بتاريخ9جمادي الأخر1445هـ – الموافق 22ديسمبر2023م
اعداد وترتيب العبد الفقير إلى الله الشيخ
احمد عبدالله عطوه إمام بأوقاف الشرقية؟
عناصر الخطبة٠٠٠٠٠٠؟
1/التكامل الإنساني في محمد صلى الله عليه وسلم
2/مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه
3/التزام الأدب مع رسول الله-صلى عليه وسلم
المقدمة:٠٠٠٠؟
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، وفوق ما نقول، وأكثر مما نقول، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، عزَّ جاهُكَ، وجلَّ ثناؤُكَ، وتقدَّسَت أسماؤُك، لا إله إلا أنت، في السماء مُلكُكَ، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك، وفي كل شيء حكمتك وآيتك، لا إله إلا أنت، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى.
وأشهد أن لا إله إلا الله أعظم كلام، وأحسن مقول، وأصدق معقول، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، لا إله إلا الله في العرش المجيد، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، وهو على كل شيء شهيد، سبحانه من قهر بقوته القياصرة، وكسر بعظمته الأكاسرة، طغوا وبغوا فأرداهم في الحافرة.
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والصراط المحدود، هدى الله به الإنسانية، وأنار به أفكار البشرية، وزلزل به كيان الوثنية، اللهم صل وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني قصي، صاحب العزة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، اللهم صلِّ على من رفعت ذكره، وشرحت له صدره، ووضعت عنه وزره.
أيها الاخوة المؤمنون ٠٠٠٠٠؟
في حياتنا العادية حينما يكون المرء متفرِّدًا في دينه وأخلاقه، أو ومتميِّزاً في علمه وثقافته، أوبارزا في مجال تخصُّصه.. حينما يكون المرء هكذا يحترمه الناس أيَّما احترام ولا ينادونه إلا واسمه مقترن بصفة محمودة بين أفراد مجتمعه يعبِّرون بها عن هذا الاحترام.. هذا بالنسبة إلى جميع بني البشر؛ فكيف يكون الحال لو كان الأمر مع سيد البشر؟!
لقد نهانا اللَّه تبارك وتعالى عن مناداة النبي -صلى الله عليه وسلّم- باسمه المجرد مطلقًا، كما ينادي الناس بعضهم بعضًا، حيث جاء في صدر الآية 63 من سورة النور: (لَا تَجْعَلُوْا دُعَاءَ الرَّسُوْلِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا). وقد التزم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلّم- الأدب في مناداته، ولذلك تجدهم ينادونه: يا رسول اللَّه ويا نبي اللَّه، أو يا أيها النبي ويا أيها الرسول، وتجد ذلك كثيرًا جدًّا في الأحاديث والسيرة النبوية
لقد ذكر لنا ربنا في كتابه هذه المنة التي تطوق عنق كل مسلم في كل زمان ومكان فقال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164]. ومن ثم يؤكد على مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم لدى كل مسلم؛ فيقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب:6]. فهو أقرب إلينا من قلوبنا، وأحب إلى نفوسنا من نفوسنا، وهو عند كل مسلم منا أعز لديه، وأغلى من جميع الخلق دونما استثناء، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين [متفق عليه]. نداء متميز وعند الحديث عن مكانة الرسول في القرآن الكريم نجد أن القرآن الكريم اشتمل على الكثير من الإشارات التي تتحدث عن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه، ولا يتسع المجال هنا للتفصيل في كل ما يتعلق بهذا الجانب، ونكتفي بذكر بعض ما ورد بهذا الشأن. فمثلا من علامات بر الله به وتعظيمه لشأنه أنه جل شأنه نادى جميع الأنبياء بأسمائهم، فقال: يا آدم، يا نوح، يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى، يا زكريا، يا يحيى… إلخ، بينما نادى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله له: يا أيها النبي – يا أيها الرسول – يا أيها المزمل- يا أيها المدثر. اقرأ أيضا: التكامل الإنساني في محمد صلى الله عليه وسلم (2) ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض وحين أثنى الله على أنبيائه السابقين بما فيهم من أخلاق كريمة؛ كان يذكر لكل نبي صفات محددة. فقال عن خليله إبراهيم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} وقال عن إسماعيل: {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا} وقال عن موسى: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا} وقال عن أيوب {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} وحين تحدث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بين أنه حاز الكمالات كلها فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. رحمة للعالمين ومن الخصائص التي خص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم أن كل نبي مبعوثا إلى قومه خاصة؛ وفي القرآن ما يشير إلى هذا. فيقول الله عن عيسى: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}، وعن هود قال: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}… إلخ، في حين أن رسولنا صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة في زمانه وفيما بعد زمانه، فهو خاتم النبيين، قال تعال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}. وقال جل ذكره: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}. وفي الحديث الذي رواه الشيخان: “عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين”
ومن مظاهر تكريم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم والحديث عن مكانة الرسول في القرآن الكريم ما أخذه من العهد على جميع الأنبياء من الإيمان به ونصرة دينه، فقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}. ومن مظاهر تكريم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ما جاء في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قال قتادة: “رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس هناك خطيب ولا مستشهد ولا صاحب صلاة إلا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله”. وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه: ضم الإله اسم النبي إلى اسمه ** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله ** فذو العرش محمود وهذا محمد ثناء متتالي ومن مظاهر تكريم الله تعالى لنبيه وثنائه عليه ما جاء في مطلع سورة النجم مع غيرها من السور حيث أثنى الله على عقله فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} وأثنى على لسانه. فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} وأثنى على جليسه ومعلمه جبريل