جاء في أخبارهم أن عليًا – كما يفترون عليه – قال: أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به [مرآة الأنوار ص59، وقد نقل ذلك عن بصائر الدرجات للصفار.].
فانظر إلى هذا التطاول والغلو.. فهل رب الأرض إلا الواحد القهار، وهل يمسك السماوات والأرض إلا خالقهما سبحانه ومبدعهما.
{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ..} [فاطر، آية:41.].
وقال إمامهم: “أنا رب الأرض” يعني إمام الأرض، وزعم أنه هو المقصود بقوله سبحانه: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر، آية:69.] [مرّ تخريج هذا النص ص:0172).].
وفي قوله سبحانه: {أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا} [الكهف، آية:87.] قالوا: يرد إلى أمير المؤمنين فيعذبه عذابًا نكرًا [مرآة الأنوار ص59، وقد عزاه إلى كنز الفوائد.].
وفي قوله سبحانه: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: آية:110.]. جاء في تفسير العياشي: يعني التسليم لعلي رضي الله عنه ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك ولا هو من أهله [تفسير العياشي: 2/353، البرهان: 2/497، تفسير الصافي 3/270.]
وبنحو ذلك جاء تأويلها عند القمي في تفسيره [انظر: تفسير القمي: 2/47.].
ولا تظن أن هذا التأويل من باب أن رب تأتي في اللغة بمعنى صاحب أو سيد، إذ إن هذه الآيات نص في الرب سبحانه لا يحتمل سواه، فالإضافة عرفته وخصصته.
وقد قال أئمة اللغة: إن الرب إذا دخلت عليه (أل) لا يطلق إلى على الله سبحانه [انظر: المصباح المنير: ص254.].