يروى عن سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه ، أنه تزوّج امرأة من كندة يقال لها صواب ، فأتاها و وقف بباب البيت و نادى بإسمها فلم تجبه.
فقال لها : يا هذه أخرساء أنت أم صمّاء؟ ألا تسمعين؟.
قالت : يا صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِه وَسَلَّمَ ، ما بي خرس و لا صم و لكن العروس تستحي أن تتكلم.
فدخل المنزل ، فإذا بالأستار و الأرياش و لباس الديباج ، فقال :
يا هذه أبيتك هذا محموم فدثرته ، أم تحوّلت الكعبة في كندة.
قالت : لا يا صاحب رسول الله ، و لكن العروس تزيّن بيتها ، فرفع رأسه فرأى خدماً وقوفاً على رأسه قد أتوْه بالماء و الطعام ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِه وَ سَلَّمَ يقول :
«من نام على الموثور ، و لبس المشهور ، و ركب المنظور ، و أكل الشهوات ، لم يرح رائحة الجنة».
قالت : يا صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِه وَسَلَّمَ: أشهدك أن كل ما في البيت صدقة لوجه الله تعالى ، و اكفني بُرّاً ، أكفك اشتغال البيت و محاولة العيش ، فقال لها : رحمك الله و أعانك.
و قد جاء عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آله و سَلَّمَ أنه قال :
«سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ».
أخرجه الطبراني ، و الحاكم في “مستدركه” ، و أبو نعيم الأصبهاني في “معرفة الصَّحابة” ، و البيهقي في “دلائل النبوة”