40 موقف غضب فيها النبي
صلى الله عليه وسلم
تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين أجمعين
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
فإن الغضب طبيعة وفطرة بشرية فطرها الله سبحانه تعالى في بني آدم , وقد حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث الشريفة , فمنها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب (رواه البخاري)
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب ولك الجنة (رواه الطبراني)
وهذا الكتاب عبارة عن عرض لمواقف عديدة غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم , فكيف ذلك وهو صلى الله عليه وسلم يوصي الناس بعدم الغضب ؟ ذلك لأن ذكر غضب النبي صلى الله عليه وسلم في أسباب مختلفة مرجعها إلى أن ذلك كله كان في أمر الله تعالى , وأظهر صلى الله عليه وسلم الغضب في هذه المواقف ليكون أوكد في الزجر عنها والبعد عن فعلها فهو صلى الله عليه وسلم معلم البشرية وهاديها إلى الصراط المستقيم .
وعندما تقرأ هذا الكتاب تعرف المواقف المختلفة التي كان يريد فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم فيها أمته عندما يغضب أو يتغير ويتلون وجهه صلى الله عليه وسلم من فعل معين أو قول معين فيبين لهم لماذا هو غضب ولم يرض عن هذا الفعل أو هذا القول , وما كان غضبه صلى الله عليه وسلم إلا لله وفي الله وليس في شيء آخر أو لدنيا أو لجاه أو لمال .
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المؤلف
أبو إسلام أحمد بن علي
1- ثم استراح
قال بن جرير حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعيد البقال عن عكرمة عن بن عباس قال هناد قرأت سائر الحديث أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم خلق الله تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب فهذه أربعة (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداد ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) لمن سأله قال وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة ثم قالت اليهود ثم ماذا يا محمد قال ثم استوى على العرش قالوا قد أصبت لو أتممت قالوا ثم استراح , فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فنزل ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون ).
(تفسير ابن كثير ج4/ص94)
2- إذا لقوا بعضهم وإذا لقونا
حدثنا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب t قال قلت يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله .
(تفسير ابن كثير ج4/ص114)
3- إنه كان معك ملك يرد عنك
حدثنا يحيى يعني بن سعيد القطان عن بن عجلان حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رجلا شتم أبا بكر t والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر t فقال يا رسول الله إنه كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله حضر الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله إلا أعزه الله تعالى بها ونصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة .
( تفسير ابن كثير ج4/ص120)
4- اليهود يسألون رسول اللهصلى الله عليه وسلم
ذكر من قال ذلك حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة قال ثني بن إسحاق عن محمد عن سعيد قال أتى رهط من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد هذا الله خلق الخلق فمن خلقه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى امتقع لونه ثم ساورهم غضبا لربه فجاءه جبريل فسكنه وقال اخفض عليك جناحك يا محمد وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه قال يقول الله تبارك وتعالى( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )فلما تلاها عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا صف لنا ربك كيف خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول ثم ساورهم فأتاه جبريل فقال مثل مقالته وأتاه بجواب ما سألوه عنه (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون).
(تفسير الطبري ج24/ص28)
5- أبو جهل ينهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي
حدثني إسحاق بن شاهين قال ثنا خالد بن عبد الله عن داود عن عكرمة عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فجاءه أبو جهل فنهاه أن يصلي فأنزل الله (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى …. إلى قوله كاذبة خاطئة ) فقال لقد علم أني أكثر هذا الوادي ناديا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بشيء قال داود ولم أحفظه فأنزل الله فليدع ناديه سندع الزبانية فقال بن عباس فوالله لو فعل لأخذته الملائكة من مكانه .
(تفسير الطبري ج30/ص256)
6- لا تفضلوا بين أنبياء الله
حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة t قال بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه وقال تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فذهب إليه فقال أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي فقال لم لطمت وجهه فذكره فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤى في وجهه ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى.
