يحكى: أنه كان شاب يطوف بالكعبة، ويشتغل بالصلاة على النبي ، فقيل له: هل عندك في هذا شيء؟
قال: نعم، خرجت أنا وأبي حاجّين، فمرض أبي في بعض المنازل، ومات، واسودّ وجهه وازرقّت عيناه وانتفخ بطنه! فبكيت وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات أبي في أرض غربة هذه الموتة!
فلما كان الليل، غلبني النوم، فرأيت النبي وعليه ثياب بيض، ورائحة طيبة عطرة، فدنا من أبي ومسح على وجهه، فصار أشد بياضاً من اللبن، ثم مسح على بطنه فعاد كما كان، ثم أراد أن ينصرف، فقمت إليه، وأمسكت بردائه وقلت: يا سيدي، بالذي أرسلك إلى أبي رحمة في أرض غربة، من أنت؟
فقال:” أوما تعرفني؟! أنا محمد رسول الله، كان أبوك هذا كثير المعاصي والذنوب، غير أنه كان يكثر الصلاة عليّ، فلما نزل به ما نزل، استغاث بي فأغثته، وأنا غياث لمن يكثر الصلاة عليّ في دار الدنيا “.