اعتبر محمد عبد الوهاب أن القباب التي بنيت على ضرائح الأولياء والأنبياء مظهر من مظاهر الشرك تجب إزالته ، وأول عمل قام به هو؛
- هدم القبة التي بنيت على قبر الصحابي الجليل زيد بن الخطاب شقيق سيدنا عمر رضي الله عنه وعن أخيه ، الذي استشهد يوم اليمامة في حربه ضد مرتدي نجد، وكذلك فعلوا بقبور الصحابة في تلك المنطقة؟
- ولما توسع سلطانه على كافة أنحاء الجزيرة هدم كل قبة في الحرمين، ومنها قبة العباس بن عبد المطلب بجوار الكعبة .
- أزال كل قبر مشرف (مرتفع) وسواه في الأرض، ومن تلك القبور قبور أصحاب الحجون، وهي مقبرة أهل مكة، وفيها قبور كثير من الصحابة منها قبر السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها ، فقد هدموا القبة التي كانت عليه، وهدموا المسجد الذي بني على القبر، ثم تركوه صحراء قاحلة .
- طمسوا كثيرا من الكتابات والزخرفات في الحرم النبوي الشريف ، منها أبيات شعر في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، كتبت على جدار الحجرة النبوية الشريفة من الخارج، وما زالت مطموسة باللون الأخضر.
- كما قام محمد عبد الوهاب وأعوانه بسرقة التحف والجواهر التي كانت في الحجرة النبوية الشريفة ومثلها ما كان داخل الكعبة .
- ومن المساجد التي هدمت مسجد العُريضي نسبة لقرية يقع فيها هذا المسجد وكانت تبعد عن المدينة (4) أميال وهي الآن ضمن مساحة المدينة ، وعامرة بالسكان ، وسكن هذه الأرض أبو الحسن علي بن جعفر الصادق، (148-210) هـ قال عنه الذهبي وابن العماد واليافعي وغيرهم: كان متقدما بالعلم والإمامة والزهد والورع والسخاء وكان سيد قومه بني هاشم حتى لقب بأبي الأشراف وله مسجد مقصود (مسجد العُريضي) وبجانب القبة منارة ، ومن غربي المقام مزارع كثيرة وآبار، وقد بني هذا المسجد ومرفقاته زمن العثمانيين .
وقد تم هدم المسجد ومرفقاته كاملاً ، ونُبشت قبور السيد على العريضي ومن معه يومي الثلاثاء والأربعاء 4،5/6/1423هـ إنا لله وإنا إليه راجعون.
- ومن ذلك مسجد بني قريظة ، سمي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في هذه المنطقة عند غزوه لبني قريظة عام 5 هـ فبنى عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما كان والياً على المدينة عام (87- 91) هـ مسجدا على هذه البقعة تبركاً بآثاره صلى الله عليه وسلم، وقد بقي هذا المسجد عامراً بالصلاة طوال هذه القرون ، حتى تم هدمه في شهر ربيع الأول من عام (1422) هـ .
- هدمهم لمسجد العريش في بدر وهو مسجد بني مكان العريش الذي عُمل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى، كما هدموا ما كان مبنيا على قبور الشهداء، وقد صليت في هذا المسجد مرات عند زيارتي للشهداء رضي الله عنهم ، والآن بعد هدم المسجد منع الوهابيون زيارة الشهداء في بدر مطلقاً ، ووضعوا نقاط تفتيش هدفها منع وصول أي زائر لتلك المنطقة، ولا يسمحون إلا لسكان تلك المنطقة فقط .
- ومن ذلك هدم القباب التي بنيت على قبر والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سكبهم البترول على قبر السيدة آمنة بنت وهب عليها السلام، وهي والدة سيد الوجود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .
- ومن جملة ما أزاله زعماء الحركة الوهابية من بعده من آثار النبوة (وهي الأمكنة التي تشرفت بمس جسم النبي صلى الله عليه وسلم) المسجد الذي أقيم مكان بيعة الرضوان في منطقة الحديبية ، وقد قمت بالصلاة فيه وأنا قادم من جدة باتجاه مكة المشرفة ، فوجدته مليئاً بالتراب والأوساخ غير مفروش، ولا يوجد فيه أي خدمات مطلقاً ، ثم مررت به من العام القابل فوجدته قد أزيل تماما حتى لم أكد أتعرف على مكان المسجد .
- ومن ذلك جبل الرماة في منطقة أحد أخذت (الجرافات) منه أكثر من النصف، ومثلها قبور الشهداء في أحد ومنهم قبر سيد الشهداء ، فأصبحت القبور صحراء قاحلة لا يُرى منها قبر .
وباختصار أزالوا ما استطاعوا الوصول إليه من آثار النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ولآل بيته الطاهرين ، وقد ذكر الدكتور ناصر السعيد في كتاب تاريخ آل سعود؛ أنهم قاموا بقصف جبل النور الذي يقع فيه غار حراء بالطائرات عندما عجزوا عن هدم الغار لارتفاعه وصعوبة الوصول إليه ومما عجزوا عن هدمه القبة الخضراء التي بنيت على حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده وكان ذلك عام (1946) حين صعد أحد ولاة الأمر المعتبرين عندهم إلى سطح المسجد وأخذ المعول وبدأ بضرب القبة إعلانا منه بإزالتها، فخرجت شرارة من القبة وضربت عينه فقلعت ، ومات أعور، فكفوا عن هدمها عجزا منهم وخوفا، ولكنهم قطعوا الإنار الليلية عنها وبقيت على المنائر التي بنوها على المسجد .
ومما عجزوا عنه هدم مسجد في منطقة الكاتبية جنوب غرب الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وقد أخبرني بعض أهل المدينة عن هذا المسجد أن السلطات الوهابية عجزت عن هدمه، فقد جاء خبر مفاده أن هذا المسجد مقام على ذريح ولي، فأمرت سلطاتهم بإغلاق المسجد فورا، وقد صليت فيه عدة مرات حيث كنت ساكنا في بيت قريب منه، وفعلا تم إغلاقه، ثم صدر مرسوم بهدمه، وأحضرت الجرافات وبدأ الهدم ، وحفرت فيه مقدم الخرطوم ثلمة صغيرة ثم تعطلت الجرافة عن العمل، فاستبدلت بغيرها ثم تابعوا العمل، إلا أنه في هذه المرة قطعت الجرافة الى نصفين بشكل مفاجئ، وتم الاتصال هاتفياً بهيئتهم فلما أتى المسؤول وحاول الدخول للمسجد لإمكانية هدمه بالفؤوس عرضت لهم أفعى كبير على باب المسجد فولوا هاربين.
والمسجد الآن ما زال قائما ولكنه مغلق باللبن وما زالت آثار الهدم بادية عليه.
ومن الجدير بالذكر أن آثار اليهود في المدينة لم تزل على حالها لم تمس بسوء، وقد حافظت عليها السلطة وحفظتها من العبث وقد كتبوا على أطرافها : انتبه…….
منطقة أثرية يمنع العبث وإلقاء النفايات
ومثل ذلك الآثار اليهودية في خيبر لم تزل على حالها ، وتم تغيير طريق الحج الشامي من أجل المحافظة عليها.