قَالَ سَيِّدِي عَلِيّ أَبُو الْحَسَنِ الشَّاذُلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
« مَنْ أَرَادَ أَلَّا يَكُونَ إِبْلِيسُ جَلِيسَهُ فَلْيَتْرُكِ الدُّنْيَا » .
فَقَالَ لَهُ شَخْصٌ : يَا سَيِّدِي ؛ فُلَانٌ الْعَابِدُ زَاهِدٌ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ يَشْكُو مِنْ إِبْلِيسَ كَثِيرًا !
فَقَالَ الشَّاذُلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : دَعْوَاهُ الزُّهْدَ زُورٌ .
ثُمَّ أَرْسَلَ الشَّاذُلِيُّ إِلَىٰ ذَلِكَ الْعَابِدِ وَحَادَثَهُ كَثِيرًا ، فَاعْتَرَفَ بِمَحَبَّتِهِ لِلدُّنْيَا ، وَقَالَ لِلشَّاذُلِيِّ : صَدَقْتَ يَا سَيِّدِي .
فَقَالَ لَهُ الشَّاذُلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
« الدُّنْيَا بِنْتُ إِبْلِيسَ ، فَمَنْ تَزَوَّجَ ابْنَتَهُ صَارَ صِهْرًا لَهُ ، وَالصِّهْرُ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ التَّرَدُّدِ إِلَىٰ صِهْرِهِ مِنْ حِينِ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ فَمَنْ لَمْ يَمِلْ إِلَىٰ الدُّنْيَا فَلَا حَاجَةَ لِإِبْلِيسَ عِنْدَهُ » .