خطبة بعنوان : نعمة الماء

اعداد وترتيب العبد الفقير إلى الله الشيخ

احمد عبدالله عطوه إمام بأوقاف الشرقية؟

عناصر الخطبة٠٠٠٠٠٠؟

1/من أعظم نعم الله على الإنسان نعمة الماء ؟

2/لأهمية الماء ذكره الله كثيرا في القرآن ؟

3/وجوب شكر نعمة الماء باللسان والعمل؟

4/وجوب المحافظة علي نعمة الماء؟

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمين أنزلَ منَ السماءِ ماءً بقَدَرٍ نَقِيًّا مِنَ الشَّوائبِ والكَدَر، فَعمَّ بهِ البواديَ والحَضَر سُبْحانَهُ جَعلَ لنا اللَّيلَ لِباسًا والنَّومَ سُباتًا وجَعلَ النَّهارَ نُشُورًا وأنزلَ لَنا بقُدْرتِه منَ السَّماءِ ماءً طَهورًا نحمدُه سُبْحانَه بما هوَ لهُ أهلٌ منَ الحمدِ ونُثني عليه ونُومنُ به ونتوكَّلُ عليه مَنْ يهدهِ اللهُ فلا مُضلَّ له ومَنْ يُضللْ فلا هاديَ له

وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ

وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خيرُ مُؤمنٍ بِاللهِ، مُفَوِّضٍ أمورَهُ إِلَيه، مُتَحَدِّثٍ بِنِعَمِ اللهِ عليه، اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين، والتابعينَ لَهُم بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أما بعد فاتقوا الله عباد الله: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

حديثي معكم في هذا اليوم الطيب الميمون المبارك

عن نعمة من أجل النعم ومنة من أعظم المنن وآية من أكبر الآيات والسنن بها تدوم الحياة وتعيش جميع الكائنات فلا غنى لمخلوق عنها ولا عيش لهم بدونها إنها النعمة التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه العزيز وربط حياة كل شيء بها فقال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[الأنبياء: 30]، وقال متفضلاً على عباده بها: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة: 68- 70].

ولقد حظيت هذه النعمة أهمية كبيرة وعناية بالغة فقد ذكرها الله في كتابه العزيز في (63) موضعا ومن يتدبر القرآن ويتأمل فيه يجد أن الماء ملازم للإنسان في الحياة الدنيا والحياة الآخرة وبه تكون حياته وهلاكه ونعيمه وعذابه ففي الحياة الدنيا لا حياة له بدون ماء فمنذ أول وهلة من تاريخ البشرية تجد أن الأحياء على هذه الأرض تتبع مواقع الماء ومواطنه، وتفارق مناطق الجفاف

فالماء هبة الخالق تفضل بها على عباده فهذا الماء المبارك لا تستغني عنه جميع الكائنات فلا غذاء إلا بالماء ولا نظافة إلا بالماء ولا دواء ولا زراعة ولا صناعة إلا بالماء هو الثروة الثمينة فالبلاد التي بلا ماء تهجر ولا تسكن!.

إنَّ من الناس مَنْ تَعوَّدُوا وجود النعمة وأَلِفُوها فهم تحت تأثير هذا الإِلْفِ وهذهِ العادةِ قد ينسون قدرها لأنها دائماً حاضرةٌ بين أيديهم فينسون شكرها ونعمة الماء لو فقدت ولو لزمن يسير حينها يعلم العبد عظيم فضل الله عليه وأن فقدها جسيم قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، كذلك عذوبة الماء نعمة فلو كان مِلحاً أُجاجاً فمن يستسيغه وينتفع به قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ). فهي نعمة تستوجب شكر الله وحمده.

ونعمة الماء من النعيم الذي يسأل عنه العبد يوم القيامة قال تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)، ولقد كان صلى الله عليه وسلم حفياً بنعم الله يعظمها ويشكرها فكان إذا أكل أو شرب قال:” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ، وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا. ” رواه أبو داود.

