هل صادفت يومًا أُناسًا في حياتك ممن يرون بنور الله؟!
هم بشرٌ مثلنا يأكلون ويشربون ويعيشون بيننا، فهم موجودون في كل زمانٍ ومكان!!،
هؤلاء قوم خصَّهم الله تعالى بالفِراسَة الإيمانية؟!
وهي نور يقذفه الله في قلوب عباده المؤمنين، ليُفرِّقُون بها بين الحق والباطل، والصادق والكاذب، فهي من أعظم صفات أهل الإيمان، أرباب الصدق والإخلاص، أصحاب المقامات الرفيعة العليَّة،
وصفها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: “إن لله عبادًا يَعرِفُون النَّاس بالتَّوسُّم”، وقال أيضًا: “اتقوا فِراسَة المؤمن فإنه ينظر بنور الله”، ثم تلا قول الله تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمينَ”، وهي تزيد وتنقص بحسب قوة إيمان صاحبها.
ومن أهلها العلماء :
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ولقد حذَّر أبو الدَّرداء من فِراسَة العلماء حين، قال: “اتَّقوا فِراسَة العلماء؛ فإنَّهم ينظرون بنور الله، إنَّه شيء يقذفه الله في قلوبهم، وعلى ألسنتهم”،
وقال عنهم أحمد بن عاصم الأنطاكي: “إذا جالستم أهل الصِّدق، فجالسوهم بالصِّدق؛ فإنَّهم جواسيس القلوب، يدخلون في قلوبكم ويخرجون منها من حيث لا تُحسُّون”،
ووصف الشعبي الطريق لمن يريد الفِراسَة؛ فقال: “من عَمَّر ظاهره بالسُّنة، وباطنه بمراقبه الله، وغَضَّ بصره عن المحارم، وكفَّ نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال، لم تخطئ له فراسة”.
وممن شُهِد له بالفراسة الإيمانية :
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
سيدنا عثمان بن عفَّان رضي الله عنه ، ومن مواقفه فيها أنه دخل عليه رجل ذات يوم من الصَّحابة، وقد نظر إلى امرأة في الطَّريق، فتأمَّل محاسنها، فقال عثمان لأصحابه: يدخُل عليَّ أحدكم، وأثر الزِّنا ظاهر على عينيه. فقال له أصحابه: أوحيٌّ بعد رسول الله؟! فقال: لا، ولكن تَبصِرةٍ وبرهان، وفِراسَة صادقة.
وها هو ذا إبراهيم الخوَّاص، العابد الزاهد صاحب الكرامات، مما يُروَى عنه في ذلك أنه كان جالسًا في المسجد ذات يوم، فأقبل عليه شابٌّ طيِّب الرَّائحة، حسن الوجه، فإذا به يقول لأصحابه: “يقع لي أنَّه يَهُوديٌّ”، فكره أصحابه ذلك القول منه، فخرج من المسجد، وخرج الشاب، ثمَّ رجع الشاب إلى أصحاب الخوَّاص، فقال لهم: بماذا أخبركم الشيخ عني؟ فاحتشموا فألحَّ عليهم في السؤال، فقالوا: يقول: إنَّك يَهُودِيٌّ، فجاء الشاب إلى الخوَّاص فأكبَّ على يديه، فأسلم، فسأله الخوَّاص عن السَّبب الذي دفعه لذلك؟ فقال: نجد في كتابنا أنَّ الصِّدِّيق لا تخطئ فِراسَته. فقلت: أمتحنُ المسلمين؟! فتأمَّلتهم، فقلت: إن كان فيهم صدِّيق، فسيكون في هذه الطَّائفة، فلمَّا اطَّلعت عليَّ وتفَرَّستني علمت أنك صدِّيق.
ويقول عن ذلك العلماء: إن المؤمن الحق إذا رأى أحدًا فإنه يستطيع أن يعلم باطنه من خلال نظره إليه فقط ودون أن يُعلِمَه أحدٌ بهذا الباطن، فالمؤمن الحق هو من يلتزم بالطاعة مستمرًا عليها، تاركًا المنكر ما ظهر منه وما بطن، فالمؤمن الحقِّ يرى بنور الله، فإذا توقَّع شيئًا من إنسان تحقَّق توقَّعه!!.
كيف تكتسب الفِراسَة؟
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
· تكتسب الفِراسَة بمراقبة الإنسان لله تعالى في جميع أحواله.
· التقرُّب من الله تعالى واتِّباع تعاليم شرعه الحنيف.
· اتِّباع هدي وسنة النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-، في جميع أقواله وأفعاله.
· أكل الطيب من الرزق؛ وهو حلاله.
· تطهير الإنسان لظاهره وباطنه.
· صحبة الصالحين والتعلم من سيرة السلف الصالح.
· غض البصر، والتخلُّص من أمراض القلوب كالحقد والحسد وغيرها.
فوائد الفِراسَة..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
· الفِراسَة تساعد على معرفة صفات الآخرين وكيفية التعامل معهم بكل سهولة ويُسر.
· الفِراسَة تفيد صاحبها في حكمه على الشخصيات المحيطة به.
· الفِراسَة ندرك بها كل ما نفعله ويفعله غيرنا من أفعال إيجابية أو سلبية ومعرفة أسبابها ونتائجها.
· الفِراسَة تجعل من صاحبها قائدًا ، متميزًا.
· الفِراسَة تسهل على صاحبها سهولة تعلُّم الأشياء والتطوير من نفسه دائمًا اللهم اجعلنا من الذاكرين الذين يرون بنور وجهك الكريم
اللهم أصلح مابين يدي..
اللهم اجعلني من النافعين لخلقك ياالله..
اللهم اعطينا الفراسه والفروسية..
اللهم اعطيني البصر والبصيرة ياا الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وصحبه وسلم عدد ما في علم الله.