من أحوال الأكابر
adminaswan
1 مايو، 2023
قصص وعبر
810 زيارة
كان سيدي أبو مدين الغوث التلمساني-، يتكلم في الحقائق بعد صلاة الفجر فسمع به رهبان دير يعرفون بدير الملك وكانوا 70 راهباً
فجاء من أكابر هؤلاء 10 رهبان للتلصص.، فتنكروا ولبسوا زي المسلمين ودخلوا المسجد وجلسوا مع الناس يستمعون ولم يعلم بامرهم احد.
فلما أراد سيدي أبو مدين أن يتكلم سكت حتى دخل رجل خياط ، فقال له رضي الله عنه: ما أبطأك ؟
قال له الخياط: “يا سيدي حتى فرغت من ال 10 طواقي التي أوصيتني عليها البارحة”!
فأخذ رضي الله عنه الطواقي من الخياط ثم نهض قائماً وألبس كل واحدمن الرهبان واحدة،
فتعجب الناس ومن ذلك ولم يعلموا ما الخبر”ثم شرع سيدي أبو مدين في الكلام، فكان من جملة قوله:
(يا فقراء إذا هبت نسمة التوفيق من جانب الحق تعالى على القلوب المشرقة أطفأت كل النور)
ثم تنفس رضي الله عنه فانطفأت قناديل المسجد كلها وكانت تفوق 30 قنديلاً؛
ثم سكت رضي الله عنه وأطرق فلم يجسر أحد أن يتكلم لعظم هيبته، ثم رفع رأسه وقال: (لا إله إلا الله ، يا فقراء إذا أشرقت أنوار العناية على القلوب الميتة عاشت وأضاءت لها كل ظلمة).
ثم تنفس فاشتعلت القناديل وعاد إليها نورها فأشرقت بالنور وتمايلت حتى كادت أن تقع ويلحق بعضها ببعض”
ثم قرأ سيدي أبو مدين آية السجدة فسجد وسجد الناس وسجد الرهبان مع الناس خشية الإفتضاح، فدعا رضي الله عنه في سجوده:
(اللهم إنك أعلم بتدبير خلقك ومصالح عبادك، وإن هؤلاء الرهبان وافقوا المسلمين في لباسهم والسجود لك، وإنا قد غيرنا ظواهرهم ولن يقدر على تغير بواطنهم غيرك، وقد أجلستهم على مائدة كرمك فانقذهم من الشرك والطغيان وأخرجهم من ظلام الكفر إلى نور الإيمان)
فما رفع الرهبان رؤسهم من السجود إلا وقد مضى ما تقدم من الهجران وتخلصوا من الضلالة والطغيان، ثم تقدموا إلى سيدي أبو مدين الغوث وتابوا على يديه ببكاء وقلب حزين، فصرخ الناس وبكوا لبكائهم وكان يوماً مشهوداً”