عن هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “إنما أنا رحمة مهداة”.
رواه الدارمي، والبيهقي في ” شعب الإيمان ”
الرحمة: هي صفةٌ إلهيةٌ تجسدت في الصورة المحمدية ﷺ، فتكونت بالهيئة النبوية المحمدية ﷺ، ولأنها مطلقة أخبر عنها سبحانه بأنها مهداة للعالمين.
يقول الشيخ أحمد العقاد (الأنوار القدسية في شرح أسماء الله الحسنى وأسرارها الخفية):
«أعظم رحمة وهبت للوجود: هي رسول الله ﷺ فإن الله تعالى قال: ] وَما أَرْسَلْناكَ إِلّا رَحْمَةً لِلْعالَمينَ [ الأنبياء : 107
فقد رحم به القلوب فانتبهت وعرفت
ورحم به الأرواح فشاهدت وعشقت
ورحم الله به النفوس فتزكت وخضعت
ورحم به الأجسام فركعت وسجدت
رحم الله العوالم فعرفت الحرية والمساواة
وكشف الستار عن الجمال الإلهي فدخل المؤمنون في معية الله، فرسول الله ﷺ هو مظهر الرحمة الجامعة الكلية».
في رحمة سيدنا محمد ﷺ
* يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في حقائق التفسير: «زين الله تعالى محمداً ﷺ بزينة الرحمة فكان كونه في الدنيا رحمة، ونظره إلى من نظر إليه رحمة، وسخطه ورضاه وتقريبه وتبعيده، وجميع شمائله وصفاته رحمة على الخلق، فمن أصابه شيء من رحمته، فهو الناجي في الدارين من كل مكروه » .
ويقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي (تفسير روح البيان): «نبي الرحمة:
لأنه ﷺ كان سبب الرحمة وهو الوجود، لقوله تعالى: ] لولاك لما خلقت الأفلاك [ .
وفي كتاب البرهان للكرماني: ] لولاك يا محمد لما خلقت الكائنات [ … نبي الرحمة ﷺ: لأنه هو الأمان الأعظم ما عاش، وما دامت سنته باقية على وجه الزمان» .