ورد ان عابدًا من بني إسرائيل رأى في منامه هاتفًا يقول له : “إن فلانًا الإسكافي خير منك”، ولم يزل يرى في منامه مرارًا حتى تبين له أنه أمر، فأتى الإسكافي، فلما رآه الإسكافي قال له : ما أنزلك من صومعتك ؟
قال : أنت الذي أنزلتني، أخبرني ما عملك ؟
فكأنه كره أن يخبره ثم قال :
أعمل النهار وأكسب شيئًا، فما رزقني الله من شيء أتصدق بنصفه وآكل مع عيالي النصف وأصوم النهار .
فسأله الراهب : وممَ صُفرة وجهك ؟
قال : إني رجل لا يكاد يرفع لي أحدٌ إلا ظننت أنه في الجنة وأنا في النار …
قلتُ: لعل الإسكافي بلغ ما بلغ لإنه لم يرى لنفسه عملًا ولم يرى لنفسه حالًا.