لما حج الرشيد، بينما هو سائر وهو على هودجه إذ وقعت عينه على بهلول مع المشاة، فاستدعى به، وقال: يا بهلول، تشهى وتمنى.
فقال: على من؟
قال: عليَّ.
قال تغفر لي؟
قال: لا قدرة لي على ذلك ، ولا هو في وسعي ، ولا في طوقي.
قال: فهب لي العافية.
قال: ولا قدرة لي على ذلك.
قال بهلول: ما في الآخرة شيء أفضل من المغفرة، ولا في الدنيا شيء افضل من العافية، ولا أجلّ، وإذا لم تقدر عليهما فأي شيء أتمنى؟
قال: تمنَّ أن اعطيك واقطعك.
قال: كلانا في خرابة واحدة !
من التراث الأدبي العربي