
أن تعيش يومك دون خطة واضحة..
ودون أهداف يومية وأسبوعية . وشهرية وفصلية . ونصف سنوية وسنوية . فتلك حالة العشوائية التي لا تقود صاحبها إلى أي مستوى من مستويات النجاح .
تستطيع اكتشاف الكائن العشوائي أو تستطيع معرفة نفسك إن كنت عشوائيا أو لا بأبسط نظرة .
إن كانت غرفتك دوما غير مرتبة . أو دولاب ملابسك . أو مكتبك وأوراقك . فللأسف أنت تنتمي إلى هذا النمط . وإنك إن كانت همتك قاصرة عن ترتيب غرفتك أو مكتبك . فأنت بالتالي قاصر عن ترتيب حياتك الكبيرة .
لا أعترف أبدا على أي مستوى أن العشوائية سمة العظماء . وأرى ذلك الادعاء محاولة لتجميل الوجه لا غير. فأية عظمة في حالة اللا ترتيب واللاخطة واللاهدف .
إننا في مدرسة بناء الذات نسعى سعيا ضخما إلى ( ترتيب وإدارة الذات ) . وهذا العنوان شامل لمعانيَ كثيرة تحته منها :
إدارة الوقت
إدارة العلاقات
إدارة الأنشطة
إدارة الاهتمامات
وهذه المستهدفات إن حَصَّلها الإنسان وأحكمها وتحكم فيها صار عظيما حقا .
إن أردت التحول من عشوائية الذات إلى ترتيب الذات فابدأ من هنا . من إدارة يومك . وأوقاتك . وأعد النظر في دوائر وجودك وأنشطتك .
اجعل لنفسك جدولا لا يقبل التفريط كل يوم . اجعل له حدا أقصى وحدا أدنى . بحيث يكون التنفيذ واقعا في المنطقة الوسط بين المستهدفين .
اجعل لنفسك جدولا للمهمات اليومية . اكتبه قبل النوم أو في الصباح الباكر . ثم وزعه على أوقات اليوم .
لا تسمح لنفسك أن تبقي الجو حولك غير منظم . أو غير نظيف . غرفتك أو دولابك أو مكتبك . فإن بداية اليوم بالنظر في ذلك يغرس بداخلك كراهية العشوائية وحب النظام .
حدد لنفسك أهدافا كبيرة ووزعها على أسابيعك وأيامك. وإن كنت في حالة تظن إنها لا تستدعي وجود الأهداف فاخلق لنفسك أهدافا .
دكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور