كيف أخاف من خسارة الدنيا وكل همى وغايتى رضا الله عز وجل؟
ذاتَ يوم قال لي أستاذي :عندما يَكون بالبقاء وَجَع ..”
يَصبح الرَحيل ضَرورة ..”
فقلتُ لهُ : لماذا الإنسحاب ..؟
فقالَ لي : ومَنْ قالَ لك إني أنسَحب ..!, فما هو إلا رَحيل لفترةَ الى حَرَم الروح ..”
وخَلوة لبعض الوَقت معَ النَفس” , لتَرميم بَعض ما هَدمتهُ الثقة العَمياء بالآخرين ..”
وعُزلة عن نَظرات الحاقدين “, ومابَعدها إلا العَودة ..”!!
فحتى الفرسان في الحروب ..”والنسور بعدَ التَحليق الطويل ..”يَتوقفوا ليَلتَقطوا أنفاسَهم ..” فليسَ كل ما نَراه نقولهُ ؛ ولا كل ما نَقولهُ يُفهم ؛
فبَعض الأمور خُلقت لتَكون أسرار ؛ وبعض الأسرار وجدت لتَبقى مَدفونة ؛ فهنيئاً لمَنْ تَعلمَ من صاحب عالم ؛ ورُفعت عنهُ الحُجب وكُشفَ لهُ عن بَصيرتهُ ”
وأبصر من العلوم ما خُفيَّ من أسرارها ”
ووصَلت لهُ من المَحبوب إشارات ؛ وفهم النفحات الواردات ”
وجَدَ وأجتَهد حتى وَصل ؛ وأصبحَ انساناً حقانيا ًومخلوقاً ربانياً ؛
فلابد له من الإبتعاد والإعتكاف ؛ ليصبح من الأولياء الأشراف ؛ ويتَرقى لمَقامات الوجود ؛وتَنكشف له عوالم الغيب والشهود ” ويَكونْ كما يُريد له الحق أن يَكون ؛يَقلْ للشيء كنْ فيَكون ..”