رسالة تقدم لنيل دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الدعوة قسم العقيدة تحت عنوان ” جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ” للطالب الوهابي شمس الدين الأفغاني وبإشراف شيخه الوهابي الآخر صالح بن عبد الله آل عبود, وقد نالت هذه الرسالة مرتبة الشرف الأولى, ونوقشت من قبل علي الحذيفي ” شيخ الحرمين ” وغالب العواجي.
وقد قامت دار الصميعي بالرياض بطباعة هذه الرسالة سنة 1416 هـ الموافق لسنة 1996م وهي متوفرة على شبكة الإنترنات.
والعجيب في هذه الرسالة ما تحتويه من تكفير وتبديع لجمهور علماء أهل السنة والجماعة [ الأشاعرة والماتريدية ] وسأذكر عينات من ذلك ليعلم الناس خطر هذا الفكر على الأمة الإسلامية ومدى جرأة هؤلاء على تكفير المسلمين وعلى رأسهم أعلام الأمة .
يقول صاحب هذه الرسالة في ترجمته لأعلام الأمة :
الغزالي: حجة إسلام الجهمية والقبورية والصوفية في آن واحد ,ويقول أيضا لمعرفة كفرياته الإتحادية الحلولية وخزعبلاته الصوفية القرمطية …؟؟؟ [ ص 1322 ].
السيوطي: حاطب ليل يجمع كل ماهب ودب, متناقض في الصفات مؤول تارة ومفوض أخرى مقتحم في كل واد خطيب في كل ناد جامع لأفكار الصوفية إلى خرافات القبورية …؟؟؟ [ ص 712 ].
ابن الحاج المالكي: وقع في الوثنية الصريحة والدعوة إليها ..؟؟؟ [ ص 698 ].
ابن حجر الهيتمي : ابن حجر المصري الهيتمي المكي الخرافي بل الوثني صاحب كتاب وثني ” الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم ” ….؟؟؟ [ ص 678 ].
السيد الشريف الجرجاني : منطقي فلسفي صوفي قبوري إتحادي خرافي …؟؟؟ [ ص 83 ].
الزرقاني : صاحب أفكار صوفية قبورية ..؟؟؟ [ ص 700 ].
السبكي : من كبار الشافعية ومن أعاظم الأشعرية ومن أشهر آئمة القبورية الوثنية, ألّف كتاب سمّاه ” شفاء السقام ..” فيه دعوة سافرة إلى القبورية وهذا السبكي سلف كل خلف وثني قبوري إلى يومنا…؟؟ [ ص 843 ].
عبد الوهاب الشعراني : صوفي وثني ملحد زنديق … لا دين له ولا حياء …؟؟؟؟ [ ص 742 ].
في الحقيقة هذا فيض من غيض … فقد بلغ عدد العلماء المتهمين بالزندقة أو الإلحاد أو الوثنية أو القبورية تقريبا 150 عالما سنيا إما أشعريا أو ماتريديا أو صوفيا …
وقد ضمّ هذا الوهابي الحاقد في هذه القائمة كل من الإمام الرازي والتفتازاني والبيضاوي وابن الملقن و الحصني و ابن النعمان المالكي و الزبيدي و القسطلاني و الجيلاني والكوثري وابن كمال باشا والبوصيري وابن جرجيس الحنفي …
ولعل هذا الوهابي المسمى شمس الدين الأفغاني أصابه الملل من تعدادهم فردا فردا فقال في جملة مختصرة :
” إن كثيرا من المتكلمين من الماتريدية والأشعرية وغيرهم قبورية لتأثرهم بالفلاسفة والمناطقة والصوفية وجعلهم حقيقة توحيد الألوهية عين توحيد الربوبية ” [ ص 419 ].
ولم يكتف بهذا القول بل أضاف إليه :
” بل أكثر من ينتمون إلى المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة قبورية … وهؤلاء القبورية المنتسبة إلى الآئمة الأربعة فرق وألوان وصنوف وأفنان وهم أكثر من أهل التوحيد تكتظ بهم البلاد والبلدان ” [ ص 419 ].
بعد هذا الكلام يخرجون ويقولون لنا مشايخ السعودية تحارب الإرهاب, هذه الرسالة نوقشت في المدينة المنورة وطبعت بالرياض وناقشها أحد شيوخ الحرمين وهي تضم ما رأيتموه آنفا …
فليس بعد هذا الإرهاب الفكري إرهاب …