(صحيح البخاري ج3/ص1254)
7- الخوارج
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأزرق بن قيس عن شريك بن شهاب قال كنت أتمنى أن أرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثني عن الخوارج قال فلقيت أبا برزة t في يوم عرفة في نفر من أصحابه فقلت يا أبا برزة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج قال أحدثك ما سمعت أذناي ورأت عيناي أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير من أرض فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئا فأتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئا فأتاه من خلفه فقال والله يا محمد ما عدلت منذ اليوم في القسمة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تجدون بعدي أحدا أعدل عليكم قالها ثلاثا ثم قال يخرج من قبل المشرق قوم كان هديهم هكذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم قالها حماد ثلاثا هم شر الخلق والخليقة قالها حماد ثلاثا وقال قال أيضا لا يرجعون فيه .
(المستدرك على الصحيحين ج2/ص160)
8- يا نبي الله كيف تصوم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة أن رجلا أتى النبيصلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله كيف تصوم قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك عمر قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وجعل يرددها حتى سكن من غضب النبيصلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله كيف من يصوم يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال فكيف من يصوم يوما ويفطر يوما قال ذاك صوم أخي داود قال فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يومين قال وددت أنى طوقت ذاك قال أبو حاتم لم يكن غضب النبي صلى الله عليه وسلم من أجل مسألة هذا السائل عن كيفية الصوم وإنما كان غضبه صلى الله عليه وسلم لأن السائل سأله قال يا نبي الله كيف تصوم قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم استخباره عن كيفية صومه مخافة أن لو أخبره يعجز عن إتيان مثله أو خشي صلى الله عليه وسلم على السائل وأمته جميعا أن يفرض عليهم ذلك فيعجزوا عنه. (صحيح ابن حبان ج8/ص401)
9- لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله
أنبأ أبو عاصم عن عبد الرزاق عن الثوري عن الشيباني عن الحسن بن سعد كوفي عن عبد الرحمن بن عبد الله كوفي عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله.
(سنن النسائي الكبرى ج5/ص183)
10- ثوبان معصفران
أخبرني حاجب بن سليمان عن بن أبي رواد قال حدثنا بن جريج عن بن طاووس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان معصفران فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال اذهب فاطرحهما عنك , قال أين يا رسول الله , قال في النار.
(سنن النسائي الكبرى ج5/ص478)
11- وإن الله عز وجل لم يحل لكم
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا أشعث بن شعبة أنبأ أرطأة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير أبا الأحوص يحدث عن العرباض بن سارية السلمي t قال نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمارنا وتضربوا نساءنا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا بن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة قال فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن أن الله عز وجل لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم .
(سنن البيهقي الكبرى ج9/ص204)
12- فضالة الإبل
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال عرفها سنة ثم اعرف وكاءها ووعاءها وعفاصها ثم استنفق بها فإن جاء ربها فأدها إليه فقال له يا رسول الله فضالة الغنم فقال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب فقال يا رسول الله فضالة الإبل قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه أو أحمر وجهه فقال مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى تلقى ربها .
(سنن الترمذي ج3/ص655)
13- أذن قبل الفجر
حدثنا محمد بن نوح ثنا معمر بن سهل ثنا عامر بن مدرك ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر أن بلالا فغضب النبي صلى الله عليه وسلموأمره أن ينادي إن العبد نام فوجد بلال وجدا شديدا وهم .
(سنن الدارقطني ج1/ص244)
14- هذا لكم وهذا أهدي لي
حدثنا سعدان بن نصر وشعيب بن عمرو وأحمد بن شيبان قالوا ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من الأزد على الصدقات يقال له ابن الأتبية وقال شعيب وأحمد على صدقة فجاء من حيث بعثه فقال وقال سعدان فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي قال والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال سعدان فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال رجال نستعملهم على العمل فيجيء أحدهم فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا جلس أحدهم في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحد منكم يوم القيامة بشيء إلا جاء به على رقبته وقال سعدان منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو كانت بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت , وقال سعدان بلغت ثلاثا .
(مسند أبي عوانة ج4/ص392)
15- ماتت واستراحت
حدثنا هيثم بن خالد ثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قام بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ماتت فلانة واستراحت فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنما استراح من غُفِرَ له.
