{اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى هَذِهِ الحَضْرَةِ النَّبَوِيَّةِ. الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ الرُسُلِيَّةِ.
بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ التَّامَّاتِ. صَلاَةً تَسْتَغْرِقُ جَمِيعَ الْعُلُومِ بِالْمَعْلُومَاتِ.
بَلْ صَلاَةً لاَ نِهَايَةَ لَهَا فِي آمَادِهَا. وَلاَ انْقِطَاعَ لإمْدَادِهَا. وَسَلِّمْ كَذَلِكَ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ
يَا سَيِّدَنَا يَا رَسُولَ الله أنْتَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْوُجُودِ. وَأنْتَ سَيِّدُ كُلِّ وَالِدٍ وَمَوْلُودٍ.
وَأنْتَ الْجَوْهَرَةُ الْيَتِيمَةُ الَّتِي دَارَتْ عَلَيْهَا أصْنَافُ الْمُكَوَّنَاتِ.
وَأنْتَ النُّورُ الَّذِي مَلأَ إِشْرَاقُهُ الأَرْضِينَ وَالسَّمَوَاتِ. بَرَكَاتُكَ لاَ تُحْصَى.
وَمُعْجِزَاتُكَ لاَ يَحُدُّهَا الْعَدَدُ فَتُسْتَقْصَى. الأَحْجَارُ وَالأَشْجَارُ سَلَّمَتْ عَلَيْكَ.
وَالْحَيَوَانَاتُ الصَّامِتَةُ نَطَقَتْ بَيْنَ يَدَيْكَ. وَالْمَاءُ تَفَجَّرَ وَجَرَى مِنْ بَيْنِ أُصْبُعَيْكَ.
وَالْجِذْعُ عِنْدَ فِرَاقِكَ حَنَّ إِلَيْكَ. وَالْبِئْرُ الْمَالِحَةُ حَلَتْ بِتَفْلَةٍ مِنْ بَيْنِ شَفَتَيْكَ.
بِبِعْثَتِكَ الْمُبَارَكَةِ أمِنَّا الْمَسْخَ وَالْخَسْفَ وَالْعَذَابَ. وَبِرَحْمَتِكَ الشًامِلَةِ شَمِلَتْنَا الأَلْطَافُ
وَنَرْجُو رَفْعَ الْحِجَابِ يَا طَهُورُ يَا مُطَهَّرُ يَا طَاهِرُ. يَا أوَّلُ يَا آخِرُ يَا بَاطِنُ يَا ظَاهِرُ.
شَرِيعَتُكَ مُقَدَّسَةٌ طَاهِرَةٌ. وَمُعْجِزَاتُكَ بَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ. أنْتَ الأَوَّلُ فِي النِّظَامِ.
وَالآخِرُ فِي الْخِتَامِ. وَالْبَاطِنُ بِالأَسْرَارِ. وَالظَّاهِرُ بِالأَنْوَارِ.
أنْتَ جَامِعُ الْفَضْلِ. وَخَطِيبُ الْوَصْلِ. وَإِمَامُ أهْلِ الْكَمَالِ. وَصَاحِبُ الْجَمَالِ وَالْجَلاَلِ.
وَالْمَخْصُوصُ بِالشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى. وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الْعَلِيِّ الأَسْمَى.
وَبِلِوَاءِ الْحَمْدِ الْمَعْقُودِ. وَالْكَرَمِ وَالْفُتُوَّةِ وَالْجُودِ. فَيَا سَيِّداً سَادَ الأَسْيَادَ.
وَيَا سَنَداً اسْتَنَدَ إِلَيْهِ الْعِبَادُ. عَبِيدُ مَوْلَوِيَّتِكَ الْعُصَاةُ. يَتَوَسَّلُونَ بِكَ فِي غُفْرَانِ السَّيِّئَاتِ.
وَسَتْرِ الْعَوْرَاتِ وَقَضَاءِ الْحَاجَاتِ. فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَعِنْدَ انْقِضَاءِ الأَجَلِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.
يَا رَبَّنَا بِجَاهِهِ عِنْدَكَ تَقَبَّلْ مِنَّا الدَّعَوَاتِ. وَارْفَعْ لَنَا الدَّرَجَاتِ. وَاقْضِ عَنَّا التَّبَعَاتِ.
وأسْكِنَّا أعْلَى الْجَنَّاتِ. وَأبِحْنَا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فِي حَضَرَاتِ الْمُشَاهَدَاتِ.
وَاجْعَلْنَا مَعَهُ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ أهْلِ الْمُعْجِزَاتِ وَأرْبَابِ الْكَرَامَاتِ. وَهَبْ لَنَا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ مَعَ اللُّطْفِ فِي الْقَضَاءِ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَا أكْرَمَكَ عَلَى الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَا خَابَ مَنْ تَوَسَّلَ بِكَ إِلَى الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. ألأَمْلاَكُ تَشَفَّعَتْ بِكَ عِنْدَ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ
مَمْدُودُونَ مِنْ مَدَدِكَ الَّذِي خُصِصْتَ بِهِ مِنَ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الأَوْلِيَاءُ
أنْتَ الَّذِي وَالَيْتَهُمْ فِي عَالَمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ حَتَّى تَوَلاَّهُمُ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَنْ سَلَكَ فِي مَحَجَّتِكَ وَقَامَ بِحُجَّتِكَ أيَّدَهُ الله
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الْمَخْذُولُ مَنْ أعْرَضَ عَنِ الإِقْتِدَاءِ بِكَ إِي وَالله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. مَنْ أطَاعَكَ فَقَدْ أطَاعَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ
يَا رَسُولَ الله. مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَى الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ أتَى لِبَابِكَ مُتَوَسِّلاً قَبِلَهُ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ حَطَّ رَحْلَ ذُنُوبِهِ فِي عَتَبَاتِكَ غَفَرَ لَهُ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ دَخَلَ حَرَمَكَ خَائِفاً أمَّنَهُ الله الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ لاَذَ بِجَنَابِكَ وَعَلِقَ بِأذْيَالِ جَاهِكَ أعَزَّهُ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
مَنْ أمَّ لَكَ وَأمَّلَكَ لَمْ يَخِبْ مِنْ فَضْلِكَ لاَ وَالله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يا رسول الله
أمَّلْنَا لِشَفَاعَتِكَ وَجِوَارِكَ عِنْدَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
تَوَسَّلْنَا بِكَ فِي الْقَبُولِ عَسَى وَلَعَلَّ نَكُونُ مِمَّنْ تَوَلاَّهُ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله
بِكَ نَرْجُو بُلُوغَ الأَمَلِ وَلاَ نَخَافُ الْعَطَشَ حَاشَا وَالله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.مُحِبُّوكَ مِنْ أُمَّتِكَ وَاقِفُونَ بِبَابِكَ يَا أكْرَمَ خَلْقِ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. قَصَدْنَاكَ وَقَدْ فَارَقْنَا سِوَاكَ يَا رَسُولَ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الْعَرَبُ يَحْمُونَ النْزِيلَ وَيُجِيرُونَ الدَّخِيلَ
وَأنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ يَا رَسُولَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.
قَدْ نَزَلْنَا بِحَيِّكَ وَاسْتَجَرْنَا بِجَنَابِكَ وَأقْسَمْنَا بِحَيَاتِكَ عَلَى الله.
أنْتَ الْغِيَاثُ وَأنْتَ الْمَلاَذُ فَأغِثْنَا بِجَاهِكَ الْوَجِيهِ الَّذِي لاَ يَرُدُّهُ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله. الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا دَامَتْ دَيْمُومِيَّةُ الله.
صَلاَةً وَسَلاَماً تَرْضَاهُمَا وَتَرْضَى بِهِمَا عَنَّا يَا سَيِّدَنَا يَا مَوْلاَنَا يَا الله.
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى سَائِرِ الْمَلاَئِكَةِ أجْمَعِينَ.
اللِّهُمَّ وَارْضَ عَنْ ضَجِيعَيْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِي وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أجْمَعِينَ.
وَتَابِعِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ (ثلاث مرات) وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ. آمين}.
هذه الصلاة لسيدنا الولي الكبير العارف الشهير أبي المواهب الشاذلي رضي الله عنه ألفها ليقرأها الزائرون أمام الحضرة النبوية عند زيارتهم ولا مانع من قراءتها في كل زمان ومكان ويستحضر القارئ أنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبه بما فيها من الخطابات فإن صيغة السلام في تحيات الصلاة وهي قول المصلي السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هي من هذا القبيل خطاب له صلى الله عليه وسلم وقد افتتحها رضي الله عنه بعد البسملة بقوله الحمد لله الذي أرسل إلينا فاتح الدورة الكلية الربانية الإلهية القدسية. بالخاتمة العنبرية الندية المسكية الخاصة العامة المحمدية الكاملة المكملة الأحمدية. اللهم فصل على هذه الحضرة النبوية الخ.
فينبغي لمن قرأها أن يضم لها هذه الحمدلة وإنما حذفتها من أولها لتكون هذه الصلوات على نسق واحد ولا بأس بذكر نبذة من أحوال مؤلفها ليعرف قدرها بمعرفة قدره مع أن جميع ما أذكره عنه لا يخرج عن مقصود هذا الكتاب من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما يناسبها.
قال سيدنا ومولانا الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاته ومنهم سيدي الشيخ محمد أبي المواهب الشاذلي رضي الله تعالى عنه كان من الظرفاء الأجلاء الأخيار والعلماء الراسخين الأبرار أعطي رضي الله عنه ناطقة سيدي علي أبي الوفاء وعمل الموشحات الربانية وألّف الكتب الفائقة اللدنية وله كتاب القانون في علوم الطائفة وهو كتاب بديع لم يولف مثله يشهد لصاحبه بالذوق الكامل في الطريق وذكر له حكماً كثيرة ومعارف غزيرة تدل على علو مقامه ثم قال. وكان رضي الله عنه كثير الرؤيا بالرسول صلى الله عليه وسلم
وكان يقول قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً هذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب رضي الله تعالى عنه.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سطح الجامع الأزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة فوضع يده على قلبي وقال يا ولدي الغيبة حرام ألم تسمع قول الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضاً وكان قد دلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس ثم قال لي صلى الله عليه وسلم فإن كان ولا بد من سماعتك غيبة الناس فاقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين وأهد ثوابها للمغتاب فإن الغيبة والثواب يتوافقان.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي قل عند النوم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم خمساً بسم الله الرحمن الرحيم خمساً ثم قل اللهم بحق محمد أرني وجه محمد حالاً ومآلاً فإذا قلتها عند النوم فإني آتي إليك ولا أتخلف عنك اصلا ثم قال وما احسنها من رقية ومن معنى لمن آمن به هذا منقول من لفظه رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لا تدعني فقال لا ندعك حتى ترد عليّ الكوثر وتشرب منه لأَنك تقرأ سورة الكوثر وتصلي عليّ أما ثواب الصلاة فقد وهبته لك وأما ثواب الكوثر فأبقه لك ثم قال ولا تدع أن تقول استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة إنه هو التواب الرحيم مهما رأيت عملك أو وقع خلل في كلامك هذا منقول من لفظه رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أنت تشفع لمائة ألف قلت له بم استوجبت ذلك يا رسول الله قال بإعطائك لي ثواب الصلاة عليّ.
وكان رضي الله عنه يقول استعجبت مرة في صلاتي عليه صلى الله عليه وسلم لأكمل وردي وكان ألفاً فقال لي صلى الله عليه وسلم أما علمت أن العجلة من الشيطان ثم قال قل اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد بتمهل وترتيل إلا إذا ضاق الوقت فما عليك إذا عجلت ثم قال وهذا الذي ذكرته لك على جهة الأفضل وإلا فكيفما صليت فهي صلاة والأحسن أن تبتدىء بالصلاة التامة أول صلاتك ولو مرة واحدة وكذلك في آخرها تختم بها قال لي صلى الله عليه وسلم والصلاة التامة هي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هذا منقول من لفظه رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي إن شيخك أبا سعيد الصفروي يصلي عليّ الصلاة التامة ويكثر منها وقل له إذا ختم الصلاة أن يحمد الله عز وجل.
وكان رضي الله عنه يقول وقع بيني وبين شخص من الجامع الأزهر مجادله في قول صاحب البرده رحمه الله تعالى :
(فمبلغ العلم فيه أنه بشر .. وأنه خير خلق الله كلهم)
وقال لي : ليس له دليل على ذلك ، فقلت : له لقد انعقد الإجماع على ذلك فلم يرجع فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر وعمر جالسا عند منبر الجامع الأزهر وقال : لي مرحبا بحبيبنا ثم قال لأصحابه أتدرون ما حدث اليوم؟ قالو : لا يا رسول الله فقال : إن فلانا التعيس يعتقد أن الملائكه أفضل مني فقالو : بأجمعهم لا يا رسول الله فقال : لهم ما بال فلان التعيس الذي لا يعيش وإن عاش عاش ذليلا خمولا مضيقا عليه خامل الذكر في الدنيا والآخرة يعتقد ان الإجماع لم يقع على تفضيلي اما علم ان مخالفه المعتزله لأهل السنه لا تقدح في الاجماع.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبل فمي وقال اقبل هذا الفم الذي يصلي علي الفا بالنهار والفا بالليل ثم قال لي وما أحسن إنا اعطيناك الكوثر لو كانت وردك بالليل ثم قال لي ويكون دعائك اللهم فرج كرباتنا اللهم أقل عثراتنا اللهم أغفر زلاتنا وتصلي على وتقول وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله صلاة الله تعالى عشرا على من صلى عليك مرة واحدة هل ذلك لمن كان حاضر القلب قال لا بل هو لكل مصل علي غافلا ويعطيه الله أمثال الجبال من الملائكة تدعوا له وتستغفر وأما إذا كان حاضر القلب فيها فلا يعلم ذلك إلا الله.
وكان رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي عن نفسه لست بميت وانما موتي عباره عن تستري عمن لا يفقه عن الله واما من يفقه عن الله فها انا اراه وهو يراني.
ورأى بعض العارفين رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في مكان فدخل عليه الشيخ أبو المواهب فقام له صلى الله عليه وسلم فقص ذلك على سيدي ابو المواهب فقال له يا فلان اكتم ما معك فان النبي صلى الله عليه وسلم هو روح الوجود وما قام لأحد إلا قام له الوجود.
وكان رضي الله عنه يقول من أراد ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم فليكثر من ذكره ليلا ونهارا مع محبته في السادة الاولياء وإلا فباب الرؤيا عنه مسدود لأنهم سادات الناس وربنا يغضب لغضبهم وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ..”.
وقد ترجمه رضي الله عنه بترجمة حافله بين فيها احواله الجميله ومعارفه الجليله ونقل عنه علوما نافعة وفوائد ساطعة فمن أرادها فليرجع إليها وإنما نقلت هنا ما يناسب المقام مما له تعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام.