التهوين والتأنيس على من أُصيب من الزوجين بما يُزعجه ويُقلقه

عن عائشة أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت في حادثة مجيء الملك للرسول صلى الله عليه وسلم، في بداية الوحي: إنه رجع يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: ((زمِّلُوني زمِّلُوني))، فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك تصِل الرَّحِم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتُقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق؛ [متفق عليه].

قال الإمام النووي رحمه الله: وفيه أنه ينبغي تأنيس من حصلت له مخافة وتبشيره، وذكر أسباب السلامة له، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي هذه القصة من الفوائد: استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه وتهوينه لديه، وأن مَنْ نزل به أمر، استُحِبَّ له أن يُطْلِعَ عليه من يثِقُ بنصيحته، وصحَّة رأيه، وقال الإمام القسطلاني رحمه الله: وفيه إشارة إلى فضل خديجة وجزالة رأيها، وإنما أجابته بكلام؛ لتُزيل حيرته ودَهْشَته.

وما أجمل أن يجِدَ كلٌّ من الزوجين عند الآخر، ما يُزيل قلقه، ويجعله يطمئنُّ ويرتاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.