(المعجم الأوسط ج9/ص148)
16- الكذب يكتب على بن آدم إلا في ثلاث خصال
حدثنا أحمد بن محمد الشافعي ثنا عمي إبراهيم بن محمد ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى ضاحية مضر فذكروا أنهم نزلوا في أرض صخر فأصبحوا فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم فجاءوا حتى وقفوا عليه فقالوا أحرزنا فأحرزهم شاة فطبخوا منها ثم أخرج إليهم فسعطوها ثم قال ما بقي في غنمي من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسعطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم قالوا غنيمته في مظلته فقالوا نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاؤوه فقالوا اخرج عنا غنمك نستظل فقال إنكم متى تخرجوها تهلك فتطرح أولادها وإني رجل قد آمنت بالله وبرسوله وقد صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم يلبث إلا ساعة من نهار حتى تناعرت فطرحت أولادها فانطلق سريعا حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ثم قال اجلس حتى يرجع القوم فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا عليه كذب كذب فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك الأعرابي قال أما والله إن الله ليعلم أني لصادق وأنهم لكاذبون ولعل الله يخبرك يا رسول الله فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أنه صادق فدعاهم رجلا رجلا يناشد كل رجل منهم ينشده فلم ينشد رجل منهم إلا كما قال الأعرابي فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار الكذب يكتب على بن آدم إلا ثلاث خصال رجل يكذب على امرأته لترضى عنه ورجل يكذب في خدعة حرب ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما.
(المعجم الكبير ج24/ص164)
17- فإذا صليتم فأوجزوا فإن خلفكم الضعيف
حدثنا أبو الربيع حدثنا يعقوب أخبرنا عيسى بن جارية عن جابر قال كان أبي يصلي بأهل قباء فاستفتح سورة طويلة ودخل معه غلام من الأنصار في الصلاة فلما سمعه قد استفتح بسورة طويلة انفتل الغلام من صلاته وكان يريد أن يعالج ناضحا له يسقي عليه فلما انفتل أبي بن كعب قال له القوم إن فلانا انفتل من الصلاة فغضب أبي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الغلام فأتاه الغلام يشكوه إليه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رئي الغضب في وجهه ثم قال إن منكم منفرين فإذا صليتم فأوجزوا فإن خلفكم الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة.
(مسند أبي يعلى ج3/ص334)
18- إنى لست كمثلك
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو نوح أنا مالك بن أنس عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن أبى يونس عن عائشة قالت سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على الباب وأنا أسمع قال أصبح جنبا وأنا أريد الصوم قال النبي صلى الله عليه وسلم إني أصبح جنبا وأنا أريد الصوم قال الرجل إنى لست كمثلك أنت غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنى أرجو أن أكون أخشاكم للرب عز وجل وأعلمكم بما اتقى.
( مسند أحمد بن حنبل ج6/ص156)
19- يا زينب أفقري أختك صفية جملا
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرزاق قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال حدثتني شميسة أو سمية قال عبد الرزاق هو في كتابي سمينة عن صفية بنت حيي أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذاك سوقك بالقوارير يعنى النساء فبينا هم يسيرون برك بصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا ولم يكن يريد أن ينزل قالت فنزلوا وكان يومي فلما نزلوا ضرب خباء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل فيه قالت فلم أدر علام أهجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشيت أن يكون في نفسه شيء مني فانطلقت إلى عائشة فقلت لها تعلمين أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء أبدا وأني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني قالت نعم قال فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء فقال لها مالك يا عائشة إن هذا ليس بيومك قالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال مع أهله فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش يا زينب أفقري أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا فقالت أنا أفقر يهوديتك فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة المحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت إن هذا لظل رجل وما يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فمن هذا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأته قالت يا رسول الله ما أدري ما أصنع حين دخلت على قالت وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فلانة لك فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده ثم أصاب أهله و رضى عنهم.
(مسند أحمد بن حنبل ج6/ص337)
20- أتشفع في حد من حدود الله
لما روي أن أسامه بن زيد شفع في المخزومية التي سرقت فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال أتشفع في حد من حدود الله وقال ابن عمر من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه.
