مقـامـات القلوب أربعة وذلك ان الله سبحانه وتعالى سمى القلب بأسماء أربعة :
(١.صدرا -٢.قلبا -٣.فؤادا -٤.لبا)
-فالصدر معدن الاسلام لقوله تعالى ( أفمن شرح الله صدره للاسلام)
-والقلب معدن الايمان لقوله تعالى (ولكن الله حب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم )
-والفؤاد معدن المعرفة لقوله تعالى( ما كذب الفؤاد ما رأى )
-واللب معدن التوحيد لقوله تعالى (لآيات لأولي الألباب)
فاللب وعاء التوحيد ، والفؤاد وعاء المعرفة ، والقلب وعاء الايمان ، والصدر وعاء الاسلام . فالتوحيـد تنزيه الحق عن دونه ، والمعرفة اثبات الحق بصفاته العليا وأسمائـه الحسنى، والايمان عقد القلب بنفي جميع ما تولهت القلوب اليه من المضار والمنافع سواه عزوجل والاسلام التسليم في الامور كلها سرا وإعلانا ، وهذه الاسرار كائنة في أسرار الموحدين ولا تصح المعرفة الا بالتوحيد ، ولا يصح الايمان الا بالمعرفة ولا يصح الاسلام الا بالايمان فمن لا توحيد له لا معرفة له ومن لا معرفة له لا ايمان له ومن لا ايمان له لا اسلام له ومن لا اسلام له لا ينفعه ما سواه من الاعمال والأفعال .
فنور الاسلام بذكر العواقب
ونور الايمان بتنبه الطوارق
ونور المعرفة بذكر السوابق
ونور التوحيد بكشف الحقائق
فذكر العواقب يوجب سياسة النفوس
والانتباه للطوارق يوجب رياضة النفوس
وذكر السوابق يوجب حراسة القلب
ومشاهدة الحقائق يوجب رعاية الحقوق
فبالسياسة يصل العبد إلى التصديق
وبالحراسة يصل الى التحقيق
وبالرياضة يصل الى التوفيق
وبالرعـايـة يصل الى الحق جل وعلا
فالسياسـة حفظ بر النفس ومعرفتها
والرياضة أدب النفس ومأكلها
والحراسة مطالعات الله تعالى في الضمائر
والرعاية مراعاة حقوق الحق بالسرائر .
فالرعاية توجب الوفاء بالعهود
والحراسة توجب حفظ الحدود
والرياضة توجب الرضا بالموجود
والسياسة توجب الصبر عن المفقود
فهذه الخصال ما كلف الله عباده من العبودية سراً وعلانيـة ظاهـرا و باطناً.
منقول من كتاب مقامات القلوب لأبو الحسين النوري قدس الله سرة