سأل أحد المريدين شيخه فقال :
مُنذ زمن بعيد وأنا مُتَجَمِّدْ المشاعر والأحاسيس لا حُب ولا شغف ولا أشواقٌ وحنين
أشعر كأنني فقدت قلبي ـ أو أنني تَحولتُ لِآلةٌ صَمّّاء
مَيِّتة تعمل بِلا حِـسٍّْ ومشاعر مع العلم بأننى لم أقَصِّر يوماً في أيِّ من العبادات والنوافل
وَقِراءة جميع الأوراد والأذكار” !!؟
فَأجابهُ شـيخه فقال :
يا ولدي لا تخشى على نَفسك من هذا الحال فأنت بخير
نعم لقد أصبحتَ آلَةُ خَيَّرٍ تعملُ بِغيِّر شُعور كحال البالغين الأقويآء
بعد أن كُنت تعملُ بشعور الضُعفَآء كالأطفال.
وكما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ..((كذلك كُنَّا من قبل ثم قَسَّت قلوبنا)) أيَّ كانت قُلوباً ضعيفة جذبها الله إِليِّه بِشعُور اللطفِ والأنسِ والحنان … لِكي تألفَ سُلوك طريق المحبةِ إليِّه ….. وتتحمل مرارة ألمِ مَشقاتِ هذا الطريق وعذاباته ـ ولمّا إشتَدَّ عُودها وَقَوِيَّت .
أصبحت تَتَحَمَّل مشقات هـذا الطريق مـن غير تَأليِّف الضُعفَآء
فأذهبَ الله عنها حال الشـعور والإحساس لكي لا يبقى في القلب طلب
أو إلتفات لِغيَّرهِ .
وهذا من غِيِرَتهِ سُبحَانَهُ على عَبدِهِ وَلطفِهِ وعِنَايَتِهِ بِه”
كتاب مِنهاج السالكين