يروى أنّ أعرابياً كان يسكن بجوار الحسن بن علي رضي الله عنهما، وقد أصابه الفقر والعوز الشديد.
فقالت له زوجته: اذهب إلى الحسنِ فهو كريم آل البيت ولا يردُ سائلاً؟!
فقال لها: أخجل من ذلك!
فقالت: إن لم تذهب أنت؛ ذهبت أنا!
فأجابها: بأن سيكتب إليه، وكان شاعراً، فكتب إليه بيتين من الشعر:
لم يبــقَ عندي ما يبــاع ويُشترى
يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري
إلا بقـيـــة مــــاء وجـــــه صـــنتهُ
عن أن يباع، وقد وجدتكَ مُشتري
وأرسلها إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما؟
فقرأها الحسن، وبكى، وجمع ما عنده من مال، وأرسله إليه.
وكتب له:
عاجلتنا فأتــاكَ عاجـــــل برنا
طـــلاً ولو أمهلتنا لم نقـصـــرِ
فخذ القليل وكنْ كأنكَ لم تبع
ما صــنتـهُ وكأننا لم نشتـــرِ