وشكر نعمة الماء لا يقتصر على الشكر باللسان، بل يتعداه إلى الشكر بالاقتصاد والترشيد في استعماله، فالإسراف تصرف سيءٌ وسلوك غيرُ حميدٍ نهى عنه القرآن المجيد، (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وعن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يغتسلُ بالصَّاعِ إلى خمسةِ أمدادٍ ويتوضَّأُ بالمُدِّ والمُدُّ مِلءُ اليدين المُتوسطتين وإذا كان الاقتصاد في استعمال الماء في العبادة مطلوباً فالاقتصاد في غير العبادة أولى وأحرى.

والإسلام دِينُ رقي وحضارة ينأى بمصادر المياه عن كل ما يكدر صفاءها ويلوث نقاءها فنهى عن البول في الماء قال عليه الصلاة والسلام:” لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ”رواه البخاري ومسلم وعن جابر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ “رواه مسلم. ولأن في ذلك تنجيساً للماء وإيذاء لمستعمليه، فكل سلوك ينتج عنه تلوث المياه أو إهدارها هو إيذاءٌ وضررٌ منهي عنه في الإسلام.

عباد الله، إن المحافظة على نعمة الماء والتعاون مع الجهات المعنية في ذلك مطـلب شرعي، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، فمن المهم الأخذ بالوسائل التي تعين على حفظ المياه ومصادرها من الهدر والضياع والاستعانة بتقنية الترشيد في البيوت والمزارع والمؤسسات، والاستفادة من المياه المسـتخدمة في الوضوء ونحوه في سقي المزروعات والمسطحات فذلك خير من إهـدارها.

عباد الله: هذا نعيم الإنسان بالماء في هذه الدنيا أما في الآخرة فإن المؤمن ينعم به في العرصات وموقف الحساب حين يشتد بالناس الظمأ والعطش فيكرم الله البعض بالورود على حوض الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه

فيشرب حتى يرتوي ولا يظمأ بعد تلك الشربة أبدا وتغدو كل شربه بعد ذلك للذة لا من عطش.

ويلازم الماء عباد الله المؤمنين حتى دخول الجنة فيجدون فيها الأنهار والعيون العذبة ذات الحسن والبهاء يقول رب الأرض والسماء: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ)[محمد: 15]، وقال سبحانه: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ)[المرسلات:41].

وأخبر عن بعض أصناف الماء في الجنة؛ فقال: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا)[الإِنْسَان: 17- 18]، وقال أيضا: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)[الإِنْسَان:6].

فكان جريان الماء وتدفق الأنهار بالنسبة لهم نعيما آخر ومنظرا ملفتا وجمالا مفضلا لأهل الجنة وهم على أرائكهم متكئون ومتقابلون، قال الله: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا)[الزمر: 20].

عباد الله: أما كيف يكون لونا من ألوان العذاب والهلاك فهذا حاصل في الدنيا الآخرة ففي الدنيا يعذب الله به أقواما، فيمسكه عنهم حتى يموتوا ظمأ وجوعا أو أن الله تعالى يغرق به من شاء من عباده المستكبرين في الأرض المعاندين لدينه وشرعه ورسله، كما أغرق الله قوم نوح عليه السلام (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْض عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ)[القمر: 11- 13]، وقال في موضع آخر: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ)[الحاقة: 11]؛ فإن للماء قوة إذا تدفق لا يحبسها حابس، ولا يمنعه شيء، ولا يرده عن مجراه راد، حين يتخلى لطف الله على من عصاه واستكبر واتبع هواه؛ فيقتلع البنيان، ويزلزل الجبال والوديان.

وأما في الآخرة فإن الله قد توعد به أهل الزيغ والاستكبار اللذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار فإنهم يذادون عن الحوض المورود فيشتد بهم العطش والظمأ في ذلك اليوم العصيب الملتهب؛ بين حرارة الشمس المحرقة التي دنت على رؤوسهم، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: أَنا فرطُكُم على الحوضِ ثمَّ قالَ: ليُذادنَّ رجالٌ عن حوضي، كما يذادُ البعيرُ الضَّالُّ، فأُناديهم: ألا هلمُّوا فيقالُ: إنَّهم قد بدَّلوا بعدَكَ، ولم يزالوا يرجعونَ على أعقابِهِم فأقولُ: ألا سُحقًا سُحقًا”

أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيمُ.

الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَلَا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ
وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ
الصَّالِحِينَ
وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِينَ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ أيها المسلمون:
مما سبق تبين لنا أهمية هذه النعمة وضروريتها بالنسبة لكل كائن فكيف نحافظ علي النعمة
الإشارة الأولى: وجوب حفظ نعمة الماء بشكر المنعم بها؛ إذ بشكره تدوم النعم، بل وتزداد، كما قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7].
كما ينبغي أن نطلبها بالاستغفار والتوبة إلى الله بالليل والنهار، قال سبحانه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)[نوح: 10 – 12]، كما نجلبها بتحقيق تقوى الله -عز وجل-، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)[الأعراف: 96].
الإشارة الثانية: عدم الإسراف فيها واستخدامها فوق الحاجة إليها فذلك منافٍ لمحبة الله (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31]، بل موجب للإخوة الشيطانية، قال -سبحانه:- (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)[الإسراء:26- 27].
وفي حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -ﷺ- مرَّ بسعدٍ وهو يتوضأُ فقال: “ما هذا السَّرفُ يا سعدُ قال أفي الوضوءِ سرفٌ قال: نعم وإن كنتَ على نهَرِ جارٍ”(الألباني السلسلة الصحيحة).
هذا بالنسبة لموقفه صلى الله عليه وسلم من الإسراف في الماء أما هديه في استعماله في طهارته فقد ورد من حديث سفينة أبي عبدالرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال: إن النبيَّ -ﷺ- كان يَتَوضَأُ بالمُدِّ ويَغْتسِلُ بالصَّاعِ”(صححه الألباني).
عبادَ الله: إنَّ شُكْرَ اللهِ -تباركَ وتعالَى- على نِعْمَةِ الماءِ لا يقتصرُ على الشُّكْرِ باللسانِ، بلْ يَتعدَّاهُ إلى الشُّكْرِ بِحُسْنِ التَّصرُّفِ فيهِ وحُسْنِ استِغْلَالِه، والاقتصادِ والتَّرشِيدِ في استِعمالِه، فأَيُّ إِسْرافٍ في استِعْمَالِ الماءِ هوَ تصرُّفٌ سيّءٌ وسلوكٌ غيرُ حَميدٍ، جاءَ النهيُ عنهُ صَرِيحًا في القُرآنِ المجيدِ، يقولُ اللهُ -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الْأَعْرَافِ: 31]، وإذا كانَ الإسرافُ في استعمالِ الماءِ لِلشُّربِ مَنْهيًّا عنهُ وممنوعًا مِنْهُ فإِنَّ استعمالَه بإِسْرافٍ في مجالاتٍ أُخْرَى أَكْثَرُ مَنْعًا وأشدُّ خَطَرًا، وقد وردَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنهُ كانَ إذا اغتسلَ اغتسلَ بالقلِيلِ، وإذا تَوضَّأَ تَوضأ بالنَّزْرِ اليَسيرِ، فعَنْ أنسٍ -رضيَ اللهُ عنه- قالَ: “كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يغتسلُ بالصَّاعِ إلى خمسةِ أمدادٍ، ويتوضَّأُ بالمُدِّ”، والمُدُّ مِلءُ اليدَينِ المُتوسِّطَتَين، وإذا كانَ الاقتصادُ في استعمالِ الماءِ في العبادةِ مَطْلُوبًا وعَمَلًا مَرغُوبًا فَالاقتصادُ في غيرِ العبادةِ أَولَى وأَحرى، وإنْ كانَ الَّذي يُغرَفُ مِنْهُ نَهْرًا أَوْ بَحْرًا.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلَامَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِينَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِينَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.
عِبَادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.