حكى أن محمد بن الحنفية , جرى بينه وبين أخيه الحسين كلام افترقا بسببه متغاضبين , فلما وصل محمد إلى منزله , كتب إلى الحسين رقعة فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم , أما بعد , فإن لك شرفاً لا أبلغه , وفضلاً لا أدركه , أبونا على لا أفضلك فيه , ولا تفضلنى , وامى امرأة من بنى حنيفة وأمك فاطمة بنت رسول الله ﷺ ولو كان ملء الأرض نساء مثل أمى ما وفين بأمك ,.
فإذا قرأت رقعتى هذه فألبس رداءك ونعليك وتعالى لتترضانى , وإياك أن أسبقك إلى هذا الفضل الذى أنت أولى به منى , والسلام .
فلبس الحسين رداءه ونعليه وجاء إلى محمد وترضاه([1]) .
قال أنس رضى الله عنه : كنت عند الحسين بن على عليهما السلام فدخلت عليه جاريةٌ بيدها طاقة ريحان فحيته بها، فقال لها : أنت حرةٌ لوجه الله تعالى ،
فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها !!
قال : كذا أدبنا الله جل جلاله .
قال : “وإذا حييتم بتحيةٍ فحيوا بأحسن منها أو ردوها “؛ فكان أحسن منها عتقها .
([1])نهاية الإرب في فنون الأدب لشهاب الدين النويرى , كتاب ألف باء لأبى الحجاج يوسف البلوى , المستجاد من فعلات الأجواد لأبى الحسن التنوخى .