قال سعيد بن الحسن : توقف النيل بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها، فجاءوا به إلى النهر وطرحوه فيه، فما رجعوا حتى فاض النيل بمائه وزاد زيادة عظيمة …
– كان الإمام الشافعي رضي الله عنه إذا مرض يرسل لها رسولا من عنده فيقرؤها سلامَه ويقول لها: إن ابن عمك الشافعي مريض ويسألك الدعاء فتدعو له ، فلا يرجع إليه رسوله إلا وقد عوفي من مرضه ، فلما مرض الشافعي مرضه الأخير، أرسل لها على عادته رسوله يسألها الدعاء له، فقالت لرسوله : متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم .
فعلم الشافعى انه سيلقى ربه ..فقال الأمام الشافعى : اذن فهو الموت..وفعلا توفى الامام وَصلّت عليه صلاة الجنازة
– قال لها زوجها “إسحق المؤتمن” يومًا : ارحلي بنا إلى الحجاز. فقالت: لا أفعل ذلك.. لإني رأيت رسول الله ﷺ في المنام وقال لي: لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك فيها ..
– أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة مائتين وثمان للهجرة وظل المرض يشتد ويقوى حتى رمضان، فبلغ المرض أقصاه، وأقعدها عن الحركة، فأحضروا لها الطبيب فأمرها بالفطر، فقالت: واعجباه إن لي ثلاثين سنة وأنا أسأل الله أن يتوفاني وأنا صائمة ، أفأفطر؟ وكان وراء ستار لها قبر حفرته بيديها الشريفتين، فأشارت إليه وقالت: هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاء الله، فإذا مت فأدخلوني فيه. فلما فاضت روحها الطاهرة الشريفة دفنت في قبرها الذي حفرته بيدها.
* هذه الدرة الثمينة والجوهرة الغالية من عترة المصطفى
.. تشرفت مصر بمُقامها فيها واحبها شعب مصر حباً يفوق الوصف كعادته مع آل بيت رسول الله.ولما انتقلت إلى جوار ربها بكى شعب مصر بكاءا شديدا وحزن حزنا كبيراً وذهبوا إلى دارها الكريم طالبين من زوجها سيدنا إسحاق المؤتمن ان يتركها لهم لتوارى الثرى الطاهر بمصر… إلا أن سيدنا إسحاق أراد نقلها إلى المدينه المنوره لتدفن هناك بجوار جدها ﷺ
فحزن شعب مصر وأضاء الشموع مترجياً سيدنا إسحاق ترك سيدتنا نفيسة العلم لهم…فقال لهم : الى الغد ان شاءالله..فلما نام رأى النبي ﷺ فى الرؤيا يقول له : يا إسحاق دع نفيسة لأهل مصر فإن بها عليهم تتنزل الرحمات…فامتثل سيدنا إسحاق للأمر النبوى الكريم وخرج فى الصباح مستبشرا وشعب مصر مترقب بلهفه وقال لهم : لقد رايت جدى المصطفى ﷺ فى الرؤيا يأمرنى بترك نفيسة العلم لكم….فهلل شعب مصر وكبر فرحا بها…ومازال مقامها تحوطه الأنوار الزاهرة والرحمات.
طوبى لشعب مصر بالعتره النبوية الشريفة الطاهرة.
رضي الله تعالى عن سيدتى السيدة نفيسة الطاهرة الشريفة نفيسة العلم وكريمة الدارين.” اللهم أمدنا بأمدادها واجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا “…. ااميييين