كان سيدنا إبراهيم بن أدهم رحمه الله يسير في الطريق فوجد رجلاً على قارعة الطريق مقطوع الأطراف لا يدين ولا رجلين ، به جذام جلده متناثر ، أعمى لا يرى ، في حالة رثة ، والناس يمرون يضعون الطعام في فمه إشفاقاً عليه وهو على قارعة الطريق مـُلقى .
فأخذ يتأمل فيه فإذا بالرجل يقول الحمد لله على نعمه العظيمة وعطاياه الجسيمة
الحمد لله علي نعمه العظيمة و عطاياه الجسيمة .
نعم عظيمة !! عطايا جسيمة!!
توقف ابراهيم بن أدهم، فألقى ابراهيم بن أدهم عليه السلام
فقال الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ابراهيم
قال :كيف عرفتني؟
فقال : ما جهلت شيئاً منذ عرفت الله
قال له : ماذا كنت تقول آنفاً
قال : كنت أقول الحمد لله على نعمه العظيمة وعطاياه الجسيمة
قال : ما الذي جرى لأطرافك ؟
قال : بترت
قال : ما الذي على جلدك ؟
قال : الجـُذام
قال : أين بصرك ؟
قال : كُفَّ
قال : أين بيتك ؟
قال : قارعة الطريق التي تراني عليها
قال : من أين تأكل
قال : من الرزق الذي يسوقه الله لي على أيدي خلقه نعمة منه
قال إبراهيم بن أدهم : فأين النعم العظيمة والعطايا الجسيمة ؟؟؟
قال : يا ابراهيم … ألم يُبقي لي لساناً ذاكراً .. وقلباً شاكراً ؟!؟!؟!!!
قال : بلى
فقال : فأي نعمة أكبر من هذه