يأسف المسلم كل الأسف من وجود أناس في أزياء العلماء تحملهم شهوة الظهور على التظاهر بمظهر الاستدراك على فقهاء الصدر الأول، و على محاولة ابتداع أساليب يحرفون الكلم عن مواضعه و يجعلون الشرع الواضح المنهاج الصريح الأحكام يتقلب مع الزمن، و ذلك لأجل التقرب إلى الذين لا يضمرون للإسلام خيرا.
تراهم يقولون: عندنا العرف وعندنا المصلحة ، بهما كم تتغير الأحكام، و كم لنا من هذا القبيل، يريدون بذلك أن يجعلوا شرع الله متقلبا مع الزمن و مع الظروف كأدمغتهم المتميعة القابلة لكل شكل مع كل ظرف، نعم يوجد في فلاسفة الغربيين اللادينيين من يبغي دينا يتقلب مع الزمن، و لكن بغيته هذه ليست إلا شبكة يريد أن يوقع فيها
مقلدتهم من أبناء الشرق الأغرار المتفلسفين.