لم تكن صفية بنت عبد المطلب تبالي لولدها الزُّبير إذا سَقط من على ظهرِ الفرس ..
ولم يكن يأكل الخوف قلوب العرب وهم يرسلون أولادهم إلى البادية بالشهور والسنين ..
ولم يكن بقاء الولد وحده مع الغنم ليال في وديان مكة يؤلم نفس أبيه ..
ولم يكن خروج الشباب اليافع إلى التجارة والصيد وتَسُلقَ الجبال الشاهقة وصيد الأسود أمثال حمزة بن عبدالمطلب، يجعل أمهاتهم تموت رعبًا ..
لذلك لما جاء الإسلام صادفت قوته الروحية قوة بدنية خرج رجاله بهما أمثال خالد بن الوليد والزبير وسعد والمثني والقعقاع، فلم يعودوا إلا بملك كسرى و قيصر !!
واشوقاه إلى أمٍ مثل صفية تُربي ولدًا مثل الزُّبير إذا تمايل عدلته، وإذا تمايع نهرته، وإذا نسي ماضيه التليد ذكرته وأدبته
ثم واشوقاه لأبٍ أسد يربي شبلاً لا نعامة، وبطلا على الرجولة والاستقامة
فالأمة مقدمة على مرحلة لا يصلح معها صاحب الاسم الذكر والفعل المؤنث.
ثم تلتفت حولك فتجد بني قومنا -إلا من رحم الله- يخافون على خدود أولادهم أن يجرحها النسيم العابر !!
نريد رجالا نربيهم لننتصر ، لا نعاجاً نعلفها لتذبح !!