقد صوَّر هذا رسولُنا صلى الله عليه وسلم بقوله: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلاّ للمؤمن؛ إن أصابته سرّاءُ شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرّاء صبرَ فكان خيرًا له)) رواه مسلم
كم نحن بحاجة الى القوّة في ضبطِ النفسِ والسّيطرة عليها، قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشّديدُ بالصّرعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسَه عند الغضب)) رواه البخاري
كظمُ الغيظِ قوّةٌ، قال تعالى: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ)) آل عمران:134.
كم نحن بحاجة إلى الفرد القوي بدينه القوي بإيمانه الواثق بنصر الله وتأييده المؤمن بأن الرزق والأجل ليس بيد أحد إلا الله .
قال جل وعلا
((وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً ))145آل عمران
إن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم . ولن تموت نفس حتى تستوفي هذا الأجل المرسوم . فالخوف والهلع ، والحرص والتخلف ، لا يطيل أجلا . والشجاعة والثبات والإقدام والوفاء لا تقصران عمرا . فلا مكان للجبن ، ولا نامت أعين الجبناء . والأجل المكتوب لا ينقص منه يوم ولا يزيد !
بذلك تستقر حقيقة الأجل في النفس ، فتترك الاشتغال به ، ولا تجعله في الحساب ،.
وبذلك تنطلق من عقال الشح والحرص في صبر وطمأنينةوتوكل على الله الذي يملك الآجال وحده .
ثم إنه إذا كان العمر مكتوبا ، والأجل مرسوما فلتنظر نفس ما قدمت لغد ؛ ولتنظر نفس ماذا تريد ..
وشتان بين حياة وحياة ! وشتان بين اهتمام واهتمام
أخيرا أيها المسلمون:
إن الأعداء لم ينتصروا علينا بقوتهم أو بأسلحتهم بل انتصروا بضعفنا وهواننا و ترك ديننا وابتعادنا عنه وتمزقنا.
ومع هذا إن عدونا أهون مما نتصور والسلاح المطلوب هو سلاح الإيمان بالله جل وعلا سلاح التوحيد سلاح اللجوء إلى الله.
ليس للمسلمين شرف ولا قيمة ولا عزة إلا بالإسلام فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
فإذا قيل إن أعداءنا أكثر عددا وقوة .فلنقرأ قوله تعالى:
((كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )) البقرة249
وإذا قيل أنهم أكثر مالا وعتادا نتلو قوله تعالى :
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ))الأنفال36
إذا قيل أنهم أمنع حصونا وبنيانا نتلو قوله تعالى :
((وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ))الحشر2
اللهم إنا ضعفاء فقوناأذلاء فأعزنافقراء فأغننامظلومون فانصرنا،،،
هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى وصحبه من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين