التصوف كما نفهمه هو علم الحياة ، وهو روح الحياة ، و غاية الحياة.
” فالصوفي رجل حي “
فهو عامل إيجابي في الكون ، فإذا تخلى الصوفي عن إيجابيته ، فقد تخلى عن حياته ، فهو ميت الأحياء!!
وهكذا ترى أدعياء التصوف أمواتا يعذبون بتمثيل الأحياء ، فلا هم أدركوا الأحياء ، و لا هم أدركوا الأموات.
و التصوف علم الحياة ، و روحها وغايتها .
فالصوفي ما وسعته خصائصه فهو رجل الصف ، وهو ما وسعته خصائصه رجل الصفة ، فالصف و الصفة حلقة يكمل بعضها بعضا .
و ما الرياضات ، و الزهادات ، و الآداب الصوفية ، إلا مقومات لتأهيل الرجل لما يصلح له ، و علاجات لأدوائه و عيوبه ، فلا يهن ولا ينتكس ، ولا يستكين فيما هو ميسر له من مواريث الخلافة على الأرض.
و التفرغ لاتقان العمل الذي وجههم الله إليه من أعمال الدنيا في نية العبادة المطلقة فهو مجاهد إن حمل السيف أو حمل القلم ، أو حمل الفأس أو المبضع أو غيرها.
و هذا الذي نريد أن يفهه الناس وأن يعيدوا به إلى التصوف صورته المحمدية الفعالة في كل وجوه الحياة.
فالتصوف الذي ندعو إليه أن يكون “الفرق” في لسانك “و الجمع” في جنانك..
أفهمت ؟!
إذن هيا : تصوف ولا تتصلف !
من كتاب “كلمة الرائد” لفضيلة الإمام الرائد : محمد زكي إبراهيم