أولا: اعتقاد تحريف القرآن الكريم
* يقول الله – عز وجل -: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9).
ويقول الشيعة: إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزله الله علَى محمد – صلّ الله عليه وآلة وسلم -، بل جرى عليه التغيير والتبديل، وزِيدَ فيه ونُقِصَ منه.
وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي صاحب كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وهو كتاب شامل مفصل بحث فيه المحدث الشيعي بحثًا وافيًا في إثبات التحريف في القرآن ـ بزعمه ـ، وأورد فيه أكثر من ألفَيْ رواية من الروايات الشيعية المعتمدة في كتبهم تفيد القول بالتحريف والنقص، وأن لا اعتماد علَى هذا القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم، وردّ الطبرسي علَى من أنكر أو أظهر التناكر من الشيعة.
ويرى الأستاذ محب الدين الخطيب أن سبب الضجة أنهم يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصورًا بين خاصتهم، ومتفرقًا في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وألا يجمع ذلك كله في كتاب واحد تطبع منه ألوف من النسخ ويطلع عليه خصومهم فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع.
ولما أبدى عقلاؤهم هذه الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه النوري الطبرسي، وألّف كتابًا آخر سماه: رد بعض الشبهات عن (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب). وقد ألّف كتابه هذا في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، وقد كافئوه علَى هذا المجهود ـ في إثبات أن القرآن الكريم مُحَرَّف ـ بأن دفنوه في مكان ممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف.
* قال الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية – رحمه الله -:
«نزل القرآن على النبي – صلّ الله عليه وآلة وسلم -، وكان يأمر كُتَّابه بتدوين ما ينزل، على مدى ثلاثة وعشرين عامًا، وحُفِظ هذا المكتوب ونُسِخَتْ منه عدة نسخ في أيام عثمان بن عفان