من عبد ذليل لا يرجو إلا الله على ما فيه من عوج إلى الإبن التائب الذي سرني إقباله على الله فهنيئا لك بهذا السير الذي أشاهده فيك ،
اعلم يا بني أن المؤمن لا بد له في هذه الدار من الاختبار ، وما فرح عبد بخير الله إلا اختبره بشئ ينكد عليه حاله ، فان صبر واستسلم لملك الملوك دقت له أفراح الرضا في السماوات ورضي الله والحق عنه ورضيت الرسل والملائكة ،
فاطلب الحق يا بني بكلك
واعلم أن ما يصبك في هذه الدار هو راحة لك يوم القيامة
ولا تتعجل واختلى بربك في السحر واسأله اللطف ،
انك في زمن كثر بلاؤه وقل خيره وضعف الإسلام والإيمان ، وتعطلت الشريعة ، ورحلت القلوب من معرفة الله إلى حب الدنيا ، ومات العلماء ، وصار الناس يفرحون بضرر بعضهم بعضا ،
فاصبر يا بني وكن موصولا بربك ،
ولا تصحب أحدا إلا بعد أن تراه يخشى الله ، وقد رحل الإخلاص والود والحب من القلوب ،
واسأل الله أن ينجيك في هذا الزمن وينجيني ، وارحل إلى ربك بالاعتذار إليه وأحسن الظن فيه وقل لربك بالليل جاءك عبدك المقصر إنه يحبك ويرضى عنك ويحفظك