فقال: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} وأثنى على بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} وأثنى على صدره فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} وأثنى على أخلاقه كلها فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. ونكتفي بهذا القدر من الإشارات القرآنية على علو مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم وعظيم منزلته عند ربه، فالكلام فيها يطول ويطول. وقد أشار العلماء رحمهم الله إلى أن خصال الكمال والجلال إذا وقعت منها واحدة أو اثنتان لشخص ما عظم قدره، وضربت باسمه الأمثال، فيقال: أحلم من الأحنف، وأكرم من حاتم، وأذكى من إياس… إلخ.. فكيف بمن عظم قدره حتى اجتمعت فيه كل هذه الخصال؟. يقول القاضي عياض في كتابه “الشفا بتعريف حقوق المصطفى”: “ما ظنك بعظيم قدر من اجتمعت فيه خصال الخير كلها مما لا يحصيه عد، ولا يعبر عنه مقال، ولا ينال بكسب ولا حيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال، من فضيلة النبوة والرسالة والخلة والمحبة والاصطفاء والإسراء والرؤية والقرب والدنو والوحي والشفاعة والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود والبراق والمعراج، والبعث إلى الأحمر والأسود، والصلاة بالأنبياء والشهادة بين الأنبياء، وسيادة ولد آدم، والرحمة للعالمين، وشرح الصدور، ورفع الذكر، والتأييد بالملائكة، وإيتاء الكتاب والحكمة، وصلاة الله تعالى والملائكة عليه، ووضع الإصر، والأغلال عن الخلق ببعثه، ونبع الماء من بين أصابعه، وتكثير القليل وانشقاق القمر، والنصر بالرعب، والإطلاع على الغيب، وظل الغمام وتسبيح الحصى، والعصمة من الناس، إلى ما لا يحصيه عد ولا يحيط بعلمه إلا الله تعالى إضافة إلى ما أعد الله له في الدار الآخرة من منازل الكرامة، ودرجات القدس، ومراتب السعادة والحسنى والزيادة التي تقف دونها العقول، وتحار دون إدراكها الأفهام” .
وصدق من قال:
فإن فضل رسول الله ليس له ** حد فيعرب عنه ناطق بفم واجب المحب للنبي ولا يملك المسلم أمام هذا البنيان الشامخ إلا التوقير والإجلال لمقام هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يقتفي أثر الصحب الكرام الذين تفانوا في حب رسولهم صلى الله عليه وسلم حتى شهد بذلك الأعداء والأصدقاء على السواء. يقول أبو سفيان بن حرب قبل أن يعلن إسلامه: “ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا”. ومن حق هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علينا أن نقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه النيل من مقامه الشريف بأي لون من الألوان. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}. وقد أدبنا ربنا تبارك وتعالى بأدب المقاطعة، والبغض لأولئك المتطاولين على مقامه الكريم صلى الله عليه وسلم. فقال: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. فليعتذر كل مسلم إلى الله عز وجل عما يقال، أو ينشر في حق نبيه صلى الله عليه وسلم مما لا يليق بمقامه الشريف، وليكن ذلك بصورة عملية تتناسب مع موقع كل منهم ومدى تأثيره، بدءا من إظهار الاحتجاج واستدعاء السفراء ومخاطبة المسئولين في الدول التي تنطلق منها هذه المواقف، ومرورا بالمقاطعة الاقتصادية لسلع ومنتجات تلك الدول، وكل ما في وسع المسلم أن يفعله لنصرة الحبيب المصطفى. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
أيها المسلمون، ومن حديث القرآن عن نبينا صلى الله عليه وسلم: حديثه عن الأدب معه.
فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم آيات عديدة تدعو المسلم أن يكون على أدب جم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته
من الأخلاق التى يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، أن يلتزم الأدب مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم ـ بكل صوره، وأولى هذه الصور اعتقاد تفضيله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كل أحد من الخَلق، فهو كما وصف نفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ متحدثا بنعمة ربه عليه، قائلا : «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع».
ومن الأدب مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا يُتقدم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرف حتى يأمر هو ويأذن، كما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» وهذا باق إلى يوم القيامة ولم يُنسخ، فالتقدم بين يدى سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه فى حياته، ولا فرق بينهما عند كل ذى عقل سليم .
ومن الأدب معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا تُرفع الأصوات فوق صوته فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظن برفع الآراء والأفكار على سنته وما جاء به؟!، قال تعالى :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ».
ومن الأدب ـ مع النبى صلى الله عليه وسلم ـ ألا نذكره باسمه مجردا ، بل لابد من زيادة ذكر النبوة والرسالة لقول الله تعالي: «لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضا».
ومن الأدب مع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة عليه، كما أمر الله تعالى بقوله «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما «، فالصلاة والسلام على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفضل القربات، وأجل الأعمال، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ».
أما كيفية الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – فقد بينها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه حين سألوه عن ذلك، فعن كعب بن عجرة ـ رضى الله عنه ـ قال: «قيل يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
ومن الأدب معه – صلى الله عليه وسلم – التأسى بسنته ظاهرا وباطنا، والتمسك بها والحرص عليها، والدعوة إليها، وتحكيم ما جاء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى الأمور كلها، والسعى فى إظهار دينه، ونصر ما جاء به، وطاعته فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال القاضى عياض : «اعلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقا فى حبه وكان مدعيا، فالصادق فى حب النبى صلى الله عليه وسلم ـ من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه فى عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قوله تعالي: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
والله أعلم,
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين