سأل شيخه أي الشهوات أخطر يا سيدي؟
قال :- غيبة في مخلوق،
و نظر إلى حرام،
و غرور يصحبه رياء،
و الطمع في ما في أيدي الناس.
و ما هو الرياء؟
قال :- التزين للناس من أجل الناس، و هو قلبٌ مقلوب عن الإخلاص.
و هل ينقلب القلب؟
قال :- نعم إذا انشغل بالناس عن رب الناس.
و ما هو الإخلاص ؟
قال : أن تكون كلك للٰه، من غير إلتفات منك إلى حظوظ نفسك.
و ما هي حظوظ النفس ؟
قال :حب الظهور و الرئاسة، و التصدر و السلطنة،
و ما هو حبل النجاة؟
قال : حكم عقلك على هواك، و قلبك على نفسك
أليس العقل نعمة و القلب حكمة ؟
فقال :-نعم؛ و لكن بشرط غياب الحجاب،
فالعقل للملك لا للملكوت،
والقلب للفقه عن الله لا للمنازلات،
عليك بالروح.
وماهي الروح ؟
قال : سرٌ قديمٌ أودعه ﷲ فينا.
كيف ياسيدي ؟
قال: تشرفت الأرواح بخطابِهِ منذ الأزل،
فشهدت بما لم يشهده العقل والقلب.
و ما الخطاب ؟
قال : قوله تعالى : {وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِیۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُوا۟ بَلَىٰ شَهِدۡنَاۤۚ أَن تَقُولُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَـٰذَا غَـٰفِلِینَ}
:- فلماذا الروح لا تسقي القلب وال عقل من شعاعات النور ؟
قال :- لولا سَقيُ الروحِ ماوجدت عبداً مؤمناً،
و لكن سقايتُها على قدرِ صفاءِ العقلٍ والقلب.
و كيف يصفو القلب يا سيدي؟
قال :- الأنس بالله نور ساطع …. و الأنس بالخلق هم واقع