( الكافي في فقه ابن حنبل ج4/ص189)
21- القبلة في الصيام
روي أن رجلا قبل وهو صائم فأرسل امرأته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبل وهو صائم فقال الرجل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مثلنا قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال إني لأخشاكم لله وأعلمكم .( رواه مسلم )
(المغني ج3/ص20)
22- اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأنصار اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم في حكم حَكَمَ به للزبير إن كان ابن عمتك فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعزره على مقالته وقال له رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فلم يعزره.
(المغني ج9/ص149)
23- ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون
حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال خرجت أنا و تليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو ابن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله حين كلمه التميمي يوم حنين قال نعم جاء رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف عليه وهو يعطي الناس فقال له يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله أجل فكيف رأيت قال لم أرك عدلت قال فغضب النبي فقال ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر بن الخطاب ألا نقتله فقال دعوه فانه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم .
( البداية والنهاية ج4/ص362)
24- درت لبنة القاسم
وفي الحديث أن خديجة رضوان الله عليها بكت فقال لها النبي ما يبكيك فقالت درت لبنة القاسم فذكرته وفي رواية لبينة القاسم فقال لها أما ترضين أن تكفله سارة في الجنة قالت لوددت أني علمت ذلك فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ومد إصبعه فقال إن شئت دعوت الله أن يريك ذاك فقالت بلى أصدق الله ورسوله.
(لسان العرب ج13/ص372)
25- أيكم صاحب هذه النخامة
عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد فاستبرأها بعود معه ثم أقبل على القوم يعرفون الغضب في وجهه فقال أيكم صاحب هذه النخامة فسكتوا فقال أيحب أحدكم إذا قام يصلي أن يستقبله رجل فيتنخع في وجهه فقالوا لا قال فإن الله عز وجل بين أيديكم في صلاتكم فلا توجهوا شيئا من الأذى بين أيديكم ولكن عن يسار أحدكم أو تحت قدمه .
(صحيح ابن خزيمة ج2/ص63)
26- أشد الناس عذابا يوم القيامة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي مستترة بقرام فيه تماثيل فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهوى إلى القرام فهتكه بيده ثم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله.
(صحيح ابن حبان ج13/ص158)
27- خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها قال فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته قال ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.
(صحيح مسلم ج1/ص539)
28- القتال فرض عين على الأنصار
وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم على الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك وهم كعب بن مالك وهلال بن أُميَّة ومُرَارة بن الربيع , وكيف ذلك مع أنه فرض كفاية فالجواب ما قال السهيلي في الروض الأنف في حديث الثلاثة إنه كان على الأنصار فرض عين عليه بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم فكان تخلفهم في هذه الغزاة كبيرة .
(مواهب الجليل ج3/ص347)
29- غضب النبي صلى الله عليه وسلم من عمرt
وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى مع عمر t شيئا مكتوبا من التوراة , وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية لو كان موسى أخي حيا ما وسعه إلا إتباعي ولولا أن ذلك معصية ما غضب منه .
(منار السبيل ج2/ص41)
30- المخزومية التي سرقت
وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلمحين شفع أسامة بن زيد t في المخزومية التي سرقت وقال أتشفع في حد من حدود الله تعالى وقال ابن عمر t من حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى فقد ضاد الله في حكمه.
(المغني ج9/ص120)
31- الزبيرt يخاصم رجلاً من الأنصار
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الأنصاري يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك واستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري .
(صحيح البخاري ج4/ص1674)
32- حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقرأ في كتاب من قصص يوسف u
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف u في كتف فجعلت تقرأ عليه والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه فقال والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا فيكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم .
(مصنف عبد الرزاق ج6/ص113)
33- قتل من قال أنا مسلم
حدثنا أبو بكر قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال جاء أبو العالية إلي وإلى صاحب لي قال هلما فإنكما أشب مني أو أوعى للحديث مني فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم الليثي قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على القوم فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية معه سيف شاهر فقال الشاذ من القوم إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولا شديدا فبلغ القاتل فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل والله يا نبي الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه وعمن يليه من الناس وفعل ذلك مرتين كل ذلك يعرض عنه النبي بوجهه فلم يصبر أن قال الثالثة مثل ذلك وأقبل النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه تعرف المساءة في وجهه فقال إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا ثلاث مرات يقول ذلك.
(مصنف ابن أبي شيبة ج5/ص557)
34- إنك مع من أحببت
وروي أن رجلا قام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله متى الساعة فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم وأومأ الناس بالسكوت فلم يقبل وأعاد الكلام فلما كان في الثالثة قال له النبي صلى الله عليه وسلم ويحك ماذا أعددت لها قال حب الله ورسوله قال إنك مع من أحببت.
(المغني ج2/ص84)
35- إن النبي لا تكون له خائنة الأعين
حدثنا محمد بن سعد قال أسلم عبد الله بن سعد قديما وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فربما أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سميع عليم فيكتب عليم حكيم فيقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره فافتتن عبد الله بن سعد وقال ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت هذا الذي يوحى إلي كما يوحى إلى محمد وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح فجاء إلى عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة فقال يا أخي إني والله اخترتك على غيرك فاحبسني ها هنا واذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في فإن محمدا إن رآني ضرب الذي فيه عيناي فإن جرمي أعظم الجرم وقد جئت تائبا فقال عثمان بل اذهب معي فقال والله لئن رآني ليضربن عنقي فقد أهدر دمي وأصحابه يطلبونني في كل موضع فقال عثمان انطلق معي فلا يقتلنك إن شاء الله فلم يرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعثمان آخذا بيد عبد الله بن أبي سرح واقفين بين يديه فأقبل عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتفطمه وكانت تلطفني وتتركه فهبه لي فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل عثمان كلما أعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه استقبله فيعيد عليه هذا الكلام وإنما أعرض النبي صلى الله عليه وسلم إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه لأنه لم يؤمنه فلما رأى ألا يقوم أحد وعثمان قد أكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله تبايعه فداك أبي وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ثم التفت إلى أصحابه فقال ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله أو قال الفاسق فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلي يا رسول الله فو الذي بعثك بالحق إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلي فأضرب عنقه ويقال قاله أبو اليسر ويقال عمر بن الخطاب ولعلهم قالوا جميعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لا أقتل بالإشارة وقال قائل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ إن النبي لا تكون له خائنة الأعين فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام وجعل عبد الله بعد ذلك كلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفر منه فقال عثمان يا رسول الله نراه يفر منك كلما رآك فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أولم أبايعه وأؤمنه قال بلى ولكنه يتذكر عظم جرمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام يجب ما قبله فرجع عثمان إلى عبد الله بن سعد فأخبره فكان بعد ذلك يأتي فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس.
(لمنتظم ج5/ص144)
36- حلية أهل النار
حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان عن بن عجلان عن عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي عن أبيه عن جده أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه فلما رأى الرجل كراهيته ذهب فألقى الخاتم وأخذ خاتما من حديد فلبسه وأتى النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا شر هذا حلية أهل النار فرجع فطرحه ولبس خاتما من ورق فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم .
(الأدب المفرد ج1/ص352)
37- هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له
حدثني بن عباس عن الفضل بن عباس أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فجعل الفضل يلاحظ النساء وينظر إليهن وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده من خلفه وجعل الفتى يلاحظ إليهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له .
(صحيح ابن خزيمة ج4/ص260)
38- العاقل من يعمل بطاعة الله
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله ما أعقل فلانا النصراني فقال مه إن الكافر لا عقل له أما سمعت قول الله تعالى ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) وفي حديث بن عمر فزجره النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال مه فإن العاقل من يعمل بطاعة الله .
(تفسير القرطبي ج17/ص73)
39- لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام
عن أبي الزبير عن جابر t أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني حلمت أن رأسي قطع وأنا أتبعه فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره وليتحول عن جنبه الذي كان عليه.
(المستدرك على الصحيحين ج4/ص434)
40- كسب الحجام
روى أبو داود والترمذي من طريق مالك عن بن شهاب الزهري عن بن محيصة عن أبيه أنه كان له غلام حجام فزجره النبي صلى الله عليه وسلمعن كسبه فقال ألا أطعمه أيتاما لي قال لا قال أفلا أتصدق به قال لا فرخص له أن يعلفه ناضحة.
( نصب الراية ج4/ص134)